أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
2953
التاريخ: 27-09-2015
3763
التاريخ: 29-12-2015
5612
التاريخ: 24-06-2015
2225
|
أبو الفضل بن العميد (الأول)(1)أسرة ابن العميد فارسية من بلدة قمّ كانت ذات وجاهة و أدب. أمّا ابن العميد هذا نفسه فهو أبو الفضل محمّد بن العميد أبي عبد اللّه الحسن؛ العميد لقب والده (وفيات الاعيان 2:463) . و قد ولد أبو الفضل بن العميد نحو سنة 300 ه(912 م) و نشأ في بيئة علم و فضل، و لكننا لا نعرف شيوخه و أساتذته على الحصر. و شبّ ابن العميد عارفا بالفلسفة و الأدب و التاريخ. و في سنة 328 ه(940 م) ولي الوزارة لركن الدولة بن بويه، و كان والده في ذلك الحين وزيرا للملك السعيد نصر بن أحمد السامانيّ.
و لما ثار حسنويه بن الحسن الكردي بنواحي الدينور بعث ركن الدولة لقتاله جيشا بقيادة ابن العميد. فلما وصل ابن العميد إلى همذان، و الزمان برد، اشتدّت علته عليه، و كان مصابا بالنقرس (داء المفاصل) و القولنج (الإمساك المزمن) ، فتوفّي في صفر 360 ه(آخر 970 م) .
خصائصه الفنّيّة:
ابن العميد ناثر شاعر، و لكنه شهر بنثره وفاق أقرانه حتى قيل: بدئت الكتابة بعبد الحميد (2) و ختمت بابن العميد. و ابن العميد صاحب مذهب في الكتابة هو مزيج من أسلوب ابن المقفع و أسلوب الجاحظ مع التوسّع في الصناعة و الميل إلى التكلّف. و كان يسمّى الجاحظ الثاني (وفيات الأعيان 2:463 س) .
و في نثر ابن العميد موازنة كثيرة و سجع قليل مع التأنّق و الإسهاب و التضمين للأشعار و الأمثال. و لكنّ في نثره شيئا من الغموض مردّه إلى الإسهاب و إلى كثرة ما يجمعه في رسائله من فنون المعرفة و الإشارات التاريخية و اللغوية و إلى تداخل جمله أحيانا.
و على شعر ابن العميد شيء من الطبع و الرونق، و لكنه مثقل بالصناعة و التكلّف، و هو على كلّ حال أقلّ شأنا من نثره.
المختار من نثره و شعره:
- لما استعصى ابن بلكا على ركن الدولة كتب اليه ابن العميد يلومه و يتوعّده معا:
كتابي و أنا مترجّح بين طمع فيك و يأس منك، و إقبال عليك و إعراض عنك؛ فإنّك تدلّ بسابق حرمة و سالف خدمة أيسرهما يوجب رعاية و يقتضي محافظة و عناية. ثم تشفعها بحادث غلول و خيانة (3)، بآنف (4) خلاف و معصية؛ و أدنى ذلك يحبط أعمالك و يسحق كل ما يرعى لك.
لا جرم أني وقفت بين ميل اليك و ميل عليك، أقدّم رجلا لصدّك و أؤخّر أخرى عن قصدك، و أبسط يدا لاصطلامك و اجتياحك (5) و أثني ثانية لاستبقائك و استصلاحك، و أتوقّف عن امتثال بعض المأمور فيك ضنّا بالنعمة عندك و منافسة في الصنيعة لديك و تأميلا لفيئتك و انصرافك، و رجاء لمراجعتك و انعطافك؛ فقد يغرب العقل ثم يئوب، و يعزب اللّب ثم يثوب (6)، و يذهب الحزم ثم يعود، و يفسد العزم ثم يصلح، و يضاع الرأي ثم يستدرك، و يسكر المرء ثم يصحو، و يكدر الماء ثم يصفو. و كلّ ضيقة إلى رخاء، و كل غمرة إلى انجلاء. . . .
- و كتب إلى القاضي ابن خلاّد:
وصل كتابك الذي وصلت جناحه بفنون صلاتك و تفقّدك، و ضروب برّك و تعهّدك (7)؛ فارتحت لكل ما أوليت، و ابتهجت بجميع ما أهديت، و أضفت إحسانك في كل فضل إلى نظائره التي وكلت بها ذكري، و وقفت عليها شكري. و تأمّلت النظم فملكني العجب به، و بهرني التعجّب منه. و قد رمت أن أجري على العادة في تشبيه بمستحسن من زهر جنيّ، و حلل و حليّ، و شذور الفرائد في نحور الخرائد (8):
كالعذارى غدون في الحلل البيـ...ـض و قد رحن في الخطوط السود!
فلم أره لشيء عدلا، و لا أرضى ما عددته له مثلا. و اللّه يزيدك من فضله و لا يخليك من إحسانه، و يلهمك من برّ إخوانك ما تتمّم به صنيعك لديهم و يربّ معه إحسانك إليهم (9).
- و لابن العميد من قصيدة اخوانية وجدانية:
قد ذبت غير حشاشة و ذماء ... ما بين حرّ هوى و حرّ هواء (10)
لا أستفيق من الغرام، و لا أرى... خلوا من الأشجان و البرحاء (11)
و صروف أيامي أقمن قيامي... بنوى الخليط و فرقة القرناء
و جفاء خلّ كنت أحسب أنه... عوني على السرّاء و الضرّاء
أبكي و يضحكه الفراق، و لن ترى... عجبا كحاضر ضحكه و بكائي
من يشف من داء بآخر مثله... أثرت جوانحه من الأدواء
لا تغتنم إغضاءتي فلعلّها... كالعين تغضيها على الأقذاء
و استبق بعض حشاشتي فلعلّني... يوما أقيك بها من الأسواء
____________________
1) تمييزا له من ابنه أبي الفتح: علي ذي الكفايتين (ت 366 ه) ، و قد تولى الوزارة بعده (راجع معجم الأدباء 14:191-240) .
2) راجع الجزء الأول 723-731.
3) مترجح (متردد في الحكم) بين طمع (في رجوعك إلى الطاعة) . الحرمة: الصلة من القرابة أو العهد أو الدين أو العرض لا يجوز أن تهتك. سالف: سابق. خدمة: القيام بعمل فيه ولاء و طاعة و نفع لشخص آخر. أيسرهما (أقل شيء قمت به منهما نحو الدولة) يوجب (على الدولة) رعاية (مراعاتك و الاهتمام بأمرك) . الغلول: الخيانة في احتجان (سرقة مال الدولة) المال خاصة.
4) آنف: مستجد، متجدد.
5) أقدم رجلا (أحاول مرة، و أنا مطمئن) لصدك (عن العصيان) ؛ بالنصيحة و أوخر (رجلا) أخرى (أتحرج، أمنع نفسي) عن قصدك (بالجيوش لمحاربتك) . الاصطلام: قطع جزء من كل. الاجتياح: الذهاب بالشيء كله. اثني ثانية: . . . . . . عن امتثال (طاعة، تنفيذ) بعض المأمور به (معاقبتك) . ضنا بالنعمة عندك: محافظة على أن تبقى نعمة الدولة عليك (و تبقى لها صداقتك) . و منافسة للصنيعة لديك: ليكون لنا عندك فضل أكبر مما كان لك من الخدمة عندنا. الفيئة: الرجوع (إلى الحق، أو الطاعة) .
6) المراجعة: أن يعاود الرجل التفكير في ما كان قد عزم عليه. غرب-عزب: غاب، زال، بعد. آب-ثاب: عاد، رجع. الرخاء: السعة في العيش. الغمرة: الموجة العظيمة، معظم الماء من البحر (المصيبة تأتي فتغمر الناس: تصيبهم جميعا) . انجلاء: انكشاف، انقضاء، زوال.
7) فنون-ضروب: أنواع. الصلات و التفقد ثم البر و التعهد: العطاء و الاحسان (الماديان و المعنويان) . النظائر: الأمثال (ما يماثل أو يشابه بعضه بعضا) . أضفت احسانك في كل فضل إلى نظائره: أحسنت إلي الآن احسانا جديدا مثل الذي كنت قد أحسنته إلي من قبل (فذكرت أنا الفضلين معا) . وكلت بها ذكرى: جعلت دأبي أن أتذكرها دائما. وقفت عليها شكري: جعلت كل شكري لها (لم أشكر غير على فضل إلي) .
8) النظم: الشعر، القصيدة. زهر جني: طري (مقطوف حديثا) . الحلل: الثياب الثمينة. الحلي: الزينة الثمينة من الذهب و الجواهر. شذور الفرائد: عقود من الفرائد (اللآلي الكبار) تفصل فيها بين كل لؤلؤة و لؤلؤة شذرة (قطعة صغيرة من الذهب) . الجيد: أعلى الصدر. الخريدة: الفتاة البكر لم تمس بعد.
9) العدل (بكسر العين) : الند (بكسر النون) : المثيل و الشبيه المكافئ. يلهمك من بر اخوانك-البر باخوانك: اصطناع المعروف إلى اخوانك. . . . رب يرب: زاد.
10) الحشاش و الحشاشة (بضم الحاء فيهما) : بقية الروح في المريض أو الجريح. الذماء (بفتح الذال) : بقية النفس (بسكون الفاء) .
11) الأشجان جمع شجن (بفتح ففتح) : الحزن. البرجاء: شدة الأذى (من الشيء الذي يصاب الإنسان به، كالحمى و الحب الخ) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|