أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016
![]()
التاريخ: 2-8-2016
![]()
التاريخ: 31-7-2016
![]()
التاريخ: 4-8-2016
![]() |
إن انفتاح الأمة الإسلامية على الأمم والثقافات الأخرى - بأيّ سبب كان[1] - كان يتطلّب من القيادة الرساليّة التي كانت مهمّتها الأولى صيانة الرسالة الإسلامية والأمة المسلمة من الانهيار والسقوط أن تقوم بتحصين الأمة والمجتمع الإسلامي تحصينا علميا وثقافيا يجعلها تصمد أمام الاختراق الثقافي المقصود أو غير المقصود .
وقد عرفنا أن عصر الإمام الرضا ( عليه السّلام ) قد تميّز بانفتاح هذا الباب على مصراعيه ، وأصبح الخطر محدقا بالأمة ، وكان المأمون يبدي رغبة جامحة وشديدة في الحوار بين الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وسائر أرباب الأديان والمذاهب والاتجاهات العاملة في المجتمع الإسلامي آنذاك .
وقد تحقق هذا الحوار المفتوح على أصعدة شتّى ، وتحدّى فيه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) - باعتباره الشخصية العلمية الوحيدة اللامعة في العالم الإسلامي - كل أصحاب الأديان والمذاهب والفرق وفاقهم جميعا ، وسجّل بذلك للعالم الإسلامي تفوّقه وقيمومته العلمية بالنسبة لهم ، وتلألأت بذلك شخصية الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بشكل خاص[2].
ولا ندري هل سجّلت كتب التراث كل ساحات الحوار ونصوصه التي دارت بين الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وسائر أرباب الأديان والمذاهب ، غير أنّ ما وصل الينا من حوارات غني في بابه وتنوّع مجالاته ، بالرغم من وجود شواهد تأريخية على اصرار المأمون لحجب هذه الحوارات عن الانتشار .
وتكفّلت كتب الاحتجاج بثبت جملة من هذه الحوارات وتجدها في كتاب الاحتجاج للطبرسي وبحار الأنوار للمجلسي فضلا عن كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه السّلام ) .
وقد أنتجت هذه الحوارات المهمة ما يلي :
1 - تحدي أرباب الأديان والمذاهب ، وإثبات التفوّق العلمي لمدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) الرسالية .
2 - فتح الباب لانتشار ثقافة أهل البيت ( عليهم السّلام ) في أوساط المجتمع الإسلامي .
3 - توجيه المسلمين إلى خط أهل البيت ( عليهم السّلام ) الرسالي ودعوتهم للانشداد بهم دون غيرهم دعوة صامتة .
4 - دعم الدولة الإسلامية لأنها قدّمت للإنسانية الرصيد العلمي الذي تمتلكه الحضارة الإسلامية .
5 - ولا نستبعد أن تكون هذه الفتوحات الكبيرة سببا من أسباب الإسراع في القضاء على شخص الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ، لأن تفوقه واشراقه يعود بنتائج سلبية على شخص الخليفة ، فيكون وجوده مزاحما لمثل المأمون الذي يحمل أكبر الآمال في إحكام السيطرة على العالم الإسلامي .
وعلى كل حال فقد تنوّعت مجالات الحوار فشملت التوحيد ، والنبوّة والأنبياء ( عليهم السّلام ) والإمامة والأئمة ، والمذاهب الإسلامية ، والخلافة والصحابة ، وغيرها من مسائل الخلاف بين المسلمين .
[1] قد يكون هذا الانفتاح نتيجة طبيعية لدخول الأمم الأخرى في الحاضرة الإسلامية بعد اعتناق الإسلام أو معايشتها للمسلمين ، وقد يكون السبب محاولة الاختراق منهم رغم الفتوحات الإسلامية التي أنتجت خضوعهم للدولة الإسلامية ، كما يحتمل أن يكون للخلفاء دور في التشجيع على الترجمة للتراث الآخر رغبة منهم في التوسع العلمي والاطلاع على سائر الثقافات أو رغبة منهم لانشغال طلّاب العلم بالثقافات الأخرى لئلا يتفرّغوا للتوجه إلى معين أهل البيت ( عليهم السّلام ) الرسالي ، لأنّ هذا التوجه سيؤدي إلى مرجعيتهم العلمية والتي تستتبعها مرجعيتهم السياسية ولو بعد فترة طويلة ، وهذا مما لا يروق لهم بحال من الأحوال .
[2] ولعل هذا التفوّق كان أحد أسباب استعجال المأمون في القضاء على شخص الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعد أن ثبت للعالم الإسلامي إشراق هذه الشخصية ، وأن المأمون لا يستطيع استيعابها واحتواءها ، فيكون وجود المأمون حينئذ وجودا هامشيا - كما هو كذلك - ولكن الملك عقيم والخلافة منصب لا يزهد فيه أصحاب المطامع الدنيوية ، من هنا تجرّأ المأمون بكل قساوة وخطّط للقضاء على هذه الشخصية المشرقة التي أصبحت تنافسه في أعين الناس بل أصبحت تفوقه بما لا يتحمّله من أنواع التفوّق .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|