أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-1-2016
9433
التاريخ: 20-10-2014
2378
التاريخ: 12/12/2022
1251
التاريخ: 14-12-2015
5291
|
العين 4/ 201- النسخ والانتساخ : اكتنابك في كتاب عن معارضه.
والنسخ : إزالتك أمرا كان يعمل به ، ثمّ تنسخه بحادث غيره ، كالآية تنزل في أمر ثمّ يخفّف فتنسخ بأخرى ، فالأولى منسوخة والثانية ناسخة. وتناسخ الورثة وهو موت ورثة بعد ورثة والميراث لم يقسّم. وكذلك تناسخ الأزمنة والقرن.
مقا- نسخ : أصل واحد ، إلّا انّه مختلف في قياسه. قال قوم : قياسه رفع شيء وإثبات غيره مكانه. وقال آخرون : تحويل شيء الى شيء. قالوا : النسخ : نسخ الكتاب. والنسخ : أمر كان يعمل به من قبل ثم ينسخ بحادث غيره ، وكلّ شيء خلف شيئا فقد انتسخه. وانتسخت الشمس الظلّ ، والشيب الشباب. قال السجستاني : النسخ : أن تحوّل ما في الخليّة من العسل والنحل في اخرى. قال : ومنه نسخ الكتاب.
مصبا- نسخت الكتاب نسخا من باب نفع : نقلته ، وانتسخته كذلك.
وكتاب منسوخ ومنتسخ : منقول ، والنسخة : الكتاب المنقول ، والجمع نسخ مثل غرف. والنسخ الشرعي : إزالة ما كان ثابتا بنصّ شرعي. سواء عمل أو لم يعمل كما في ذبح إسماعيل بالفداء. وتناسخ الأزمنة والقرون : تتابعها وتداولها ، لأنّ كلّ واحد ينسخ حكم ما قبله ويثبت الحكم لنفسه. ومنه تناسخ الورثة ، لأنّ الميراث لا يقسّم على حكم الميّت الأوّل بل على حكم الثاني.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إخراج شيء عن مقام الاقتضاء والنفوذ والقوّة ، بخروجه عن مرحلة القوّة والاقتضاء في نفسه أو بعوارض اخر ، وليس بمعنى إزالة شيء ، ولا تحويله الى شيء آخر ، ولا تعقّب شيء يخلف عنه.
فيلاحظ في النسخ : مجرّد سلب الاعتبار والاقتضاء والقوّة عن شيء وخروجه عن النفوذ والقدرة.
ولا نظر فيه الى وجود الناسخ الحادث العارض المتعقّب المحوّل اليه ، فانّ المنظور فيه مجرّد الخروج عن الاقتضاء والاعتبار. وإن كان حدوث أمر ثانوي من لوازم النسخ ، ويسمّىّ بالناسخ. وقد ترجع الحالة الثانية المتعقّبه الى ما كان قبل الأمر الأوّل.
ومن مصاديق الأصل : النسخ في الأحكام سواء كان في شريعة واحدة ، أو بالنسبة الى شريعة سابقة. وحصول التناسخ في الأزمنة والقرون : فانّ في كلّ زمان وقرن لا حق يرتفع ما في القرن السابق من المقرّرّات والأحكام العرفيّة الجارية المتداولة. وحصول التناسخ في طبقات الورثة : فانّ كلّ طبقة لها أحكام مخصوصة ، فإذا انتفت طبقة قبل تقسيم الميراث يجرى فيها ما في باب مناسخات الإرث. والنسخ في الشباب بحدوث الشيب : فيرفع ما في الشباب من القوّة والقدرة والنفوذ. وهكذا في نسخ الشمس آثار الظلّ ، وفي تحويل الخليّة.
ويدلّ على أنّ النسخ ليس بازالة : بقاء الأحكام المنسوخة في نفسها في متن الواقع وفي ظرفها ، وهكذا في المقرّرّات العرفيّة وغيرها ، وإنّما المنسوخة منها القوّة والاعتبار والنفوذ.
{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة : 106].
الآية : ما يكون مورد توجّه وقصد وتوسّل في السير الى المقصود والوصول اليه ، سواء كان تكوينيّا أو تشريعيّا. والنسخ إخراج شيء عن مقام الاقتضاء والقوّة والنفوذ. والانساء جعل شخص ناسيا وغافلا عمّا كان وكان ذاكرا له ، وفي الإنساء شدّة لأنّه خارج عن إختيار الناسي وقد يدوم الى الدوام.
والفرق بين النسخ والإنساء : أنّ في النسخ : رفع اقتضاء وقوّة عن نفس الشيء. وفي الانساء : رفع الشيء عن الذكر والذهن. وفي كلّ من التقديرين يخرج الشيء عن مرحلة الاستفادة والنفوذ.
ولا يخفى لطف التعبير بالنسخ : فانّ فيه إشارة الى العلّة والجهة في هذا
التبدّل والتحوّل ، وهي انتفاء الاقتضاء والقوّة والنفوذ في الشيء المنسوخ ، وهذا المعنى إمّا بانتفاء الاقتضاء فيه بذاته ومن حيث هو ، بأن يجعل من أوّل التقدير مغيّى بغاية معيّنة. أو من جهة انتفاء الاقتضاء في الزمان الثاني وأهله. أو بلحاظ تحوّل الموضوع والحكم قوّة وضعفا وباختلاف المراتب إنتاجا وإفادة.
فظهر أنّ النسخ لا يدلّ على محو شيء سابق وإثبات أمر لاحق ، حتّى يوجد الاختلاف الشديد بين الناسخ والمنسوخ ، بل قد يكون الفرق بينهما بالشدّة والضعف أو بالإطلاق والتقييد وغيرهما.
وأكثر ما يعدّ من مصاديق الناسخ والمنسوخ في الآيات الكريمة من هذا القبيل ، ولا اقتضاء هنا بالبحث عنها تفصيلا.
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [الحج: 52].
الأمنيّة أصلها امنوية كالأضحوكة : ما يكون مصداقا تامّا للتمنّي. والمراد : إلقاء الشيطان في مورد تشهيّه وسوسة بمقتضى المورد ، فيوجد اختلاطا في نيّته واضطرابا في إخلاصه. فينسخ اللّه ما يلقى الشيطان بإخراجه عن مقام الاقتضاء والنفوذ والقوّة ، ثمّ يحكم اللّه آياته بالنور والافاضة والتجلّي والشهود في قلبه.
{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية : 29].
النسخ بمعنى الاكتتاب والنقل عن مكتوب : من مصاديق الأصل ، فانّ النقل عن كتاب أصيل وحيد والاكتتاب منه : يوجب تقليل النفوذ والقوّة فيه وخروجه عن الاقتضاء التامّ والتوجّه اليه ، فيخرج الكتاب الأصيل عن مقام اعتباره وموقعيّته الأوّليّة.
والنسخة فعلة بمعنى ما ينسخ ، ويطلق على كتاب ينقل عنه وهو الكتاب الأصيل المستند اليه. والاستنساخ : بمعنى طلب النسخ ، أي طلب أن ينسخ وينقل عنه. فالنسخة المنقولة عنه هو كتاب أعمالهم وصورة ما يضبط ويحفظ من أعمالهم ، وهذا كتاب طبيعيّ مضبوط مجموع من الأعمال ، فهذا الكتاب المضبوط الطبيعىّ الخارجيّ في الحقيقة هو النسخة الاصيلة الأوّليّة الّتي يستنسخ منها ، والكتاب أعمّ من أن يكون طبيعيّا أو معنويّا أو مادّيّا.
فالاستنساخ إنّما يتحقّق من هذه النسخة الطبيعيّة الخارجيّة.
والنسخة الثانية : هي كتاب النفس الّذي ينقل فيه ويضبط جميع ما في مجموعة النسخة الأوّليّة الطبيعيّة.
{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ } [الإسراء : 14].
ونسخة اخرى تامّة دقيقة لطيفة جامعة تضبط وتحفظ جميع جزئيّات الأعمال والحركات الخارجيّة والباطنيّة ، بحيث لا يعزب عنها ذرّة : وهي كتاب اللّه تعالى ، المشار اليه بقوله :
{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ} [الجاثية : 29].
وهو عبارة عن علمه المحيط الضابط بذاته وفي ذاته ، وهذا الكتاب في قبال النفس الانساني الضابط ، إلّا أنّ كتاب اللّه أتمّ وأجمع وأكمل.
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة : 255].
{وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ} [الأعراف : 154].
قلنا إنّ النسخة هي المنسوخ عنها ، وهي مجموعة مضبوطة أوّليّة أصيلة ثمّ ينقل عنها كتب آخر.
وفي هذا التعبير لطف وإشارة الى أنّ المعتمد عليه في احتواء الهدى والرحمة : هو النسخة الأوّليّة من الألواح. وأمّا النسخ المنقولة عنها المستنسخة منها : فالاعتماد عليها يتوقّف على اليقين بتحقّق الضبط وصحّة النقل والدقّة التامّ في الكتابة بحيث يسلم عن أي تحريف.
ومن الأسف : تحقّق التحريف الكامل ووقوع التغييرات الكليّة في نسخ التوراة ، بحيث يقطع بأنّها غير النسخة الأوّليّة السماويّة ، وقد يصرّح فيها بأنّها كتبت بعد موت النبيّ موسى عليه السّلام.
نعم إنّها كتب تاريخيّة تحتوى على جريان حياة الأنبياء وموسى النبيّ (عليه السلام) ووقائع زمانه ومطالب من كلماته وأعماله وأحكامه ، وفيها قضايا ضعيفة موهونة متخالفة متناقضة لا تخفى على المحقّق البصير.
وهذا من معجزات القرآن المجيد ومن أخباره الغيبيّة.
راجع اللوح والتوراة.
___________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|