المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تفسير آية (168-171) من سورة الأعراف
29-7-2019
التقسيم
25-03-2015
كيف تستغل وقتك بفعالية
22-8-2022
أساليب الدراسة في جغرافية المدن - الأسلوب التقني المعاصر
21/9/2022
مفهوم الانتظار
6-12-2015
تصنيـف أنشطـة الصيانـة
11-4-2021


بين الناصر وابن لب وابن جهور  
  
1143   08:43 صباحاً   التاريخ: 18-1-2023
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:617-618
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/11/2022 1610
التاريخ: 29/11/2022 1281
التاريخ: 2024-01-07 1500
التاريخ: 2024-05-02 718

وذكر صاحب « فرحة الأنفس في أخبار أهل الأندلس(1) أن أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر جلس في جماعة من خواصه ، ومعهم أبو القاسم لب ، وكان يعده للمجون والتطايب ، فقال له : اهج عبد الملك بن جهور ، يعني أحد وزرائه ، فقال : أخافه ، فقال لعبد الملك فاهجه أنت ، فقال : أخاف على عرضي منه ، فقال : أهجوه أنا وأنت ، ثم صنع :

لب أبو القاسم ذو لحية              طويلة أزرى بها الطول(۲)

فقال عبد الملك :

وعرضها ميلان إن كسرت                           والعقل مأفون ومخبول

فقال الناصر للب: اهجه فقد هجاك ، فقال بديها:

قال أمين الله في عصرنا                        لي لحية أزرى بها الطول

وابن قال قول الذي                                     مأكوله القرضيل والفول

لولا حياتي من إمام الهدى                            نخست بالمنخس شو ...

ثم سكت ، فقال له الناصر : هات تمام البيت ، فامتنع ، فقال له " قولو " يعني تمام البيت ، كلمة قالها الناصر مسترسلا غير متحفظ من زيادة الواو وإبدال الهاء واوا ، إذ صوابها " قله " على حكم المشي مع الطبع والراحة من التكلف ، فقال لب : يا مولانا أنت هجوته ففطن الناصر والحاضرون ، وضحكوا ، وأمر له بجائزة.

والقرضيل شوك له ورق عريض تأكله البقر ، وقوله " شو " اسم لذكر الرجل(3) بالرومية، و وقولو، اسم للاست بها، فكأنه قال لولا حيائي من إمام الهدى نخست بالمنخس  الذي هو الذكر  استه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- البدائع 1: 185 .

۲- ب م : كبيرة في طولها ميل .

3- م: اسم الرجل .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.