المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مشتقات الهيموجلوبين
2024-12-19
القولون العصبي Spastic colon
2024-12-19
فيتامين D
2024-12-19
تقسيم أصناف الأرز
2024-12-19
أنواع البعوض الناقلة للحمى الصفراء
2024-12-19
تخزين محصول الارز
2024-12-19

اقتران فردي Odd Function
29-10-2015
أحاديث العرض على الكتاب
26-11-2014
انواع توربينات طاقة الرياح
19-9-2016
أنكار سعد بن ابي وقاص سب أمير المؤمنين
7-4-2016
إبراهيم بن محمد الكلابزي
9-04-2015
Dihybrid Crosses
19-10-2016


ضرورة المحبة في البيت  
  
1337   10:05 صباحاً   التاريخ: 2023-04-11
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص82 ــ 93
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 1977
التاريخ: 28-4-2017 2161
التاريخ: 2023-03-01 966
التاريخ: 11-1-2023 1223

... إذا كانت المحبة موجودة بين الزوجة والزوج والعاطفة تسيطر على البيت فإنها تؤثر على الأطفال في البيت وينشأون على الحب والعاطفة. وعكس ذلك ان كان الاختلاف هو الحاكم في البيت فان الأولاد سينشأون غير عاطفيين. وان كانت فتاة فلن تتمكن من رعاية زوجها وان كان شاباً فلن يتمكن من رعاية زوجته. وسيكرهوا المجتمع والآخرين ولن يكونوا عطوفين.

واحد المصائب الكبيرة في العالم اليوم ان العاطفة مفقودة خاصة في البلدان المتحضرة (المتمدنة)، فجميع هذه الجرائم وهذه الجنايات التي ترتكب والمناقشات لأن المحبة مفقودة في العالم اليوم وحسب القرآن فان اليوم هو عصر الجاهلية الثانية.

أحد الرذائل التي كانت موجودة في الجاهلية الأولى اي قبل بعثة الرسول فقدان العاطفة وقد بلغت بهم انهم كانوا يدفنون ابنائهم وهم احياء يقول القرآن: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58].

يكتب المؤرخون عن عدم العاطفة في ايام الجاهلية: كان حطاباً قد جمع الحطب على ظهره ليبيعه ويشتري شيئا لزوجته وابنائه فجاء بها إلى مكة فرآه أحد الأقوياء وطلب منه ان يأخذها إلى بيته ثم امره ان يكسرها وان يضعها في مكان معين وبقي يلبي اوامره حتى الغروب وكان ينتظر النقود وأخيراً قال له أعطني نقودي اريد ان اذهب فقال له: افتخر أنك قد خدمتني فقال افتخر أني قد جلبت لك الحطب وكسرته لك الا ان زوجتي واطفالي جائعين ينتظرونني فأعطني مالي فقال له: افتخر مرة ثانية وثالثة ثم طردوه بعد ان ضربوه وشتموه.

ولدينا الكثير من هذه القضايا في عصر الجاهلية وعندما نقرأ نتعجب هل يمكن لشعب ان يكون من دون عاطفة الى هذا الحد وفي الجاهلية الثالثة اي عصرنا هذا نرى اشد من ذلك. اللون يختلف فقط فالآن القوى المستكبرة تقول للبلدان الضعيفة اعطونا نفطكم وهؤلاء يقولون نحن نفتخر ان نقدم لكم نفطنا نقول لهم كونوا خدمنا يقولون نحن نفتخر بذلك، تقول لهم: أطيعوني بما آمركم به يقولون: نحن نفتخر ان نطيعك بما تأمريننا. هذه قساوة امريكا، فلا عاطفة لديها. انها تصنع (أبولو) لكن لا محبة او عاطفة لديها وقد بلغت ذروتها حيث تمتص الدماء. وتقول عليكم ان تكونوا خدمي ويفتخر التعيس بذلك بانه خادم لأمريكا وروسيا والأتعس من امريكا فأي كان لديه قدرة فانه يستغل قدرته ونفوذه. فلقد بلغت القساوة حيث انهم يرمون بالقمح والأطعمة في البحر بينما يموت العديد من الاطفال وغيرهم من الجوع وكما تشير الاحصاءات فإنه في اليوم يموت الآن الاطفال وكذلك الشبان والنساء من الجوع.

لو ان العالم اليوم لا يصنع الاسلحة ولا يخزنها لعام واحد فان جميع العالم سيصبح متمولاً ومتمكناً وسيزول الفقر الفردي والاجتماعي من المجتمع. لا تظنوا ان امريكا قد تضغط على إيران. ففي امريكا نفسها هناك العديد من الناس يموتون من قلة التغذية او عدمه. بينما ترمي بحمولات القمح في البحر. وكذلك روسية وبريطانيا. ويتحدث لنا بعض الاصدقاء الذين ذهبوا إلى روسيا قال ان وضع الغلاء هناك رهيب وكذلك اختلاف الطبقات. فهناك اما قصر اما كوخ يجب ان نبارك لأمريكا الوضع الذي احدثته في العالم اليوم حيث ان القتل عندها لا يختلف كثيرا عن شرب الماء. كنا نتعجب عندما نسمع ان شخصاً قتل من اجل بصلة واليوم نرى في امريكا انهم يعطون شخصا دولارا يقولون له اقتل فلانا فيقتله من اجل دولار واحد. ولقد بلغ هذا الخفاء وعدم العاطفة ذروتها اليوم.

لو جسدنا المرأة يجب ان تكون عاطفة ولو جسدنا العاطفة يجب ان تكون المرأة الا ان هذه المرأة نفسها قد خنقت بيديها اطفالها الثلاثة وعندما سألوها عن السبب قالت: اردت ان أحرق قلب زوجي فلم أجد وسيلة غير قتل اطفالي. ان هذا الوضع مستشر اليوم حتى في ايراننا.

يكتب أحد الكتاب: كانت فتاة تحتضر وكان خطيبها قد اهداها خاتم زواج قيم كانت تضعه في اصبعها. وكان الجميع يحيطون بها ويبكون. وكانت هناك عجوز قد اتت تنتظر موتها لتأخذ عينيها. فجأة سمعوا الفتاة تأن وتقول دعيني أموت ثم خذيه. فانتبهوا ان العجوز أخذت تسحب خاتم الزواج من اصبعها ولا طاقة لدى الفتاة لتمنعها فأخذت تتوسل لها انه من خطيبي دعيني أموت ثم خذيه. لكن هذه العجوز القاسية القلب العديمة الرأفة كانت تريد سرقته هذا حال العالم اليوم وفي كل مكان تتقدم فيه الحضارة تتأخر العاطفة ويكثر الجفاء.

ان الجفاء موجود اليوم بين المسلمين الا انه اقل ويكثر بين اللامباليين وفي البيئة الغير اسلامية بشكل أكبر وعلي القول انه حيث يكثر التمدن فان أحد الهبات التي تقدمها الحضارة ازالة المحبة والجفاء. لكن من اين هذا الجفاء الذي يحكم العالم اليوم؟. أجيب انه ابتدأ من البيت فعندما لا توجد محبة بين الزوجين ويكون هناك اختلاف بين الاثنين تشتم المرأة زوجها والزوج امرأته والعياذ بالله وينمو الطفل على ذلك فيفقد هذه العاطفة الالهية تدريجيا ويكبر على الجفاء. ويقضي على المحبة الفطرية التي لم تستيقظ بعد في فطرته فيقضي عليها ويزيلها نهائياً والعياذ بالله ان يكون هناك شخصاً من دون عاطفة فانه يصبح متوحشا أكثر من الذئب المتوحش. وكونوا على يقين انه يصبح مفترساً أكثر منه بل اسوأ بكثير فهل لدى الذين يصنعون الاسلحة عاطفة؟. والذين يعرفون ماذا تفعل القنبلة؟! يقول القرآن: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22].

ان الانسان الذي يملك عقلاً من دون تعقل فانه أسوأ من الغدة السرطانية والذي لديه فكرولا يتفكر. اي ان عديم العاطفة أرذل من هذه الجرثومة فالجرثومة لا تملك عاطفة. ولا تفكر بأنه إذا افسدت انفه او فمه فسأجعل منظره قبيحاً فلأدع فمه مثلا فأنها لا تفكر، لكن المستكبر يقول فلأقتل ثلثي العالم لكي أستطيع الاستيلاء على الثلث الباقي من العالم. وجميع هذا ينبع من اختلافات الزوجين في البيت وشاهد في البلدان المتمدنة ان العاطفة مفقودة في البيت وبين الزوجين. عندما نطالع في حياة المغتربين نجد انه لا عاطفة في برنامجهم وان المحبة الفطرية لا وجود لها عندهم. فعندما لا يعمل بتعاليم الاسلام شئنا أم أبينا فسينمو الطفل على الجفاء. لذا فان الاسلام يدعي ان هناك محبة فطرية بين الزوجة والزوج يقول القرآن ان لم تقض على المحبة فان الله قد جعل محبة بين الزوجة والزوج وهذا مشهور بين العوام وله جذور قرآنية وان (انكحت وقبلت) الذي تقال في صيغة العقد تجلب المحبة. يقول القرآن: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، أي انه من آيات الله عز وجل ان خلق المرأة للرجل والرجل للمرأة لماذا خلقهم لا يقول لإطفاء الشهوة او لتكثير الذرية والنسل بل لأن المرأة مصدر سكن للرجل والرجل يعد سكناً للمرأة. (لتسكنوا اليها). لأن الاطمئنان القلبي يحصل عن طريق الزوجة والزوج فان قلب الشاب يسكن ويطمئن ان كانت لديه زوجة جيدة وقلب الفتاة يطمئن ويسكن ان كان لديها زوج جيد. اي ان القلب يطمئن في البيت. حيث لا اضطراب ولا توتر ولا قلق هذا إذا كانت المرأة امرأة والرجل رجل ثم يقول: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}، اي ان رب العالمين قد جعل بين الرجل والمرأة المحبة والعاطفة والرأفة وهذه المحبة قد وجدت من (انكحت وقبلت) ولو انتبهوا لها لازدادت يوماً بعد يوم، لذلك فإن الاسلام يقول انه هناك محبة بين الزوجة والزوج وهناك محبة في البيت. وعلينا ان نحاول لدعمها وتثبيتها في البيت. ولو عملنا بتعاليم الاسلام فكونوا على يقين أن هذه المحبة ستزداد يوماً بعد يوم.

سأقول أمراً للجميع خاصة للشباب حتى لو لم يكونوا متزوجين هو انه إذا كانت هناك فائدة في العالم فهي فقط بين الزوجة والزوج، تيقنوا ان ابنكم لن يفيدكم وكذلك ابنتكم فهذا يسعى لكي يتزوج ويذهب عنكم وهذه تسعى لكي ترتب بيتها وترحل. اولا عليهم ان يفكروا بكم وبشيخوختكم الا انكم كونوا على يقين انهم لا يفعلون ذلك فالقلة من الشباب الذين يفكرون بشيخوخة والديهم. لذلك فان القرآن يؤكد على هذا الأمر ويقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]، يقول ان رب العالمين قد حكم عليكم ان تحترموا والديكم كثيراً خاصة ان كنت قريباً من ابوك وأمك العجوزين، معاذ الله ان يعق الأبناء وزوجاتهن الوالدين فانه من الصعب ومن الصعب جداً والقليلون هم الذين يهتمون بشكل كامل. وقليل ما نجد ان الابن او زوجته او الابن يفيد الأم او الأب. الا ان الزوجة تفيد الزوج وترجو الخير له. وكذلك الزوج يفيد الزوجة ويرجو الخير لها وان كان هناك نفع أو أمل فانه يكون بين الزوجة والزوج لذلك فاني اوصي الجميع ان انتبهوا للمحبة لكيلا تزول بين الزوجين فاذا زالت هذه المحبة فان الارتباط وطلب الخير لبعضها البعض سيزول ايضاً وسيصبح البيت سجناً.

ارجو ان لا يكون أحد في مجلسنا بينه وبين زوجته اختلاف فإن كان هناك شيء فليلتفت جيداً الى ما أقول أنه من بعض الأوقات يصل الأمر لا تبقى معه محبة بين الزوجين فيرجح الرجل ان يبقى حتى ما بعد منتصف الليل وهو يدور في الشوارع ويجلس في المقاهي على ان يذهب إلى البيت والمرأة ايضا ترجح ان تبقى في البيت لوحدها على ان يعود زوجها. هذه الحياة موت بطيء في البيت الذي يفتقد المحبة ويعد البيت المليء بالخلافات سجناً بكل ما للكلمة من معنى. ولو غضضنا النظر عن جميع هذه الأمور يكفي ان يرى الطفل هذا الجفاء بين والديه فلا الأب يفكر بالأم ولا الأم تفكر بالأب سيصبح هو بدوره كذلك فيتعدى بالضرب على اخوته وكما يقول أحد المسنين بعض الأحيان يرجح الانسان ان يرى الغريب على ان يرى والده معاذ الله ان نفقد العاطفة. لذلك فان الاسلام قد وضع تعاليم مؤكدة للمرأة والرجل ليحافظ على هذه المحبة الفطرية. فحذر الرجل من ان تكون أخلاقه سيئة في البيت وقصد الاسلام عن الأخلاق السيئة ان لا تعكر صفو البيت وليس قصده ان لا تشتم او تضرب زوجتك فالرجل الذي يضرب زوجته ويشتمها فان اسلامه أعوج وهذا أمر مفروغ منه. وهذا ليس قصدنا المقصود هو الرجل العبوس الخامل الذي يعكر صفو البيت ويجلب هموم السوق والعمل معه إلى البيت. يقول لك الاسلام ان كنت كذلك فان اول مصيبة ستبتلى بها ضغطة القبر وتكون قوية بحيث ان اضلاعه تتكسر.

نقرأ في الروايات ان سعد بن معاذ كان انساناً عظيماً وصالحاً قد شارك في الغزوات وعندما توفي قال النبي (صلى الله عليه وآله) ان الأرض قد امتلئت من الملائكة الذين جاؤوا ليشيعوا سعد وبالإضافة إلى ان النبي (صلى الله عليه وآله) شارك في تشييعه شارك في غسله وتكفينه ودفنه ومن هنا نعلم قدره وعندما دفنوه جاءت أمه وقالت: لن أبكي عليك بعد الآن فقد وضعك النبي بيديه في التراب. لذا اعرف أنك من اهل الجنة وكان هو من اهل الجنة.

بعد ذهاب أمه قال الرسول (صلى الله عليه وآله): ان القبر قد ضغط على معاذ ضغطة كسرت اضلاع صدره فقالوا: يا رسول الله لقد كان صالحاً فأجاب (صلى الله عليه وآله): نعم لكن اخلاقه كانت سيئة مع اهله. اي كان سلبياً ويعترض كثيراً.

هل رأيتم اشخاصاً سلبيين اي انهم يبحثون عن اي نقص وعندما لا يجدون نقصاً قد يقول مثلاً: لماذا وضعت السفرة بهذا الشكل.. فان السلبية والنق والعبس وتعكير جو البيت جميعها من الأمور التي توجب ضغطة القبر. فلو ان هذه الأمور تكررت معاذ الله ومات الانسان من دون توبة فان الأخلاق السيئة هذه ستورثه ضغطة القبر. ولم اقل الشتم فان شتمتم فأنكم ستغضبون صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

يقول الراوي: كنت ارافق دائماً الامام الصادق (عليه السلام) ذات يوم تأخر غلامي وكنا قد ذهبنا إلى السوق معه (عليه السلام) فناديته عدة مرات ولم يجب وعندما وجدته قلت له (يا بن الفاعلة). فتوقف الصادق (عليه السلام) وتغير لونه وقال ماذا قلت فقلت يا بن رسول الله ان أمه كافرة من الهند فقال الصادق (عليه السلام): لا شأن لي بها او بكلامك (إذا قال هذا الكلام شخص لآخر فعلى حاكم الشرع ان يعزره ويجلده ثلاثين جلدة)، اما لأنك مسلم فلماذا تشتم. ومنعه من مرافقته.

فالمسلم الذي يشتم ليس بشيعياً ولن يرضى عنه امام زمانه. والعياذ بالله من ان ينهض أحدكم على السحور فيغضب ويشتم زوجته فلن يقبل منه صيامه واسلامه أعوج والذي يضرب زوجته والعياذ بالله عليه ان يصلح نفسه فهو ظالم وعندما يكون ظالماً من الواضح اين مكانه.

إن الأخلاق السيئة في البيت وامثالها تصبح ملكة عند الانسان برأي الفلاسفة وعرفاء الاسلام وعلماء علم الأخلاق. وبرأي الذين يستفيدون من القرآن. يقول جميعهم ان اعمالنا تصبح ملكة لدينا وتعين هويتنا ومعناه ان اقوالنا وافعالنا تصبح ملكات والملكات تغير هويتنا وصورتنا فالذي تكون علاقته قوية بالله عزوجل، فانه يتفتح في الانسانية، اما الشخص المتوحش. فان التوحش يصبح ملك لديه وتعين له هويته فتقضي على انسانيته وتجعل منه ذئباً متوحشاً هذا أمر مسلم به في القرآن ولعلماء الأخلاق بحوث عديدة في هذا المجال ولقد بحث فيه الفلاسفة جميعا خاصة ملا صدرا (قدس سره) ويدعونه: تجسم العمل.

بحثنا يتحدث عن ان الرجل إذا كان سيء الأخلاق في البيت فان هذه الصفة تصبح ملكة لديه على إثر التكرار وتجعله كالكلب ولو كانت لديه بصيرة لشاهد نفسه بصورة كلب.

يقول أحد الكبار رأيت شخصاً اعرفه في نومي وكان انساناً صالحاً جيداً شاهدته على صورة كلب فتقدمت نحوه وسلمت فوجدته. هو نفسه (ان السيئات تظهر يوم القيامة على شكل كلب لكنهم يعرفونه اي يكون من حيث الروح كلبا ومن حيث الجسم انسانا ويعرفه به الناس: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق: 9]، التي في القرآن تعني هذا اي انهم بينما يعرفونه من هو يشاهدونه على صورة كلب. يقول العالم: تقدمت نحوه وسألته: هل انت فلان قال: بلى. فسألته: لماذا اصبحت على شكل كلب؟ فأجاب: الويل من سوء الاخلاق في البيت الويل من سوء الأخلاق في البيت، الويل من سوء الأخلاق في البيت. ثم أشار لي وقال تعال وانظر الى قبري فتقدمت ونظرت فاذا بثغرة في أرض القبر فقال عندما وضعوني في القبر ضغط عليّ ضغطة خرج معها جميع الدهن من جسمي ثم دخل في الثغرة وقال لو لم تكن ضيقة لكنت شاهدت الدهن. ثم استيقظت من نومي.

ان لهذا المنام جذور عرفانية وفلسفية له جذور في الروايات والقرآن ايضاً يقول القرآن: العصبية والسلبية والأخلاق السيئة في البيت تجعل الانسان كلباً وهو الآن كذلك الا ان لا بصيرة لديه لكي يشاهد نفسه.

كان أحد علماء اصفهان الكبار عظيماً جداً كان يجهش بالبكاء ولو قلت ان لديه عيناً ملكوتية لا اكون مخطئاً كان يجهش بالبكاء (من خشية الله) ولكن اخلاقه كانت سيئة قليلاً في البيت. طبعاً من البديهي أن هذا العارف الكامل لم يكن ليشتم او ليضرب انما كان يعبس ويعترض. رحمه الله كان يجهش بالبكاء. قال: رأيت نفسي في المنام على شكل كلب حينها التفت ان هذه الأخلاق السيئة قد اثرت علي وعلى سيرتي وجعلتني كالكلب المتوحش.

يقول الاسلام: أن لا يكون الرجل سلبياً فان هذه السلبية تقضي على المحبة، كن ايجابياً انظر إلى الذبابة انها تلف وتدور حتى تجد مكاناً قذراً لتجلس عليه. فلا تقترب منك ان كنت نظيفاً لكنه ما ان ترى قذارة حتى يجتمع عليها العشرات من الذباب. فان الشخص السلبي كذلك. فانه ينسى جميع امتيازات زوجته ويعترض على الطعام لماذا مالحا. ايها السيد ان زوجتك تقف من الظهر وحتى الإفطار وتشقى وتتعب لكي تهيء لك الطعام وما يهم ان أصبح اللبن مالحا. فان هذا يشبه عمل الذباب فحسب رواياتنا وفلسفة ملا صدرا (قدس سره) فان هذا الشخص يحشر كالذباب القذرة فالذباب سلبي والأسوأ ان الجميع سيعرفونه وانه حشر على هذه الهيئة، لا تكن سلبيا فان لزوجتك مميزات لماذا تنساها؟!

نقرأ في الروايات ان النبي عيسى (عليه السلام) كان يمضي مع الحواريين فصادفوا عجلا ميتاً فأخذ يعترض الحواريين قال أحدهم. يا لها من رائحة كريهة وقال الثاني لنذهب من هنا. والآخر مضى مسرعاً لكن النبي عيسى (عليه السلام) مضى باطمئنان ووقار تام والقى نظرة عليها قائلاً: ما أبيض أسنانه. هذا تعامل ايجابي، ايها السادة لماذا أنتم سلبيين لم لا تتعاملون بإيجابية وهل يمكن ان يكون هناك انساناً غير ناقص.

ان التوافق الأخلاقي بين المرأة والزوج محال. لا يمكن ان تجدوا شخصاً يوافق اخلاقكم مئة في المئة. فان هذا محال. وحسب قول بعض الفلاسفة الانسان نوع فريد. لذا فان الأذواق والأخلاق تختلف وهذه الاختلافات موجودة بين الزوجين.

يقول أحد علماء النفس: ان الاختلاف في البيت امر طبيعي فإن لم يحدث ذلك في شهر العسل او سنة العسل فسيحدث في العام الثاني فان الغريزة الجنسية تكون طاغية في العام الأول ولا بد ان تنقص في العام الثاني وعندها تتقدم الاختلافات العائلية. لكن إذا كان هناك ايثار وصفح أو شخص ايجابي يترك السلبيات جانبا فان المحبة الفطرية لن تتضرر من ذلك. واقول لكم ان المحبة كالزجاج. فكما ان الحجر إذا اصاب الزجاج يكسره ولا يمكن اصلاحه وحسب قول الشاعر (إذا تكدر القلب فجلاؤه صعب) فان التقي يكسر الزجاج اي يزيل المحبة. لذلك فإننا نقرأ في الروايات ان المرأة إذا قالت لزوجها لم أر منك خيراً تسقط جميع أعمالها. وتكب في جهنم على وجهها.

على المرأة ان تهيأ نفسها لزوجها قبل مجيئه. ان تنظف اطفالها وبيتها وتزين نفسها وتنسى همومها وتدع الخمول جانباً وعندما يطرق الباب، نقرأ في الروايات الا يفتح الصبي الباب، كي لا يفتح الباب بتأفف، اذهبي بنفسك وافتحي الباب سلمي عليه وتبسمي في وجهه وامسكيه بدفء تبسمي وكلوا واشربوا وتلذذوا فان هذا من واجب المرأة. بعكس ذلك ان كانت المرأة سيئة الأخلاق قال النبي (صلى الله عليه وآله): (رأيت في ليلة المعراج طائفتين من الناس معلقين بألسنتهم في جهنم). ونقرأ في الروايات ان هناك طائفتين في صف المحشر تكون السنتهم طويلة بحيث يسحقها الناس بأقدامهم فمن هم هؤلاء:

1ـ الأشخاص الذين يغتابون الناس وراء ظهورهم، كما يسحقون شخصية الآخرين هؤلاء يكون لسانهم طويل يوم القيامة يسحق الناس ويعلقون به في جهنم.

2ـ المرأة السيئة الأخلاق في البيت فالمرأة التي تتطاول بلسانها على الرجل حتى لو كان زوجها مقصراً لا يحق لها ذلك عليها ان تكون متواضعة. فإذا تطاولت عليه بلسانها فستعلق به يوم القيامة.

نقرأ في الروايات ان كان الرجل غير راضياً عن المرأة فمهما فعلت لن يقبل منها الله شيئاً كما يقول عكس ذلك لا ثواب أعظم من ان يخدم الرجل زوجته وان تخدم المرأة زوجها.

من ثم يضيف: لا اثم أعظم بعد الشرك من ان يؤذي الرجل زوجته او ان تؤذي المرأة زوجها. جاءت فتاة الى النبي (صلى الله عليه وآله) قالت: يا رسول الله اريد ان أتزوج ما حق الزوج على المرأة فأجاب النبي (صلى الله عليه وآله):

1ـ أن تجيبه إلى حاجته وان كانت على قتب ولا تعطي شيئاً الا بإذنه فان فعلت فعليها الوزر وله الأجر.

2ـ لا تبيت ليلة وهو عليها ساخط. قالت يا رسول الله: (وان كان ظالماً) قال نعم. فقالت: لا والله لا تزوجت أبداً!(1).

اذن هذا حق الرجل على المرأة فالمرأة تعني العاطفة المحبة والتواضع للرجل. الاسلام قد عين صفات أفضل فتاة. تعلمون جميعاً ان في العالم اليوم وفي عهد الطاغوت في إيران كانوا يعينون أحسن فتاة طبعاً كانوا ينتخبون آفة الفتيات وأسوأهن. ويدعونها افضلهن: القرآن يعين أفضل فتاة فيقول: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34].

اي ان المرأة والفتاة المفضلة هي التي تملك صفتين.

1ـ ان تكون متواضعة لزوجها، متواضعة امام الله.

2- ان تكون عفيفة في جميع الأحوال لا أن تظهر العفة امام زوجها وتبدي عكس ذلك في غيابه. هذه من صفات فتاة الاسلام المفضلة.

.... الشبان الذين لم يتزوجوا بعد أو في بداية حياتهم الزوجية انتبهوا ان لم يكن موجوداً في بيتكم فسيصبح البيت سجناً وان لم تكن العاطفة والمحبة موجودة فسيتعقد ابناءكم وسيصبحون جناة مجرمين او على الأقل خاملين وبالنتيجة فأنكم لن تقدروا على تقديم ابناء ناجحين إلى المجتمع.

إذاً كان بحثنا اليوم انه إذا حل الجفاء في البيت فسينشئ الاطفال على ذلك والويل للأنسان الذي يرد إلى المجتمع بدون عاطفة وهذا الجفاء مستشر في العالم اليوم حتى بين المسلمين لماذا يجب ان يكون هناك احتكارا او غلاء لماذا علينا ان نزيد من آلام ومصائب هذه الثورة بالإضافة إلى المصائب التي جلبوها لها؟ السبب يعود إلى الجفاء العاطفي فالذي يحتكر او يظلم او يسيء إلى الثورة لأن لا عاطفة لديه،.... لقد بلغ الحد بالإنسان السلبي ان يقدم الآخرين ابنائهم وهو ينق ويعترض او العياذ بالله يسيء إلى الثورة فمن اين يأتي هذا؟ من فقدان العاطفة. ألهي بحق الامام السجاد هذا السيد الذي يحب ان نقول انه امتداد لشهادة الحسين (عليه السلام) وسبب خلود هذا الدم الطاهر ان تهب لنا جميعا المحبة والعاطفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل، ابواب مقدمات النكاح، النكاح، ج3. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.