التكيف العسكري مع الظروف الجغرافية - التكيف مع ظروف السطح الجغرافي - في الغابات- الانسحاب والتراجع في الغابات:

قد تلجأ الجيوش الى اخلاء مواقعها والانسحاب الى خطوط خلفية، ويحدد ذلك مجريات الحرب والظروف السياسية المحيطة. وتتخذ القيادة العليا وقت بدء وانتهاء عمليات الانسحاب وليس بالضرورة ان يكون الانسحاب مدمرا للروح المعنوية للجنود ، خاصة اذا كان انسحابا منظما يحقق النجاح في الضربات المعاكسة. ويعمل القادة على تحقيق الانسحاب باقل الخسائر الممكنة، وذلك عن طريق الاستغلال الامثل لاتساع ميدان المعركة في الغابة. وعند اتخاذ قرار الانسحاب يتم تحديد خطوط المقاومة اعتمادا على قوة العدو، سرعة حركته وطبيعة السطح الجغرافي. كما تعتمد المسافات بينها على الفترة اللازمة للعدو لاعادة نشر قواته وتمركز مدفعيته، بعد أن يتمكن من السيطرة على أحد خطوط المقاومة. وتحدد المواقع الجغرافية لخطوط المقاومة على الخارطة. ويرى القادة الألمان الذين اشتركوا في الحرب العالمية الثانية ضد الجيش الروسي ضرورة البدء ببناء كافة الخطوط وتحصيناتها آن واحد، حتى تتمكن القوات المنسحبة من استخدامها الواحد تلو الآخر مما يقلل حجم الخسائر بين صفوفها. ويرى هؤلاء القادة أنه من غير المفيد بناء خط مقاومة قريب من وحدات العدو لان ذلك سيكون على حساب تعزيز الخطوط الأخرى. وفي هذا المجال اثبتت التجارب ان قيام الجنود الذي سيستخدمون التحصينات ببناءها سيدفعهم للدفاع عنها. وتقوم القوات المنسحبة بتحطيم الطرق، تدمير الجسور، تلويث الابار او تدميرها وزراعة الالغام في الممرات والطرق التي تنسحب منها. فقد قام ا الجيش الروسي المنسحب امام الالمان بزراعة حقول الالغام الكثيفة وتدمير الطرق على طول محاور انسحابه.