أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-21
827
التاريخ: 2023-05-09
902
التاريخ: 2023-05-03
819
التاريخ: 2023-05-02
807
|
ناقش جابر بن حَيَّان موضوع أن يكون للحرارة العنصرية وزن، وذلك لاعتباره أن للحرارة طبيعة محسوسة؛ إذْ يرى جابر «أن للحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة أوزانًا، وأن للجوهر وزنًا لا بد من ذلك .... وقد وجب أيضًا من قولنا بعد ذلك أن لهذه العناصر أوزانا؛ إذْ في إمكان الإنسان أن يحصر كل ما له وزن، ولأن ما له وزن ممكن أن يُلمس ويُوجَد ويُوضع، فإذا كان كذلك فهو ممكن.»34
فجابر يُريد أن يخبرنا بالطبيعة المادية للحرارة والبرودة العنصرية، وعليه يُمكننا قياسهما كما نقيس الكتل بوساطة الأوزان والميزان الوزني الشائع. ويُشير النص السابق إلى أمرين:
الأول: إمكانية قياس الحرارة والبرودة العنصرية، والتحوُّل في التعامل مع الحرارة من الشكل الكيفي إلى الشكل الكمي.
الثاني: أنَّ الحرارة والبرودة العنصرية لهما طبيعة مادية، والدليل على ذلك تحسسنا لها وشعورنا بوجودها.
جابر بذل جهدًا جبَّارًا لوضع مقياس لضبط مقدار الحرارة في المادَّة من خلال وزن حروفها. وأنه جرت محاولات كثيرة في القرن الثامن عشر لتقدير وزن الحرارة الخارجية التي تُسلَّط على المواد، ولكنها أعطت نتائج متفاوتة جدًّا؛ ففي القرن التاسع عشر أوضح الكونت رمفورد أن وزن كرة من الذهب لم يتغيَّر بالتسخين، 35 وهو ما سيُشكّل دليلًا على عدم صحة نظرية السيال الحراري فيما بعد.
وقد كان جابر لا يعتقد أنَّ الحرارة الخارجية تزيد من وزن الجسم لدى معالجته بها، وذلك لأنها تُقلّل من كثافته، قال جابر: «وما عملت فيه الحرارة فبعيد أن يزيد وزنه وإن زاد جرمه ... يزيد مساحته وينقص وزنه لفقده التلزز والتحليل الذي هو من علة الخفيف؛ فقد بطل أن تكون زيادة وزن هذه الأرض بتمديد الحرارة وسخونتها. 36
____________________________________________
هوامش
34- جابر بن حيان مختار رسائل جابر بن حيان، ص 430.
35- فوربس، ر. ج.، وديكستر، إ. ج.، تاريخ العلم والتكنولوجيا، ج2، ص 46.
36- بيرثيلو، هذه رسائل مُهمَّة في العلوم الكيمياوية والصنعية لجابر بن حيان وغيره من الحكماء والفلاسفة، باريس، المطبعة الدولية، 1893م، ص203.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|