أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-9-2020
6759
التاريخ: 30-12-2022
1044
التاريخ: 19-10-2019
3248
التاريخ: 17-9-2020
2438
|
3- نظرية مراحل النمو لروستو (*)
1- عرض النظرية
استلهم روستو نظريته من تجارب الدول التي حققت نجاحاً في ثورتها الصناعية لاسيما تجربة انجلترا منذ عام 1780 ، وقد اعتبر في كتابه " مراحل النمو الاقتصادي " أن التنمية ظاهرة حتمية تمر بها الدول مرحلياً في سياق خطي للتنمية، وانطلاق التنمية هو مرحلة حاسمة من مراحل النمو التي قسمها إلى خمس مراحل كالتالي :
أ) مرحلة المجتمع التقليدي: وهي تتميز باقتصاد متخلف جداً يتسم بالطابع الزراعي ويتبع أهله وسائل بدائية للإنتاج، ويلعب فيه نظام الأسرة أو العشيرة دوراً رئيسياً في التنظيم الاجتماعي ، كما أن الهيكلة الاجتماعية مؤسسة على الملكية العقارية، ويستند نظام القيم إلى "القدرية ومعاداة التغيير"، أما الناتج الوطني فإنه يقسم لأغراض غير إنتاجية. هذه المرحلة عادة ما تكون طويلة نسبياً وتتميز بالبطء الشديد(1).
ب) مرحلة التهيؤ للانطلاق : وهي مرحلة انتقالية تكون فيها الدولة متخلفة اقتصادياً ، غير أنها تحاول ترشيد اقتصادها والتخلص من الجمود الذي يتسم به مجتمعها. تتميز هذه المرحلة بتحولات في القطاعات الثلاثة غير الصناعية: النقل، الزراعة والتجارة الخارجية مع وجود قطاع بنكي، ووجود الهياكل القاعدية الضرورية للتنمية. ويشير روستو إلى الدور المحرك الذي يلعبه القطاع الزراعي بما يوفره من مزايا إنتاجية تسمح بولادة مجتمع متصاعد وتضمن الصادرات الضرورية لتوازن التبادل الدولي، وبذلك فإن هذا القطاع يسمح بتجميع الشروط الضرورية للتنمية الصناعية. كما يشير روستو إلى الدور الهام الذي يلعبه قطاع النقل ووسائل الاتصالات، وأيضا التطور في الذهنيات وفي مناهج العمل، حيث يعتقد ان من الشروط اللازمة للتهيؤ للانطلاق ظهور طبقة من المفكرين يخرجون عن الإطار التقليدي للتفكير(1).
ج) مرحلة الانطلاق : وهي أهم مرحلة من المراحل الخمس، حيث يعرف فيها المجتمع انقلاباً جذرياً يتميز بإزالة العوائق والحواجز المضادة للنمو المنتظم، ليصبح النمو الوظيفة الطبيعية للاقتصاد . في هذه المرحلة تحدث تغيرات جذرية في الفنون الإنتاجية بفضل تطور التكنولوجيا وتوسع المصانع وتركز الاستثمارات في القطاعات الصناعية ذات المردود السريع. إذن روستو يرى أن التكنولوجيا هي العامل الحاسم في الانطلاق، حيث ترتفع نسبة العاملين في الصناعة وتنتشر المراكز الحضرية.(2)
تعتبر هذه المرحلة قصيرة نسبياً من (20 إلى 30 سنة تقريباً)، وهي أصعب مراحل النمو حيث أنها تُعدّ مرحلة الجهد الشاق والعمل المتواصل لإرساء قواعد نهضة اقتصادية واجتماعية شاملة وحسب روستو فإن هناك ثلاثة شروط أساسية للانطلاق(3):
- ارتفاع معدل الاستثمار المنتج لينتقل من 5% إلى أكثر من 10% من الناتج المحلي بما يفوق عدد السكان.
- إنشاء قطاعات صناعية تحويلية هامة بمعدل نمو مرتفع: فقطاعات الاقتصاد لا تنمو بنفس الرثم ولا في نفس الوقت، ولكن توجد قطاعات محركة تلعب دوراً هاماً في مرحلة الانطلاق.
- التأسيس السريع لأداة سياسية اجتماعية ومؤسساتية تتمحور حول التنمية، بعبارة أخرى لابد أن يرافق الانطلاق نجاح سياسي واجتماعي وثقافي يحمل على عصرنة الاقتصاد.
د) مرحلة السير نحو النضج : وتكون بعد مرحلة الانطلاق بفترة طويلة (حوالي 60 سنة)، وفيها يملك الاقتصاد القدرة على التحرك إلى أبعد من الصناعات الأصلية التي مكنته من الانطلاق، مع تطبيق أحدث مستويات التكنولوجيا، والتوصل إلى التحسين الدائم في فنون الإنتاج مع احتلال الاقتصاد القومي مكانة هامة على المستوى الدولي. ومن مظاهر هذه المرحلة:
* قيام العديد من الصناعات الأساسية (صناعة الحديد والصلب، صناعة الآلات الصناعات الكهربائية).
* ازدهار حركة التجارة الخارجية وزيادة الصادرات.
* النضج الفكري للمجتمع.
* زيادة معدلات الاستثمار لتتجاوز 10-20 من الناتج الوطني.
* تغير هيكلة الطبقة الشغيلة(تنامي ظاهرة التحضر في اليد العاملة خصوصاً).
* تطور مستوى مسيري المؤسسات وامتلاكهم بعد النظرة في التسيير.
هـ) مرحلة الاستهلاك الواسع : وهي المرحلة التي يبلغ فيها البلد شأناً كبيراً من التقدم، حيث يزيد الإنتاج عن الحاجة ويعيش السكان في سعة من العيش وبدخول عالية وقسط وافر من سلع الاستهلاك وأسباب الرخاء، ومن مظاهرها: (4)
- ارتفاع متوسط استهلاك الفرد العادي من السلع المعمرة ( السيارات...). وذلك بسبب الارتفاع الكبير في الدخول الفردية، فيتحقق بذلك قانون Egel: كلما ارتفع الدخل تنخفض الحصة المخصصة للمواد الغذائية لفائدة نفقات أخرى لاسيما تلك المخصصة للخدمات الثقافة، السفر، الترفيه... (5)
- زيادة الإنتاج الفكري والأدبي للمجتمع.
- ظهور هيكلة جديدة للسكان العاملين حيث يوزعون على القطاعات الاقتصادية كالتالي: 45% من القوة العاملة تنشط في القطاع الثالث، 45% القطاع الثاني، و 10% في القطاع الأولي، وتتنامى ظاهرة النزوح الريفي.(6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) تدخل نظرية المراحل لروستو ضمن ما يسمى "الطرح الخطي للتنمية" معروف قبل روستو في نظريات مختلفة ولكنها لم تحظ بالشهرة التي حظيت بها نظرية روستو ونذكر من ذلك نظرية "فردريك ليست" " التي بينت أن الاقتصاد يمر بخمس مراحل، ونظرية "كارل بوشر" التي قسمت مراحل النمو إلى ثلاث مراحل، ووضع الاقتصادي الياباني أكاماتزو K.Akamatsu الصياغات الأولى لنموذج الأوز" "الطائر" في النصف الثاني من الثلاثينات كنموذج تاريخي لمراحل التطور الاقتصادي للبلدان النامية في سياق خطي متتابع المراحل زمنياً.
(1) W.W. Rostow, "les étapes de la croissance économique", Edition du Seuil, Paris, 1963, pp : 13-16.
(2) IBID, p. 16-18 et pp: 33-60.
(3) فؤاد حيدر، "التنمية والتخلف في العالم العربي: طروحات تنموية للتخلف"، دار الفكر العربي، بيروت، 1990، ص:1.
4) Ibid, P:66
5) Matouk BELATTAF, op. cit., p: 100.
6) IBID, p: 100.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|