الشبكات الاجتماعية

مما لا شك فيه أن التطور الهائل في تكنو لوجيا الاتصال الحديثة غير أنماطا كثيرة في حياة الناس بعد مساهمتها في العديد من القضايا التي ترتبط حتى بالعلاقات الإنسانية. فتكنولوجيا الإنترنت مثلاً بلغت مرحلة متقدمة من التطور، فبرز الجيل الثاني من الإنترنت الذي قلب الكثير من المفاهيم، وأتاح العديد من الخدمات من خلال وسائله المتنوعة التي تأتي في مقدمتها مواقع الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت، وهي ظاهرة برزت خلال السنوات الخمس الماضية، وتطورت منذ بداية ظهورها إلى يومنا هذا لتصبح من أكثر المواقع استخداماً للإنترنت، حيث تحولت إلى بديل عن مختلف النشاطات التقليدية الماضية من خلال تفاعل عدد كبير جداً من المستخدمين، ومع هذا التزايد الملموس في استخدام هذه المواقع من مختلف الفئات العمرية، تعددت هذه المواقع وتنوعت مقدمة بذلك عدداً هائلاً من الخدمات التي تتنوع من موقع إلى آخر، فظهر موقع "ماي سبيس"، "فايسبوك" ، "لينكدن"، "تويتر"، وغيرها . هذا التطور وان كان يعبر عن صيحة تكنولوجية قدمت العديد من الإيجابيات للمستخدم، إلا أنها قلبت من جهة أخرى العديد من المفاهيم ولا سيما المجتمعية منها، مؤدية بذلك إلى إثارة عدد من القضايا، منها موضوع الخصوصية، العزلة الاجتماعية، والهوية، والى جانب التأثيرات المحتملة على منظومة العلاقات الاجتماعية. غير أنه تجدر الإشارة إلى أن التطور المتسارع الذي يشهده مجال الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت خلق نوعاً من عدم الاتفاق على حدود هذه الشبكات وخصائصها ، وهذا ما نلمسه من خلال اختلاف الباحثين مثلاً في تصنيف موقع "اليوتيوب" بين موقع تشبيك اجتماعي، أو موقع مشاركة الفيديو Video Sharing sites.