الخصائص النوعية لأشجار الكيوي

تتماثل الآلية التي تعمل بها شجرة الكيوي من حيث المبدأ مع الانواع الاخرى من أشجار الفاكهة باستثناء بعض الخصائص المحددة، والتي يراعى اخذها بعين الاعتبار:

1- تتميز أشجار الكيوي بحركة سريعة للماء ضمن الساق، وتفسر هذه الناقلية العالية للجذع والاغصان بالحجم الكبير لأوعية الخشب. ولذلك تعتبر هذه الاوعية أنابيب ممتازة من أجل توصيل سريع لكميات كبيرة من النسخ من الجذر حتى الأوراق.

كما يتميز الكيوي بخاصة أخرى، وهي ان القدرة على تخزين الماء ضمن الساق والاغصان قد تم تقديرها بساعتين فقط، وهذه تعتبر قدرة ضعيفة إذا علمنا أن أشجار الكيوي يستهلك كميات كبيرة من الماء، وتؤدي بالتالي الى عدم انتظام التغذية المائية.

شكل يبين ري الكيوي في تربة غير مستوية

2- تتميز أشجار الكيوي بأوراق كبيرة غير عادية بالنسبة لأوراق أشجار الفاكهة الأخرى، اذ ان أوراق الكيوي كبيرة بصورة غير عادية ويصل قطرها حتى ٦.۰ م ، واعدادها كبيرة، ومعرضة عموديا لأشعة الشمس خلال الساعات الأكثر حرارة من اليوم، وهي المصدر الرئيسي لنتح غير عادي نشط.

3- لا تتحمل جذور الكيوي الافراط في استعمال الماء: بعد أن تميزت نباتات الكيوي باتساع الأوعية الخشبية، وكبر المجموع الخضري، فأن جذورها ليست مهيأة لتلبية الضخ الهائل للماء من قبل الاوراق ولذلك فان التربة الغدقة لا تلائم زراعة الكيوي.

شكل يبين ري الكيوي في تربة مستوية

كما أن جذور الكيوي أقل قدرة على استخلاص الماء من التربة التي في طريقها للجفاف، بالمقارنة مع الاشجار الأخرى ومع الاعشاب الضارة الاساسية التي تشاهد في بساتين الكيوي وتزداد المنافسة بين الاعشاب النامية على طول صفوف الاشجار وبين جذور أشجار الكيوي، ويحدث ذبول أوراق الكيوي قبل ذبول الاعشاب الضارة الصيفية، التي تكون متأقلمة بشكل جيد مع ظروف الجفاف.

4- وأكثر من ذلك، تتطلب أشجار الكيوي بيئة مناسبة صحيحة، ليست شديدة الجفاف ولا كثيرة الرطوبة. ولذلك فانه من الصعب الوصول الى هذا التوازن صيفا، عندما تكون الحاجة ماسة الى الري بكميات كبيرة من الماء.

5- النمو الهائل للمجموع الخضري للكيوي: يمكن القول إن النمو الخضري للكيوي نمو عجيب ومدهش، اذ يمكن لبعض نموات السنة من أن تصل لأكثر من ۱۰ أمتار، اضافة لاستمرار نموها حتى أول البرد في الخريف. وان كانت الظروف جيدة وملائمة للنمو فأننا نلاحظ تشكل كتلة هامة من الاوراق بسرعة.

6- تفاوت احتياجات الري بين البساتين: يختلف مسطح الاوراق بشكل كبير من بستان لآخر، عند عمر واحد، وذلك حسب حالة كل بستان وظروفه. وهذا ما يجعل من المستحيل تقريبا اعداد معايير موحدة أو عامة للري، والذي لا يتلاءم مع الاختلافات الشديدة في مسطح الاوراق.

7- تطور الثمار وعلاقتها بالاحتياجات المائية: تتماثل أزهار الكيوي- كما هي الحال في بعض ثمار الفاكهة - بأن قطر المبيض فيها كبير منذ الازهار ويشير حجم هذا المبيض - من هذا الوقت - الى حجم الثمرة النهائي، وذلك بسبب حدوث عدد لا بأس به من الانقسامات الخلوية، وابتداء من نهاية شهر تموز يتناقص بشكل ملحوظ التزايد الاسبوعي في حجم الثمار. وبذلك لا يمكن للاشجار أن تتحمل نقص الماء من حزيران وحتى تموز.

خط بياني يبين تطور ثمار الكيوي خلال موسم النمو

8- الجني المتأخر للثمار: يجري جني الثمار في الاصناف الأكثر تأخرا في النضج، عند بداية تشرين الثاني في المناطق ذات المناخ المعتدل. مما يعرض الثمار الى فترات أكيدة من الجفاف من ايلول وحتى تشرين الاول. والسبب انه ابتداء من هذا الوقت فان نمو الاشجار - في هذه الفترة ـ في وجود الري يجعل الاشجار أكثر حساسية للصقيع الخريفي.

9- أثر الري غير الكافي: يمكن أن يؤدي الري غير الوفير إلى نقص في الانتاج، دون أن تظهر على الاشجار أعراض مؤكدة « للعطش » ، وذلك حتى ضمن المناطق ذات الامطار الغزيرة ، وذات الفترات البسيطة من عدم كفاية المياه . وهذا ما لوحظ على مزارع الكيوي في نيوزيلاندا، حيث لم يكن الري مطبقا بصورة عملية ، وتبين عند قطف الثمار وجود اختلاف في وزن الثمار وصل حتى ١٦ غراما ، وذلك بالمقارنة مع المزارع المروية من الكيوي. ويبدو ذلك من خلال منحنى النمو خلال فترات قطف متتالية في مزرعتين مروية وغير مروية.

خط بياني يبين معدل الزيادة الاسبوعية في نمو الثمار تحت تأثير معاملات الري والجفاف والمطر

أما الاحتياج المائي لأشجار الكيوي، فيمكن أن يقدم استخدام جهد التبخر - النتح الاعظمي دلالات مفيدة حول هذا الموضوع، وحسب معادلة Pernman فان معدل التبخر - النتح الأعظمي ETP في نهاية الصيف لشجرة تغطي مسطحا مقداره ۱۷م٢ يصل الى ٨٠ - ١٠٠ ليتر / يوم خلال ٢٤ ساعة ( يبلغ الاستهلاك خلال الليل ٢٥ %)، الا أن معدل الاستهلاك المائي في فترة الصيف يكون أكبر ويبلغ:

- ١٠ ليتر / الساعة لشجرة قطر جذعها ١٠ سم

- ۱۰٫۷۲ ليتر / الساعة لكل م٢ من الاوراق. وفي مراجع أخرى ٠.٥ ليتر / الساعة لكل م٢ من الاوراق.