أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-09
996
التاريخ: 19-1-2022
3270
التاريخ: 13-1-2023
2290
التاريخ: 12-8-2022
1151
|
السمات الشكلية للاتصال عبر شبكة الإنترنت- بين الحقيقة والخيال
ويتسم مضمون الحوار الإلكتروني بالثراء، نظرًا للطبيعة غير الرسمية للحوار، وكون الدافع الرئيسي في الكثير من الغرف هو التسلية أو الرغبة في الهروب من المشكلات والضغوط الاجتماعية، أو مناقشة قضايا مهمة، ولهذا تكتسب كل غرفة حوار طبيعة خاصة تختلف عن غيرها من الغرف. وما يسهل الاندماج السريع في غرف الحوار أن التساؤل عما إذا كان الشخص الوافد إلى هذا المجتمع الجديد ينتمي إليه على نحو حقيقي أم لا بات غير مطروح على الإطلاق، ومثل هذه التساؤلات لا تزال السبب الرئيسي الذي يحول دون تسريع التفاعل الاجتماعي الطبيعي، فالمجتمع لا يعتبر مشاركة شخص فجأة الحوار مع آخرين دون مقدمات سلوكا مقبولاً، بل كثيرا ما يواجه هذا السلوك بالاستنكار والرفض.
وفي كثير من غرف الحوار لا يهتم الآخرون بشخصية المتحدث قدر اهتمامهم بما يقول، وخصوصا في الغرف التي تناقش موضوعات محددة، أو اهتمامات خاصة، وذلك بعكس الحوار الطبيعي الذي تحتل فيه هوية الشخص موقعا بارزا ومؤثرا.
ويبدو هذا الفارق بوضوح إذا ما تصورنا إجراء مقابلة مع شخصية رسمية بارزة، أو المشاركة معها في حوار عبر الشبكة حيث تسقط جميع الملابسات والمظاهر الرسمية المحيطة بالشخص ويتحول إلى مجرد كلمات متراصة على الشاشة: عقل يفكر ويد تكتب.
وتسعى الدراسات الغربية عن غرف الحوار الإلكترونية للإجابة عن عدة تساؤلات مهمة: هل غرفة الحوار هي التي تؤثر على المتحدث أم العكس؟ هل الحوار الإلكتروني يغير من طبيعة الحوار العادي بفرض حدوثه والاتفاق على ترتيباته؟
أما الافتراضات التي تحاول العديد من الدراسات اختبارها فهي أن غرف الحوار ستغير حتمًا من أسلوب اتصالنا بالآخرين على المدى البعيد، وتزيد من الاعتماد على الكتابة في الاتصال أكثر من الصوت، آخذة في الاعتبار أن تطوير برامج المحادثة على شبكة الإنترنت شهد طفرة هائلة في السنوات الأخيرة.
وتشير الاستقصاءات العديدة التي طبقت من خلال البحوث إلى أن معظم المتحاورين يعتقدون أن غرف الحوار الإلكترونية ليست عالما خياليا بأي صورة من الصور، بل عالم حقيقي يعبر فيه كل شخص عن رأيه، ويطرح أسئلته ويرتب للقاءات حقيقية مع الآخرين على أرض الواقع. واللغة المستخدمة في هذا العالم الجديد هي الجمل القصيرة الموجزة. ويوضح التحليل الكمي للغة المتداولة في غرف الحوار أن 83% منها تتكون من خمسة أحرف فأقل، أي أن العالم الجديد يولد ولغته معه.
ولكن إلى أي مدى تبدو غرف الحوار الإلكترونية محتوى يمكن الاستفادة منه وتوظيفه على جميع المستويات؟ أم أن تلك الحوارات الهائلة التي تدور على الشبكة يوميا تتحول في النهاية إلى هباء دون أن تترك تأثيرا واضحا على المتحاورين أو حتى القضايا التي تدور عنها هذه الحوارات ؟
ترتبط الاستفادة من هذا المحتوى الهائل وتوظيفه بإجراء الدراسات العلمية التي تساعد في رصد ملامح هذه الظاهرة الاجتماعية الجديدة، ولهذا سعت العديد من مراكز الأبحاث ومعاهد الاتصالات إلى دراسة المحتوى الاجتماعي لوسائل الاتصال الجديدة مثل الإنترنت بتطبيقاتها المختلفة، وأهمها غرف الحوار.
وعلى المستوى العربي، توجد قلة محدودة للغاية من هذه الدراسات نظرا لحداثة عهد المجتمع العربي باستخدام الإنترنت، وهذه الدراسات على قلتها تبدو غير قادرة على ملاحقة الآثار الاجتماعية الهائلة لعمليات التفاعل الإنساني الجديدة عبر الشبكة في ظل التزايد المطرد لعدد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي، إذ يشير تقرير نشر مؤخرًا بمنطقة الخليج عن عدد المشتركين العرب في شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» إلى أن عدد المستخدمين العرب يبلغ نحو 3. 5 مليون شخص.
ويتجه عدد من الباحثين العرب إلى إجراء بحوث عن تحليل وظائف ومحتوى غرف الحوار، وتوفر تلك الأبحاث استمارات للاستقصاء على الشبكة متاحة لمن يرغب في الاشتراك، ومن أمثلة هذه الأبحاث التي تعد حاليا في الجامعة الأمريكية في بيروت دراسة عن إمكانية استخدام الحوار الإلكتروني كأداة تعليمية. ولكن لا يزال هذا النوع من الأبحاث مجرد إسهامات متناثرة ومتواضعة.
ومن أمثلة هذه الإسهامات الجديدة دراسة عن « المشاركة النسائية في منتديات الحوار العربية »، حيث قامت الباحثة سهير علوان بدراسة خمسة من المنتديات العربية الشهيرة لمدة أسبوعين فقط في الفترة من 20/12/1999م إلى 5/1/2000م، واتضح أن نسبة المشتركات في معظم المنتديات لا تزيد على 14% وتقارب نسبة الموضوعات التي تطرحها النساء للنقاش نسبة مقاربة حوالي 13%. وترجع الباحثة ضعف المشاركة النسائية العربية في المنتديات الحوارية الإلكترونية إلى تعسف العديد من الرجال في فرض آرائهم بأسلوب يصل إلى درجة الاستهزاء والانتقاص من عقل المرأة ودورها في المجتمع، وانحسار جرأة المرأة العربية وقدرتها على الدخول في مناقشات جادة والرد على المهاجمين، فضلاً عن تدني مستوى المناقشات إلى حد السب والشتم، والاكتفاء في العديد من الحوارات برسائل المجاملات.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|