المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ولاية العترة(عليهم السلام)في الكتب السماوية السالفة
2023-10-28
هل يؤجر من يخطئ؟
10-12-2020
Vowels and diphthongs SQUARE and NURSE
2024-02-26
Bauer,s Identical Congruence
2-1-2020
أنظمة تصريف - النظام الموحد أو المشترك
21-11-2019
الحياة الاقتصادية
2-8-2016


الاستعداد للتربية  
  
1345   09:58 صباحاً   التاريخ: 2023-03-14
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص267 ــ 272
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

اذا كانت فترة الطفولة هي فترة تكوين الشخصية فان فترة الشباب هي فترة تثبيت هذه الشخصية، ففيها تأخذ الروح والنفس فضلاً عن الجسم، شكلها النهائي سواء الخاطئ او الصحيح. ويتهيأ الشاب لمتابعة حياة قيمة او خطرة. واذا اطلع الاباء والمربين على عظم مسؤوليتهم فانهم حتماً سيبذلون المزيد من اهتمامهم على هذا الصعيد.

من صفات هذا العمر هو الاستعداد للعمل، والتربية بجانب القبول والمنح. لأنهم يقبلون تربية الوالدين من جهة ومن جهة اخرى بإمكانهم ان يؤسسوا اسراً ويشرفوا على تربية اولاد. اذ تبرز عليهم بوضوح حالات النزوع لبناء الاخرين والاشراف على الاوضاع الاجتماعية، هذا ايضاً يمثل حاجة مشروعة لحل المشكلات يحتم تحديد طريق معين من قبل الوالدين والمربين.

الاستعداد:

في احاديث المعصومين (عليهم السلام) جاء ان قلب الحدث كالأرض الخالية. ما القى فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل ان يقسوا قلبك ويشتغل لبك لتستقبل بجد رأيك من الامر ما قد كفاك اهل التجارب بغيته وتجربته(1).

وهذا القول يصفهم بالأرض المستعدة لقبول البذور ولهذا فإننا نريد ان نسلط الضوء على هذا الاستعداد كالاتي:

١- الاستعداد الفطري: قلنا ان الانسان فطره الله، ولهذا فانه يعرف ربه بالفطرة ونعني بها الاستعدادات الاساسية الذاتية والابتدائية عند البشر وتشمل الوعي والمواهب والرغبات والميول وتمثل في كل فرد كيانه الذي وهبه له  ومسيرته الى الكمال وعودته الى الله.

وفي سن البلوغ تستيقظ هذه الفطرة مفرزة حالة من وعي الذات، تدفعهم (الشباب) الى تنفيذ برامج او متابعة اهداف. والالتزام بالصدق والطهارة والتلذذ بكل ما يمثل النقاء والوفاء واذا تبنوا هدف ما فانهم على استعداد لفداءه بأنفسهم.

هذا الاستعداد مسألة ايجابية في حياتهم وهي ارضية للتربية وبالاستفادة من هذ الارضية يمكن دفع الشاب الى الخير والسعادة.

٢- الاستعداد البدني: انهم ذوي قابلية بدنية كبيرة تمكنهم من التغلب على المشاكل وادراك جوهر الحياة وحقيقة التقدم والمسؤولية. وغرائزهم قد تضبط من خلال التربية وكل ذلك يساهم في تذليل الصعوبات.

ينطوي الشباب والمراهق على طاقة كامنة كبيرة وان ابدانهم تنمو باتجاه نقطة القمة مما يجعلهم قادرين على تحمل الرياضات الروحية والعبادات مثل الصوم، فكما انهم يأكلون ويشربون بكثرة فانهم يستطيعون تحمل العطش والجوع وكل ذلك يمكن المربي من اداء مهامه.

٣- الاستعداد النفسي: انهم في حالة نمو نفسي وتعاظم في الطاقة الفكرية وسيكتشفون ان الانسانية لا تقاس بالأكل والشرب والاغراق في الشهوات واللذائذ والغضب والانتقام والغلبة وبقية الصفات من هذا القبيل، بل الكمال في مكارم الاخلاق وتنمية الروح وهذا نفسه عامل مهم في التربية.

فمنذ مرحلة الشباب تبدأ الاستعدادات والقدرات النفسية بالنمو، ومن هنا فان البشر يختلفون، فالقابلية على اتخاذ القرار ونمو الارادة تتصاعد حتى نلاحظ عند الشباب اتخاذ قرارات بصورة مستقلة فيما بخصه ثم يستخدم ارادته لتنفيذ القرارات وهذه ايضاً نقطة لصالح قبول التربية.

تصل النفس في هذه الفترة الى مرحلة من الفاعلية وادراك الحب والبغض وادراك النفور والتعلق ومعرفة الحق والقدر ومختلف العواطف الاخرى والوقوع تحت تأثيرها. ومن جهة اخرى فان الضمير يتحرك ليتخلص من ضغط الرغبات ويقف بوجه الميول النفسية فعواطفه شديدة الى حد الجدية، ومن هذه الزاوية يسعون الى الامساك بزمام المجتمع ويتقدمون باتجاه المستقبل القريب والبعيد. ولكي يحققوا رغباتهم فانهم يعمدون الى النضال بقوة ورسوخ.

٤- الاستعدادات الاجتماعية والاخلاقية: في هذه الفترة يبدأ الشاب بادراك ان احترام الاب والام وبقية الناس انما هو احترام لنفسه فيسعى لترسيخه، وطبعاً في بعض الاحيان يعارض الوالدين والمربين ويرفض تسلطهم وان يطيعهم طاعة عمياء وطبعاً هذه الحالة تبرز حين تواجهه ظروف صعبة مؤلمة ومقلقة تعزية وتدفعه للوصول الى سبيل ينفذه منها حتى ولو لم يكن في طاعة الاباء فكثيرا ما تؤدي الظروف العائلية غير المساعدة الى تحطيم هذا النزوع وتقودهم الى سبل اخرى مغايرة.

٥- الاستعداد الديني: في هذه السنين يتصاعد الحس الديني تحت تأثير الموجهين الدينيين والتفكير الديني فالتوجه الديني يبرز ويدفع باتجاهه ويحركهم لتوجيه كل معطيات الحياة بما يتطابق مع اوامر الدين.

ان الآمال بالتكامل وتحقيق كل الاماني بواسطة الدين والسعي لتطوير المواهب والملكات مستفيداً من الحماس الديني الذي قد يتيح له احداث ثورة وتقدم كبير على طريق انجاز الاهداف التي تصب في سعادته وسعادته المجتمع.

٦- الاستعداد الاقتصادي: ان لدى الشاب استعدادات متنوعة كلها تتفتح وتنمو وتقود لاختيار حرفة وعمل ثم الاستقلال المادي والوصول الى الاكتفاء الذاتي وبناء اسرة خاصة به، وكل ذلك يقود الى تسهيل امر التربية.

ان الشباب يحبون ان تسند اليهم مسؤوليات وان يتعرفوا على ما يلزم للتعامل الاقتصادي، والى اي مدى بإمكانهم محبة المال واي موضع يتخذونه منه. كما انهم حين يشعرون بأن احداً يحتاج اليهم في المجال الاقتصادي فانهم يقدمون لمساعدته وهذا ما يسهل من امر التربية.

• الاستعداد السياسي:

تبرز لدى الشباب استعدادات لتشكيل منظمات واحزاب او الانتماء اليها، ويتقبلوا الواجبات الموكلة اليهم وهو امر يساعد في التوجيه.

فمنذ السنوات «١٥ــ١٧» تتأكد الرغبة في الطهارة والتقوى كما انهم يفضلون اعادة بناء العالم على اساس العدالة والانسانية، فالأحياء بهذه الافكار من قبل المجتمع سيكون هادياً وكاشفاً لسبل السليمة.

من خلال الاحتكاك الواسع بالعالم والناس يستنتج ان على الشاب ان لا يمضى الى الامام مغمض العينين وان عليه التدقيق في الامور وان يضع الحسابات ازاء مواقفه من الاشياء والاشخاص الذين يديرون المجتمع، وهذه كذلك نقطة تربوية مهمة.

الاستعداد الثقافي:

يبرز في هذه السن وبوضوح ميل للوعي والاطلاع فهم يريدون معرفة كل اسرار العالم وسبل اتخاذ المواقف ازاء مختلف القضايا. وتبرز لديهم ميول للجمال واصلاح الروح والسجايا الاخلاقية. وهذه مفيدة في التربية.

ان لديهم طموح لإشغال مواقعهم المناسبة في الحياة وان يهيئوا لهم فرص السعادة كما انهم يريدون ابراز الاصالة والتعرف على مسائل الحياة والانسجام معها.

ضرورة السعادة:

لابد للمربين ان لا يشعروا باليأس من توجيه هذه الاجيال وان يركزوا ابصارهم على نقاط ضعفهم، فهذا الفرد العاصي والمتمرد سيتحول الى مطيع بشرط: ان لا نقف امام مشاكلهم مستائين خائفين من نشاطهم والظروف السريعة التغيير التي يخلقونها، فاذا وجدنا اخطاء ومنزلقات تصدر عنهم فعلينا ان لا ندينهم ونطردهم الى الابد بل لابد. من العفو عنهم عدة مرات وتشجيعهم على مواجهة المجتمع والانتماء اليه مجدداً.

على الاباء والمربين والاجداد ان يدركوا ان ابناءهم المراهقين والشباب لم يعودوا اطفالاً ولم يعد من السليم معاملتهم بنفس الاسلوب السابق كاستخدام الخشونة معهم، وعليهم ان يمحو من نفوسهم ان الاولوية للكبار وان الصغار لا يدركون الامور لأن هذا المقطع من العمر مقطع خطر ولا بد من التعامل الحذر مع هؤلاء.

• مسؤولية الاباء والمربين:

اننا مسؤولون ازاء هؤلاء وعلينا ان لا نغفل عنهم، ولابد من اغناء افكارهم وثقافتهم وان نحميهم من الانحراف وتوجههم وجهة صالحة ونمنع تراجعهم في مجال العلم والعاطفة واداء الواجبات.

فاذا ما وقعوا بأخطاء يجب ان لا نكسر احترامهم أو تستهزء بهم، لأن هذا يخلق الالم والمشاكل، بل العكس لابد من توجيهم ليصبحوا افضل وان ينغمسوا في الاعمال. لابد من عدم النظر اليهم بعين من يتفقد عيوبهم، من الافضل ان يمنحوا رأسمال بسيط لأن الاخطاء البسيطة تؤدي الى اتلاف اعمارهم وبالتالي اهدار طاقاتهم.

فالشباب الذين يتعهدهم مربين غير صالحين او لا اباليين فانهم يقعون في المزالق، علينا ان لا ننسى ان افكارهم وارواحهم في حال نمو وتطور، فهم يحبون اكتشاف المجاهيل بشدة كما ان ذاكرتهم قوية وكذلك قدرتهم على الاستنباط، ولابد من التعامل مع مثل هذه الكنوز من ارضية فكرية حية ووعي مناسب.

___________________________________

(1) علي (عليه السلام)، نهج البلاغة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.