الأسواق:

لا يتحدد حجم السوق بعدد السكان فقط، بل يتوقف على عوامل أخرى مثل القوة الشرائية للسكان التي ترتبط بمستواهم المادي والحضاري وعاداتهم الغذائية والمستوى الاجتماعي، وكلما زادت القوة الشرائية للسكان زاد الاستهلاك واتسع حجم السوق. في حين يقل الاستهلاك في المجتمعات الفقيرة، فالسوق هو الحلقة التي تكتمل عملية الإنتاج الزراعي فيها وفي معظم دول العالم، ومع زيادة الوعي والرغبة في تحسين الدخل أصبح الفلاح يركز على السلع المطلوبة في السوق الداخلية والخارجية التي تحقق دخلاً مجزياً، ويتأثر السوق بعملية العرض والطلب والسعر حيث يبقى السوق مثالياً طالما بقيَ السعر متذبذباً حول السعر المتوازن، وكلما ارتفعت الأسعار يقل عدد الراغبين في الشراء، وإذا انخفض السعر يقلل المنتجون من عرض منتجاتهم الزراعية، ويُقصد بالسعر المتوازن السعر الذي يحقق رغبة كل من البائع والمشتري.

وتختلف أهمية الأسواق في المنظومة الزراعية من إقليم إلى آخر، ومن نمط زراعي إلى آخر، فدور السوق يتناقص مع نمط الزراعة المعيشية، حيث أن معظم الإنتاج يكون بهدف الاكتفاء الذاتي، لذلك نجد المزارع لا يهتم بدور المستهلك، ولا بنوعية الإنتاج، ولا بحجمه ولا بمدى ملاءمتة للسوق، في حين يزداد أهمية السوق في المزارع التجارية التي تسعى إلى تلبية رغبة المستهلكين، ونوع المنتج وحجمه، وغالباً ما يكون ذلك في طور المنافسة.