أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2020
1828
التاريخ: 8-9-2019
8389
التاريخ: 18-1-2022
1912
التاريخ: 9-1-2020
2684
|
الفصل التاسع
الأزمات المالية العالمية
(الأسباب والآثار والدروس المستفادة)
المقدمة :
شكـل تكرار الأزمات المالية في الدول النامية خلال التسعينات ظاهرة مثيرة للقلق والاهتمام، وترجع أسباب ذلك إلى أن أثارها السلبية كانت حادة وخطيرة، هددت الاستقرار الاقتصادي والسياسي للدول المعنية، إضافة إلى انتشار هذه الآثار وعدوى الأزمات المالية لتشمل دولاً أخرى نامية ومتقدمة كنتيجة للانفتاح الاقتصادي والمالي الذي تشهده هذه الدول ولاندماجها في المنظمة العالمية للتجارة، وتشير تقارير صندوق النقد الدولي إلى أنه خلال 1999 تعرض أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الصندوق لأزمات مالية واضطرابات مصرفية - الفترة 1980 حادة، كما أن وتيرة تلك الأزمات تكررت وتلاحقت عالمياً ، فشملت دول شرق آسيا وروسيا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك وبقية دول أمريكا اللاتينية ، وزادت حدة الأضرار الناجمة عنها حيث قدرت خسائر اليابان مثلاً في الأزمة الآسيوية الأخيرة بحوالي 10 %من ناتجها المحلي الإجمالي، في حين قدرت خسائر الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 03%، وأكدت تقارير مختلفة لصندوق النقد الدولي أن أكثر من 50% من تلك الأزمات حدثت في الدول النامية وفي الدول ذات الأسواق الناشئة على الخصوص، مما يؤكد الحاجة إلى تحسين مستوى الرقابة المصرفية في تلك الدول. ويواجه الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن أزمة مالية حقيقية عصفت باقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، حيث بدأت بوادرها في سنة 2007 وبرزت أكثر سنة 2008، ومن المتوقع أن تمتد لثلاث سنوات أو أكثر، وقد كشفت عن هشاشة النظام الأمريكي القائم على الرأسمالية اللبرالية تمثلت مظاهرها في أزمة سيولة نقدية أدت إلى انهيار العديد من المصارف وإعلان إفلاسها، وإنتهاءاً بتدني أسعار الأسهم وانخفاض مؤشرات البورصة وانهيار العديد منها، وتأثيرها ليشمل المنظومة العالمية ككل وأثرها متفاوت على حسب حالة التشابك والاندماج في الاقتصاد العالمي، وعليه سنحاول في هذا الفصل أن تستعرض مفهوم الأزمة المالية العالمية، وأسبابها، والدروس المستفادة منها.
أولاً: مفهوم الأزمة المالية:-
يرتبط مفهوم الأزمة المالية بحالة الذعر المالي ويقصد به حالة الهلع التي يثيرها المستثمرون بعد ان يلاحظوا حالة ما في الوضع المالي، والملاحظة هذه قد تكون فترة قصيرة تمتد إلى ساعات او ايام قليلة ومن ثم ينتج نمط سلوك جماعي اتجاهاته عشوائية ومساراته غير محددة (الذعر المالي)، واذا كان ذلك يحدث في السوق المصرفية قد تحدث أزمة مصرفية، اما اذا حدث ذلك في السوق المالية تحدث الأزمة في ذلك السوق وتمتد إلى الأسواق الأخرى.
لقد عرف التاريخ الكثير من الأزمات وظاهرة الأزمة المالية ليست بالجديدة على الاقتصاد العالمي ولكنها اصبحت اكثر حدوثاً اليوم عن الماضي وتكراراً وكذلك اسرع انتشاراً واثقل حجماً كما ان مسبباتها ايضاً تختلف، وقد عرفت الأزمة المالية بانها التدهور الحاد في النظام المالي لدولة ما أو مجموعة دول ومن ابرز سماتها فشل ذلك النظام في اداء مهامه الرئيسية والذي ينعكس سلباً في تدهور واضح في قيمة العملة واسعار الاسهم ثم ينجم عنها آثار سلبية على قطاع الانتاج والعمالة وما ينجم عن ذلك من اعادة توزيع الدخول والثروات فيما بين الاسواق المالية الدولية(1) لذا فالأزمة تعبر عن تلك التذبذبات التي تؤثر جزئياً او كلياً على مجمل المتغيرات المالية، (حجم الاصدار، اسعار الأسهم والسندات ، اعتمادات الودائع ، قيمة العملة..... الخ).
كما عرفت الازمة بانها انهيار في سوق الأسهم او في عملة بلد ما، او انهيار في سوق العقارات، او في مجموعة من المؤسسات المالية وتمتد إلى باقي الاقتصاد ثم يحدث الانهيار المفاجئ في اسعار الأصول نتيجة انفجار (فقاعة سعرية) او الفقاعة المالية او فقاعة المضاربة كما تسمى احياناً في بيع وشراء كميات فخمة من نوع او اكثر من الأصول الحقيقية أو المالية تفوق اسعارها الطبيعية او الحقيقية(2).
أن الأزمة المالية عادة ما تبدا بأزمة نقدية ومن ثم تتطور إلى ازمة مالية وبعدها تنتقل إلى مفاصل الاقتصاد الاخرى، وهناك شيء اخر يجب ادراكه وهو ان كل ازمة تختلف عن الأخرى في مسبباتها فكل الازمات التي حدثت قبل الثمانينات من القرن العشرين الماضي كان سببها الحساب الجاري، ولكن بعد عمليات التحرير المالي والانفتاح اكتسبت ازمات التسعينات من القرن نفسه مظهراً جديداً وصفات جديدة لأزماتها تتعلق بحساب رأس المال وبالأخص هي مشاكل تتعلق بحركات رأس المال عبر الحدود والتي تقع من ضمن الحساب نفسه.
ومن التعاريف السابقة يمكن القول ان الازمة المالية هي انهيار قيمة أصول مالية أو مادية او الاثنين معاً فجأة مما يؤدي إلى انهيار بعض المؤسسات التي تمتلك تلك الأصول افلاسها، وقد تأخذ الازمة اشكالاً متعددة في انهيارها المفاجئ، كأن تكون انهيار مفاجئ في سوق العقارات او سوق الاسهم او انهيار مصارف معينة او مؤسسات مالية او حتى انهيار في قيمة عملة بلدها. وتتميز الأزمة المالية بعدة خصائص تنفرد بها عن بقية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ندرج منها :-
1. المفاجأة : ان عنصر المفاجئة يعد من الخصائص المشتركة بين جميع انواع الازمات، ولكن الاختلاف هنا بان الازمة المالية لها جذور وبدايات قد تكون لأكثر من 7 سنه ولكن زمن وقوع الازمة قد يصعب التنبؤ به.
2. الوقت: وقد يكون مهماً وذلك بسبب حجم الخسائر الكبيرة في القطاع المالي التي قد تصل الى مئات الملايين من الدولارات خلال اليوم الواحد .
3. التهديد : انها تشكل خطراً وتهديدا كبيراً على مجمل الاقتصاد في أي بلد لكونها تصيب اغلب القطاعات ولاسيما الاكثر تشابكاً ولاسيما القطاع المالي.
4. دورة حياة الازمة : لكل ازمة دورة حياة ولكن ما يميز دورة حياة الازمة المالية انها تكون طويلة نوعاً ما مقارنة بباقي الازمات الأخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- نبيل حشاد ، الأزمة المالية وتأثيرها على الاقتصاد العربي .
2- نبيل حاجي نايف ، الأزمة الاقتصادية أسبابها ونتائجها الحوار المتمدن ، العدد 2474 ف 2008/11/23 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|