ويمكن تشخيص خمس حالات لمرونة العرض، استناداً الى حاصل قسمة التغير النسبي في الكمية المعروضة على التغير النسبي في السعر. وهي : 

أ- عرض مرن (او عالي المرونة) : حيث ان التغير النسبي في السعر يؤدي الى تغير نسبي اكبر في الكمية المعروضة . ففي مثالنا السابق نجد ان تغيراً نسبياً قدره (1%) في سعر السلعة يؤدي الى تغير نسبي اكبر - قدره (2%) - في الكمية المعروضة . اي ان درجة مرونة عرض السلعة اكبر من الواحد الصحيح (Eo1). وهنا نجد ان منحنى العرض يقترب من - او ينكفىء على - المحور الافقي، بحيث تصبح الزاوية المحصورة بين المحور السيني ومنحنى العرض اصغر من الزاوية المحصورة بين منحنى العرض والمحور العمودي: كما في الرسم ادناه.

ب- عرض متكافئ (احادي) المرونة : حيث ان التغير النسبي في السعر، يؤدي الى تغير نسبي مماثل (مساوٍ) له في الكمية المعروضة . والنتيجة ان درجة مرونة عرض السلعة تساوي واحد صحيح . وهنا نجد ان منحنى العرض يتمثل في خط مستقيم ينبع من نقطة الاصل ويقسم زاوية الاصل الى زاويتين متساويتين ، كل منها (45) درجة . كما في الرسم التالي :  

جـ- عرض واطئ المرونة (غير مرن) : حيث تكون درجة مرونة عرض السلعة اقل من الواحد الصحيح(E>1) .وهنا نجد ان التغير النسبي في السعر يؤدي الى تغير نسبي اقل في الكمية المعروضة . فاذا ارتفع سعر السلعة بنسبة 20٪ ، فازدادت الكمية المعروضة بنسبة 10٪ فان مرونة العرض تساوي ½  اي اقل من الواحد الصحيح. وهنا نجد ان منحنى العرض يصبح أشد انحداراً ، وتصبح الزاوية  المحصورة بين المحور السيني ومنحنى العرض اكبر نسبياً ، كما في الشكل التالي:

د - عرض عديم المرونة تماماً : وتمثل الحالة التي تظل فيها الكمية المعروضة ثابتة، رغم تغير سعر السلعة. اي ان درجة مرونة عرض السلعة او التغير النسبي في الكمية المعروضة يساوي صفرا: (0 = ES). 

ويُعبر عن هذه الدرجة من المرونة من خلال عمود قائم على المحور الافقي (السيني) الذي يعني ثبات الكمية المعروضة في الامد القصير، مهما تغير سعر السلعة . ومن الأمثلة المحدودة هنا ، هو عرض الارض - كعنصر انتاجي - في الامد القصير. والرسم التالي يعبر عن ذلك :

هـ- عرض لانهائي المرونة : وتعبر عن تلك الحالة التي يكون فيها المنتجون (المشاريع) على استعداد لعرض اية كمية من السلعة بالسعر السائد. ويعبر عن هذه الدرجة من المرونة من خلال خط افقي مواز للمحور السيني. وهو ما يعني ايضاً انه عند سعر اقل من (1 P) مثلاً ، فان الكمية المعروضة تنخفض الى الصفر. اما اذا ارتفع السعر الى اكثر من (1 p) فان الكمية المعروضة تزداد الى مالا نهاية، اي ان المشاريع المنتجة للسلعة تكون على استعداد لعرض اية كمية تطلب منهم.   

والرسم البياني التالي يعبر عن هذه الدرجة الافتراضية للعرض.

واخيراً ، لابد في نهاية هذه الفقرة، من الاشارة الى ان منحنى العرض لا يشترط بالضرورة ان يكون خطاً مستقيماً. وان الاشكال التي قدمناها سابقاً كان الغرض منها تقديم صورة مبسطة وان قياس مرونة العرض لا تختلف عن منهجية وآلية قياس مرونة الطلب التي سبق لنا الاشارة اليها في دراستنا للطلب، سواء ما يتصل بمرونة النقطة او مرونة القوس او غيرها. 

6- التغير في الكمية المعروضة والتغير في العرض

اوضحنا بأن منحنى العرض يتضمن العلاقة بين سعر السلعة والكمية المعروضة في الامد القصير، بافتراض ثبات المعطيات الاخرى المؤثرة على امكانات العرض (اي المؤثرة على منحنى العرض). واستناداً الى ذلك فإن منحنى العرض الواحد (بدرجة مرونة معينة في الامد القصير) يعبر عن التغير في الكمية المعروضة ، اي عن مقدار الكمية المعروضة مقابل كل مستوى من مستويات السعر.

لكن منحنى العرض لا يظل على نفس الدرجة من المرونة. وذلك لان المعطيات او العوامل الاخرى التي تؤثر على امكانات العرض يمكن ان تتغير في الامد المتوسط او البعيد - بما في ذلك اسعار المستلزمات وتوفرها ، وتقنية الانتاج والاعانات والضرائب ـ الامر الذي يعني امكانية تغير درجة مرونة عرض اية سلعة، اي ان امكانات العرض يمكن ان تتحسن او تتراجع ...، وهو ما يعني حصول تحول في منحنى العرض الى اليمين او الى اليسار. وبالتالي فان امكانات العرض في ظل نفس السعر (₁P) تتغير من (₁Q) الى (₂ Q) او الى (₃Q) . ويصبح من غير الممكن  التعرف على العلاقة بين السعر والكمية على منحنى واحد للعرض ، بل من خلال عدة منحنيات للعرض. اي اننا نكون عندئذٍ بصدد التغير في العرض.