المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



السنخية بين التأديب أو التخلّف في تربية الطفل  
  
996   10:43 صباحاً   التاريخ: 2023-03-25
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص412 ــ 414
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2017 2117
التاريخ: 2023-11-22 1772
التاريخ: 22-3-2021 2236
التاريخ: 11-9-2016 1965

نريد أن نقول في هذا البحث، أنه يجب أن تكون سنخية بين الذنب والتأديب، أو التخلف والتأديب بمعنى أننا يجب أن نجعل لكل ذنب تأديب متناسب معه وله سنخية مع التخلف الذي ارتكبه حتى يستطيع الطفل أن يجد رابطة بين العقاب والذنب وعلى أقل تقدير حسب نظرية علماء النفس يصيرون شرطيين نحن نريد في هذا الجزء أن نذكر بعض الموارد مع رعاية الاختصار.

1ـ في وقت الهجران: تحضرون طعاماً على المائدة وتطلبون من جميع أفراد الأسرة أن يحضروا لأكل الطعام، الجميع يحضرون إلا نفراً واحداً يظهر عدم رضاه أو يريد أن يتدلل أو يطلب الدلال.

في مثل هذه الحالات أن كنتم لا ترون الحق لذلك للطفل أو ترون أن عمله خاطئ ولا يجب أن يفعل ذلك، فمن الضروري أن لا تعتنوا به. كلوا الطعام كما هو متعارف، وبعد ذلك ارفعوا المائدة واجعلوه يتحمّل ألم الجوع واسعوا بصورة جدية لحرمانه من الطعام في تلك الوجبة حتى يتوب ويندم على عمله.

2ـ عدم أداء الواجبات: طفل من الأطفال لا يؤدي واجباته الدراسية في بعض الأحيان وبدون أن يحضّر درسه وواجبه يحضر الى المدرسة. في هذا المورد يجب أن نرى، جميع الاعذار مسدودة أمامه أم لا؟ هل كان يستطيع أن يؤدي واجباته ولم يفعل؟

ان كان عمله هذا ناشئ من المسامحة، فمن الضروري أن نمنعه عن الاستراحة والنزهة ونجعله في البيت وقت الظهر أو العصر أو في ساعات الاستراحة والنزهة حتى يتم واجباته ويؤديها. التساهل في مثل هذه الموارد خطأ إلا أن نطمئن بانّه قد ندم على ذلك العمل.

3ـ الاستفادة من القوة: قد يقوم بعض الأطفال بظلم الآخرين نتيجة للقوة البدنية التي يملكونها. بحيث يستفيد من هذه القدرة بصورة سيئة. أو يأخذ شيئاً من يد الطفل الآخر ولا يرده إليه. في مثل هذه الموارد، أسلوب تأديبه هو أن نجبره بالقوة على استرداد ما أخذه من الآخرين أو نسلب منه قدرته وقوته بشيء مماثل.

قد يرى المربي أن من الصحيح أن يتذوق الطفل طعم الظلم وعدم الرحمة ويرى أن القصاص والانتقام أسلوب مفيد لأجل منعه عن اعادة ذلك العمل واستمراره. الوضع كذلك بالنسبة الى الطفل الذي يضرب طفلاً آخر بسبب قوته وقدرته. ولكن من الأفضل أن نسلّي الطفل الذي ظلم ونعطف عليه حتى يتخذ سبيل العفو والمغفرة.

4ـ سوء الاستفادة من اللعب: بعض الأطفال لهم شرائط وأوضاع يؤذون الآخرين ويزاحموهم في وقت اللعب. أو يسببون الاختلال في النظم وعمل وجهد الآخرين، ينسون قواعد اللعب ويسعون الى عدم الاستقامة في اللعب.

اسلوب تأديب الطفل هنا هو أن نمنعه عن اللعب ونطلب من الآخرين أن لا يلعبوا معه، وحتى في بعض الموارد من الضروري أن نبعده عن الآخرين ومعاشرتهم. أو بمجرد أن عرفنا بغشه نخرجه من اللعب ونلح في هذا العمل ونصرّ عليه.

5ـ التحطيم والكسر وايجاد الخسائر: الطفل الذي مع تنبيه الوالدان له يتساهل في هذه الأمور ولا يواضب على أداء أعماله والدقة فيها وبالنتيجة يكسر ويحطّم، يجب أن يعاقب بصورة تجعله يدقق في مراقبة الأشياء والعناية بها عندما يحملها.

يستطيع أن يكون تأديبه بصورة اللوم، أو التنبيه والأخطار، وفي بعض الأحيان التوبيخ والمعاقبة. من الممكن أن يحاسب الطفل في هذه الحالة من خلال قطع المصروف الجيبي عنه. فعليه أن يدفع الغرامة من جيبه ومخارجه ولأجل معاقبته، تستطيعون أن تعملوا هذا العمل مرة أو مرتين.

6ـ اتلاف الوسائل والأثاث: أنتم في بعض الأحيان تشترون كتاباً، دفتراً أو لعبة خاصة وتعطوها للطفل، ولكنه بسوء عمله واستفادته يتلفها، يمزق الكتاب والدفتر، يحطم اللعبة ويتلفها و...

تأديب مثل هذا الطفل هو أن ننبّهه ونعده بانه يكون على اطمئنان أننا لا نشتري له الأشياء التي يحبها ويرغب فيها بعد ذلك إلا في حالة أن يتعهد ونطمئن انه يحافظ على وسائله وألعابه من الآن فصاعداً.

المقصود من هذه المجموعة من النماذج أرائة السنخية بين التأديب والذنب وعلى سبيل المثال في المورد الأخير أردنا أن نبيّن في مثل الحالة الأخيرة لا يوجد تأديب في البيت، لأن نفس عدم شراء الوسائل والأدوات واللعب هو تأديب له على عدم ارتكاب هذا العمل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.