أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016
1916
التاريخ: 25-5-2018
1755
التاريخ: 21-4-2016
2240
التاريخ: 11-1-2016
2241
|
إذا سعى الأبوان إلى فرض منهجهما التربوي والتوجيهي عن طريق لغة الصداقة والموعظة أو من خلال اتباع أسلوب المشاورات وتبادل الآراء مع أبنائهما ، فمن المؤكد أنهما سينجحان في التسلل إلى أعماق الأبناء ، وتمرير منهجهما التربوي بشكل سليم ويسير .
وقد أولى الإسلام هذه المسألة النفسية الحساسة بالغ الاهتمام في برامجه التربوية لجيل الشباب، فهناك كثير من الآيات القرآنية والروايات الإسلامية المعتبرة جاءت لتؤكد أهمية تربية الفتيان والشبان على أساس تقديرهم واحترام شخصيتهم.
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ...} [لقمان: 13].
لقد كان لقمان رجلاً ربانياً وحكيماً مؤمناً نزلت في حقه وبأسمه سورة قرآنية ، تضمنت جانباً من تربيته ومواعظه الحكيمة لابنه .
من خلال قراءتنا للقرآن الكريم وبالتحديد سورة لقمان نلمس العناية الإلهية بحديث لقمان وموعظته لابنه ، وهذه العناية تبرز من خلال كلمته «وهو يعظه» .
فلو لم يأت ذكر هذه الكلمة في الآية المذكورة، ونزلت الآية على النحو التالي، وإذ قال لقمان لابنه يا بني، لكانت كاملة ومفهومة، ولكننا كنا جهلنا أسلوب مخاطبة لقمان العارف الحكيم لابنه ، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوضح هذا الأسلوب بكلمة «وهو يعظه» ، وشاء أن يعرفنا بأن خطاب لقمان لابنه لم يكن يحمل صيغة الأمر والنهي ولا الإهانة والتحقير ولا التملق والتزلف ، بل جاء بلسان العظة والنصح مراعاة منه لشخصية آبنه وعزة نفسه . فليتعلم الآباء والأمهات من هذا الدرس القرآني العظيم كيف يطبقون منهجهم التربوي على أبنائهم بشكل يترك في أعماقهم بالغ الأثر ويحفظ لهم شخصيتهم ويضمن لهم سعادتهم في الحياة .
لقد أتبع الأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين أيضاً أسلوب العظة والنصح في أداء واجبهم الأبوي تجاه أبنائهم ، ففي كتاب موجه لابنه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : فإني لم آلُك نصيحة وإنك لن تبلغ في النظر لنفسك وإن اجتهدت مبلغ نظري لك(1).
ويستطيع الآباء والأمهات ان يستشفوا من هذ القول الحكيم ، مسألتين نفسيتين في غاية الدقة ، ويتخذوهما أساساً لتربية أبنائهم :
أولاً: اتباع منطق النصح والعظة في تربية أبنائهم ، وتجنب منطق القوة والاستبداد الذي يشعر الفتيان بالحطة والحقارة .
ثانياً: اعتبار أنفسهم شركاء في توفير السعادة لأبنائهم ، وإفهام أبنائهم أنهم إنما ينشدون السعادة بدافع من حب الذات ، وأنهم - الآباء والأمهات - إنما ينشدون لهم السعادة بدافع من المحبة والحنان، إذن فهم شركاء، ولهم هدف واحد، هو الاستقامة والفلاح، وعليهم أن يتكاتفوا ويتعاونوا لبلوغ هذا الهدف، كل من موقعه ومسؤوليته.
____________________________
(1) نهج البلاغة، الفيض، ص909.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|