عن الامام الباقر (عليه السلام) وابن عباس في قوله [تعالى]: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45] والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها [يعني] رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) (1).

- عن ابن عباس في قوله : {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45] قال: "المصدقين بما أنزل الله" (2).

- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله: {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45] والخاشعون هم الشيعة المستبصرون؛ وذلك لأنّ أهل الأقاويل من المرجئة، والقدرية، والخوارج، وغيرهم من الناصبية يقرّون لمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) ليس بينهم خلاف وهم مختلفون في ولايتي، منكرون لذلك، جاحدون بها إلا القليل ..."(3).

إشارة: أ: الخشوع الصادق إنما يصدر من المصدقين بالمعارف الحقة. فالذي أعرض عن قبول مآثر الولاية ولم يحتمل كونها حقاً ولم يصدق بالمعارف الأصيلة، لا تتوقع منه الأخلاق والأعمال الصادقة.

ب: بما أن الملكات النفسانية هي كمالات وجودية وهي محكومة بحكم الحقيقة؛ وهو التشكيك، لذا فإن المقدار المقبول من المعارف الأصيلة؛ كأصل التوحيد والنبوة العامة، ونبوة النبي الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم)، و.... الخ - التي هي محط تصديق - تستلزم الخشوع الصادق - وبناءً على ذلك، فإنَّ كمال الخشوع الحق سوف يظهر عند الموالين العلويين، هذا وإن انتفع الآخرون من أصل الخشوع كل بحسبه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير فرات الكوفي، ص 60؛ ومناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، ج 2، ص 26؛ والبرهان في تفسير القرآن، ج 1، ص 211.

(2) الدر المنثور، ج 1، ص 164.

(3) بحار الأنوار، ج 26، ص 2 - 3، نقلاً عن كتاب عتيق.