يعمل قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية ممثّلاً بمركز إحياء التراث، على تحقيق وتدقيق المؤلّفات والمخطوطات المطبوعة، والتأكّد من سلامة النصّ ومنهجيته العلمية والتاريخية. وقال رئيس قسم التحقيق في المركز السيد ضياء الكربلائي إن "مهمّة التحقيق من أهمّ المهام التي يمرّ بها مشروع النص أو "المخطوط"، وذلك عبر سلسلة من الفحوصات، إذ يبدأ قسم التحقيق بالعمل عليه بعد أن يأتي من قسم التنضيد، وبعدها ينتقل المشروع من مرحلة المقابلة إلى مرحلة تقطيع النصّ وفهم المعنى المُراد منه". وأضاف "بعد مرحلة تقطيع النصّ يتمّ وضع علامات الترقيم عليه من جميع العلوم"، لافتاً إلى "وجود جميع الكفاءات من علوم الفقه والرجال والرياضيات والتراجم والأصول وغيرها".

وتابع الكربلائي "بعد المرحلتَيْن السابقتَيْن ينتقل المشروع إلى مرحلة تخريج المعلومات الموجودة داخله، وتثبّت وتطابق مع المصدر الأصلي ويسمّى هذا التخريج الصريح، وإذا تطابق جزءٌ منه أو به إشارة يسمّى التخريج الضمني". وبحسب الكربلائي فإن "هناك مرحلة أخيرة لعمل القسم تأتي بعد تحقيق مشروع النصّ أو المخطوط بشكلٍ كامل، إذ يتمّ توجيه العمل نحو المؤلِّف لهذا النصّ المخطوط، ونحاول أن نستقطب المعلومات عنه ونترجم له، ونستخلص ترجمته وتفاصيله عن المادة التي تمّ تحقيقها، وذلك مع وضع المنهجية التي عمل عليها القسم".