المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الاعتداد بالنفس  
  
1334   09:27 صباحاً   التاريخ: 2023-02-20
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص407ــ411
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ان المجرمين المحترفين هم اولئك الذين يشعرون باللاشخصية والاحباط وفقدان ماء الوجه وان الاخرين اعلى منهم، وعلى هذا الاساس فان السجن والاهانة والتحقير لا تؤثر فيهم. وعندما يبلغ الانسان الى هذه الدرجة من الانحطاط فلا يمكن الأمن من شروره. اذ انه لا يتورع من الاتيان باي فعل نكر او جريمة. كما ان عواطفه تجاه الاخرين معدمة وسلوكه معهم عدواني وتهجمي، ولذا قال الامام الجواد (عليه السلام) «من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره».

كما ان السبب الاخر للوصول الى هذا الانحطاط هو عدم القدرة على مراجعة الذات، ويتصور البعض انهم فقدوا كرامتهم ولذا لا يسعون الى تعديل تصرفاتهم وسلوكهم، مع ان لديهم الفرصة اللازمة لتحسين سلوكهم. وكم من الطاقات والقدرات التي تضيع بسبب تصوراتهم آنفة الذكر، الخاطئة.

• سبب الانحطاط:

يمكننا ان نبحث عن اسباب الانحطاط في عالم التربية والبناء النفسي:

وتوضيح ذلك، هو اننا نجد ان جذور الانحطاط توجد في محيط الاسرة والمدرسة، فالآباء الذين يهملون تربية ابناءهم، فان الابناء – طبعاً - سيتجهون الى الاهواء النفسانية والرغبات المنحطة، ويصابون لأسباب خاصة بعقدة الحقارة والتدني، اذ انهم لم يحصلوا على المحبة الكافية، او انهم يواجهون الاهانة بصورة مستمرة، ولا يجدون ملجأ آخر يعوضهم عن ذلك، وشكل المدرسة المصداق الاخر لهذه الحالة.

- أهمية استمرارية التوجيه:

ان قضية الانحراف، ومهما كانت عللها، يجب ان تخضع الى الدراسة الدقيقة، وان نوفر شروط العلاج اللازمة وان نشعر الشاب بالمحبة والاهمية. ان عدم الالتفات الى مصير الشاب، يشكل بذاته جملة من المشاكل التي ستعتري حياته في المستقبل.

ان الشخص الذي يعاني من عقدة النقص، يتصاغر امام الاخرين، باستمرار ولذا يلجأ الى الجرائم والاعمال المنحرفة. لو ان احد منا راجع السجون، سيشاهد هناك عدد من المجرمين الذين تسعى البرامج التربوية هناك الى تربيتهم واعادتهم الى الطريق القويم، ولكنه سيأسف من جهة اخرى، على وجود هؤلاء الشباب الذين يتمتعون بطاقات خلابة، في السجون.

•في طريق المعالجة والاصلاح:

من اجل اصلاح الشباب، علينا ان لا نهينهم او نشكو من اعمالهم أو نوبخهم باستمرار، اذ لا نتيجة لهذه التصرفات، كما يجب علينا ان لا نضربهم الا حينما يكون الضرب الطريق الوحيد المتبقي لمعالجتهم. ويتعين علينا ان نحترمهم ونحيي شخصياتهم بالسلوك الحسن ونجعلهم يتفهمون دوماً ان ثمة طرق واسعة امامهم بإمكانها ان تنجيهم مما هم فيه. ومن الاساليب الناجحة في هذا المجال نذكر:

١- الاحترام: بإمكاننا وعن طريق الاحترام وتقدير شخصيته، ان نجعل الشاب يخجل من اعماله السيئة وينصرف عنها. ومن الضروري ان نشعرهم انهم اشخاص محترمين، يجب احترامهم باستمرار.

٢- الاصدقاء: يجب ان نصادق الشاب مع من هم اصدقاء جيدين، يتحلون بالأخلاق الاسلامية الرفيعة. ويحبذ ان ندعوهم بين مدة واخرى الى البيت، لنوثق اواصر المودة بينهم.

٣- المسؤوليات: ان منح الشاب بعض المسؤوليات الاجتماعية، يساهم بدوره في اصلاحه، ويحبذ ان نتشكر من الشاب حينما يقوم بواجباته بشكل مقبول. وبإمكان المعلمين ان يعطوا للشباب مسؤوليات ولو بسيطة في المدرسة.

٤- استحسان الايجابيات: ان اي فرد ومهما صدرت منه اخطاء كثيرة، فانه يتحلى بنقاط ايجابية، وهكذا هو الحال عند الشاب، ولذا يجب ان نستحسن الايجابيات ونسعى ان نهتم بها، اذ ستتضاعف الايجابيات عند الشاب، بمرور الايام، ان للمجرمين ايضا، نقاط ايجابية، يجب التركيز عليها لتكون منطلقا لإصلاحهم.

٥- توفير الامكانيات: من الضروري ان نوفر لهم الامكانيات اللازمة للإصلاح. فهم بالرغم من الغرور الذي يتظاهرون به، هم في امس الحاجة الى مساعدة الاخرين لهم.

٦- تشجيعهم: من بعد ان وفرنا لهم الامكانيات، يجب ان نشجعهم على حل مشاكلهم بنفسهم، وان يعتمدوا في الدرجة الاولى على انفسهم لتخطي المشاكل، والدخول في مرحلة جديدة من الحياة يسودها الخير والصلاح.

٧- اشراكهم في المشاورة: شجعوهم على استشارة الاخرين في امورهم، ويجب ان تتوفر الشروط المناسبة عند الشخص الذي يستشيرونه في امورهم، كأن يكون فرداً صالحاً وله رأي نافذ في المسألة التي يستشار بها.

٨- اعادة الاعتبار: من المحتمل ان يكون الشخص الذي ارتكب جرما ما قد ندم على عمله، وصمم على عدم المعاودة اليه، لذا يجب ان نتصرف معه بطريقة جديدة ولا نحمله اخطاءً قد تخلص منها. كما يجب ان لا نشعره انه شخص مجرم، لان ذلك يجعل روح الجريمة تتجذر في شخصيته. كما يجب تفهيمه ان بإمكانه ان يصبح فرداً صالحاً وان يعيد لنفسه الاعتبار والاحترام، من خلال اعمال الخير والاعمال الحسنة؛ علماً ان لتغير البيئة والظرف المكاني دوراً بارزاً في اصلاح الشاب المنحرف.

٩- بخصوص النواقص الجسمية: ثمة نواقص جسمية تبرز عند بعض الشباب، قد تجعلهم يشعرون ازاءها بالنقص وتشكل لديهم عقد نفسية، ويجب ان نشعرهم بانها لا تعد عيباً، لان النقص الحقيقي هو النقص الاخلاقي وليس النقص الجسمي، كما يجب ان نخبرهم ان هناك الكثير من العلماء ذوي الكرامات والمآثر كانوا مصابين بنواقص جسمية.

10- تمكينهم من تحليل الامور: من الضروري ان نؤهلهم لتحليل الامور وتقييمها، وكذلك تقييم تصرفاتهم. وان يقوموا بين فترة واخرى بمحاسبة انفسهم، فعن الامام الكاظم (عليه السلام) انه قال «حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا، وزنوها قبل ان توزنوا».

١١- التغلب على المشاكل: يجب ان نجعلهم يفكرون بكيفية التغلب على المشاكل، وان نفهمهم ان المشاكل لا تصيبهم فقط، وانما تشمل جميع افراد البشر ولربما كانت مشاكل الاخرين اكبر من مشاكلهم بكثير. ولذا يجب ان لا يصابوا باليأس تجاهها، بل عليهم ان يوظفوا جميع طاقاتهم للتغلب عليها بالجرأة وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.