أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-07
1236
التاريخ: 2023-05-29
1137
التاريخ: 2023-05-07
1390
التاريخ: 2023-05-07
1437
|
المغول جيل من الترك يقطنون في بلاد تركستان، وقد نشأت بينهم وبين التتر – وهم من الترك أيضًا - حروب طاحنة، فنشأ في ظل هذه الحروب رجل من المغول يُقال له تموجين، عُرِفَ بعد ذلك باسم جنكيز خان، فنظم تموجين أمر المغول وأعدهم للفتح والتغلب، ولما حضرته الوفاة سنة 624 أوصى بتقسيم مملكته بين أبنائه الأربعة؛ وهم: جوجي، وجغطاي، وأوكداي، وتُولي. وكان يقدر لهم أن يملكوا الدنيا، فكانت من حصة ولده تولي خراسان وما يُؤمل الاستيلاء عليه من ديار بكر والعراقيين إلى منتهى حوافر خيول المغول، وكانت حدود مملكته تتاخم. العراق. ولما تُوفي سنة 654 خلفه في مملكته ابنه هولاكو خان الملقب بإيلخان؛ ولذلك تُسمى دولته بالإيلخانية. وفي سنة 656 نزل هولاكو على بغداد وحاصرها فكانت حروب، وكانت خطوب اندلعت في أثنائها نيران فِتَن ،داخلية انتهت باستيلاء التتر عليها وبقتل الخليفة المستعصم وأولاده ورجال حاشيته وأهل بطانته، وباستباحة بغداد مدة طويلة، ولم يسلم من الناس إلا من قدر على الاختفاء بمواطن لم تصل إليها عيون المغول، وكانت بغداد حين حاصرها القوم غاصة بأهل الأطراف من الذين أجفلوا أمام الجيش المغولي ظنا منهم أن العاصمة تعصمهم، فكانوا فيها لحما لسيوف المغول الذين لم يرحموا شيئًا ولا طفلا ولا امرأةً، وبهذا أَفَلَتْ شمس الخلافة العباسية في بغداد بعد أن أشْرَقَت عليها أكثر من خمسة قرون، وكان أفولها كارثة على الأمم الإسلامية كافة والعرب خاصة، بل على الشرق كله، بل على المدنية والحضارة؛ لأن المغول لم يكونوا يحملون يومذاك قلوبا تنبض بالرحمة ولا رؤوسا تعقل للمدنية معنى، وكان كل ما يتميز به أولوهم أنهم لا يُفرّقون بين دين ودين ولا بين مذهب ومذهب؛ فكل الأديان والمذاهب لديهم متساوية، وقد نجم عن ذلك أنهم سلطوا بعض رجال الأقليات المتميزين ببعض المواهب على حكم الأكثريات مما لا عهد للبغداديين به من قبل، وأبقى هولاكو في أول الأمر الأوضاع الإدارية في بغداد على النمط العباسي تقريبا مع اختصار في بعضها، وأبقى أكثر المناصب الإدارية بيد الموظفين السابقين من العراقيين؛ ليستفيد من خبرتهم وسابق تجاربهم في جباية الضرائب والمكوس وتنظيم الأعمال، ورتب من قبله جماعة من الرقباء والأمناء ليشرفوا على كل شيء، وبذلك أصبحت حكومة بغداد مدنية تحت إشراف حكومة عسكرية. على أن هولاكو لم يلبث أن حول نظره عن الموظفين العراقيين إلى موظفين من الإيرانيين، فعهد بمنصب الوزارة في بغداد إلى علاء الدين الجويني سنة 657، وكذلك عهد بكثير من المناصب الأخرى ببغداد إلى رجال من أهل فارس، وبذلك خسر العراقيون مكانتهم التي كانوا يحتلونها في الدولة، كما خسروا عزتهم وحريتهم، ولكن بغداد لم تخرج عن كونها حاضرة لمدن العراق العربي. وتعاقب على الحكم فيها من رجال الدولة الايلخانية ثلاثة عشر ملكا وملكة واحدة هي «صاتي خان» التي حکمت بغداد سنة 739. وأول من أسلم من ملوك هذه الأسرة أحمد بن هولاكو وكان اسمه قبل إسلامه «توكدار». وقد تمرد عليه ابن أخيه أرغون، واستولى على بغداد، فأرهق أهلها عسرا وأوسعهم ظلما، ثم تمكَّن من التغلب على عمه والاستيلاء على ملكه. وفي عهدهم ضُرِبَت الأوراق النقدية المعروفة بـ «جاو»، فحدثت في بلادهم أزمة نقدية اهتزت لها أركان الحالة الاقتصادية، ولكن بغداد سَلمَتْ من شر هذه الأزمة. وفي سنة 694 أسلم غازان بن أرغون أحد أحفاد هولاكو، وكان لإسلامه رنة استحسان في بلاد الإسلام ولا سيما في بلاد فارس، وكان متزوجا بعدد من نساء أبيه على طريقة المغول، وكان شديد الحب لواحدة منهن يُقال لها «بلغان خاتون»، فقيل له: إنَّ الإسلام يحرم نكاح زوجات الأب. فهم بالردة، ولكن أحد العلماء أفتاه بصحة ذلك، وقال له: «إنَّ أباك كان على الكفر ولم يكن زواجه شرعيًّا؛ فلا يمنعك مانع من أن تعقد أنت عليها الآن.. فسكن قلب غازان إلى هذه الفتوى وبقي على الإسلام، ومنذ ذلك الحين فشا الإسلام في المغول. وزار غازان هذا بغداد عدة مرات فشمل أهلها بلطف لا عهد لهم به من أسلافه وهو الذي أمر بضرب الدراهم والدنانير على مقاييس معينة ليتعامل الناس بها عدا لا وزنًا، وأمر بتوحيد المكاييل والموازين والأطوال. ويقرن بعض المؤرخين اسم غازان باسم محمود ولعله اختار لنفسه هذا الاسم بعد إسلامه. وفي 718 حدث غلاء في بغداد، اضطر معه الناس إلى أكل الجيف، وباع الفقراء أولادهم ليسدوا رمقهم بأثمانهم. وفي سنة 739 استولت الأميرة «صاتي» بنت خدابنده على الملك، أول مرة تكون فيها بغداد خاضعة لمملكة تملكها امرأة، وخطب لها على المنابر في بغداد وغيرها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|