المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

دعاء في صراخ الديك ـ بحث روائي
17-10-2016
ميزات قانون الإِرث الإِسلامي
13-10-2014
تحضير مركب Dimedone dioxime
2024-07-06
أسس تقسيم سوق المشتري الصناعي
15-9-2016
ميدان علم الصرف
23-02-2015
استحباب ستة أغسال في شهر رمضان
25-12-2015


قسّ بن ساعدة الإيادي  
  
2862   03:04 مساءاً   التاريخ: 29-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص173
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2162
التاريخ: 25-06-2015 2048
التاريخ: 10-04-2015 2182
التاريخ: 30-12-2015 7741

هو قسّ بن ساعدة بن عمرو بن عديّ من بني إياد، كان أسقف نجران كثير الزهد في الدنيا: يقال إنه فقد أخوين له ودفنهما بيده، فحمله ذلك على الانصراف عن الدنيا مرة واحدة. وكان قسّ بن ساعدة يحضر عكاظ ويخطب في التزهيد والتخويف. ويبدو أيضا أنه كان يزور بلاد الروم.
وتوفّي قسّ بن ساعدة نحو عام 22 ق. ه‍. (600 م).
مختارات من شعره ونثره:
قيل إن الرسول صلّى اللّه عليه[وآله] وسلم رأى قسّ بن ساعدة يخطب في سوق عكاظ ويقول (1): أيّها الناس، اجتمعوا واسمعوا وعوا. من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت.... آيات محكمات: مطر ونبات، وآباء وأمّهات، وذاهب وآت، ضوء وظلام، وبرّ وأثام، لباس ومركب، ومطعم ومشرب، ونجوم تَمور، وبحور لا تغور (2)، وسقف مرفوع، وليل داج، وسماء ذات أبراج (3). ما لي أرى الناس يموتون ولا يرجعون: أرضوا بالمقام فأقاموا، أم حبسوا فناموا؟ . . . يا معشر إياد، أين ثمود وعاد، وأين الآباء والأجداد؟ أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم الذي لم ينكر؟ . . . .
في الذاهبين الأوّلي‍ ... ـن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا... للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها... يمضي الاصاغر والاكابر
لا يرجع الماضي ولا... يبقى من الباقين غابر (4)
أيقنت أني، لا محا... لة، حيث صار القوم صائر
______________________
1) من البيان والتبيين 1:308-309.
2) مار يمور: يتحرك. يغور: يذهب ماؤه، ينضب.
3) داج مظلم. ابراج: منازل الكواكب في السماء.
4) غابر: باق.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.