المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ابو البركات بن الانباري
3-03-2015
أهل الرواية عن الامام ابي جعفر
11-8-2016
أوقات نوافل اليوم والليلة
2024-05-10
مذكرة معاوية لعماله
6-4-2016
الشجار بين الابناء
21-4-2016
دور الاب في توفير الحاجات
11-1-2016


المتلمّس  
  
3855   08:45 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص156-158
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 3327
التاريخ: 8-2-2018 2728
التاريخ: 10-04-2015 2541
التاريخ: 2024-11-07 148

المتلمّس هو جرير بن عبد العزّى، ويقال ابن عبد المسيح (1)، من بني ضبيعة بن مالك. وهو معاصر لعمر بن هند، ملك الحيرة، وكان ينادمه. وقد اشتهرت في أخبار الأدب رسالة المتلمّس: رووا أن عمرو بن هند غضب على المتلمّس وعلى ابن أخته طرفة بعد أن كانا ينادمانه فكتب لكلّ واحد منهما رسالة إلى المكعبر، عامله على البحرين، وأوهمهما أنه أمر لهما في الرسالتين بجائزتين. فيقال إنّ المتلمّس شكّ في ذلك فدفع رسالته إلى صبي من صبيان الحيرة قرأها له فإذا فيها أمر بقتله، فشقّها وألقاها في النهر. ثم انه قال لطرفة: ما في رسالتك إلاّ كالذي في رسالتي، فلم يقتنع طرفة بذلك، بل تابع طريقه إلى البحرين فقتله المكعبر هناك في حديث طويل مصنوع (2).
وأما المتلمّس فانه فرّ من العراق إلى الشام لاجئا إلى الغساسنة. ثم عاش عندهم حتّى أسنّ؛ ومات نحو عام 42 ق. ه‍. (580 م)، وكان له ابن شاعر اسمه عبد المنان أدرك الاسلام (غ 21:122).
المتلمّس شاعر مقلّ مجيد، قيل أشعر المقلّين في الجاهلية ثلاثة: المتلمّس والمسيّب بن علس والحصين بن الحمام المرّيّ. وكان المتلمّس شاعر بني ربيعة في زمنه. أما فنونه فهي الهجاء، وقد هجا عمرو بن هند فأكثر وأفحش، ثم الحكمة وله فيها أبيات شوارد: بارعة مبتكرة واضحة المعنى. وله أيضا عتاب كثير وفخر.
- المختار من شعره:
كان المتلمّس ينتسب إلى ضبيعة بن نزار، ولكنّه كان يعيش في أخواله بني يشكر حتى كادوا يغلبون على نسبه. وقد سأل عمرو بن هند ذات يوم الحارث بن التوأم اليشكري عن نسب المتلمّس فقال الحارث: أواناً يزعم أنه من بني يشكر، وآناً يزعم أنه من بني ضبيعة. فقال عمرو بن هند: ما أراه الاّ كالساقط بين الفراشين. فقال المتلمّس يهجو عمرو بن هند ويعاتب خاله الحارث:
يعيّرني أمّي رجال، ولا أرى... أخا كرم إلاّ بأن يتكرّما
ومن يك ذا عرض كريم فلم يصن... له حسبا كان اللئيم المذمّما
أحارث، إنّا لو تساط دماؤنا... تزايلن حتّى لا يمسّ دم دما (3)
أمنتفلا من آل بهثة خلتني... ألا إنّني منهم وإن كنت أينما (4)
ألا إنّني منهم، وعرضي عرضهم... كذي الأنف يحمي أنفه أن يصلّما (5)
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا... وما علّم الانسان إلا ليعلما (6)
وكنّا إذا الجبّار صعّر خدّه... أقمنا له من ميله فتقوّما (7)
فلو غير أخوالي أرادوا نقيصتي... جعلت لهم فوق العرانين ميسما (8)
وما كنت إلاّ مثل قاطع كفّه... بكفّ له أخرى فأصبح أجذما (9)
فلمّا استقاد الكفّ بالكفّ لم يجد... له دركا في أن تبين فأحجما (10)
يداه أصابت هذه حتف هذه... فلم تجد الأخرى عليها مقدّما.
فأطرق إطراق الشجاع، ولو يرى... مساغا لنابيه الشجاع لصمّما (11)
________________________
1) الشعر والشعراء 86.
2) في الشعر والشعراء (ص 91) أن عامل عمرو بن هند على البحرين كان الربيع بن حوثرة، أو ربيعة بن الحارث العبدي (غ 21:125).
3) ساط: مزج. تزايل: تفرق.
4) انتفل: تبرأ من الشيء، أنكره.
5) يصلم: يستأصل، يقتلع الشيء من أصله. جدع الانف واستئصاله كناية عن الذل.
6) راجع فوق، ص 112.
7) صعر خده: أمال عنقه تكبرا.
8) جعلت لهم فوق العرانين (جمع عرنين: الانف) ميسم: علامة (كناية عن الاذلال).
9) أجذم: مقطوع اليد.
10) استقاد وأقاد: اقتص، عاقب بالقتل أو (هنا) بقطع العضو المعتدي. دركا في أن تبين: الاقتصاص من اليد المعتدية يتبعها باليد المقطوعة.
11) أطرق: فكر. الشجاع: الحية السوداء. إطراق الشجاع: اطالة الاطراق (كناية عن اطالة التفكير). لصمما: للدغ نفسه (قتل نفسه، انتحر).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.