أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
3120
التاريخ: 15-04-2015
3735
التاريخ: 15-04-2015
7602
التاريخ: 19/11/2022
1282
|
من أهم مقومات نجاح مسيرة الجماعات وجود قيادة تقوم بالاشراف على حركتها التكاملية ، وتتبنى التغيير الشامل ، وتقوم بتنسيق البرامج والخطط ، وتشرف على تنفيذها في الواقع ، وتمدّها بالقوة الروحية والشحنة المعنوية للوصول إلى أهدافها وآمالها ، والقيادة في منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) هي قيادة ربّانية نصّ عليها اللّه تعالى وأبلغها لرسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) وأبلغها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وتتدرج الوصية من إمام إلى إمام حتى تصل إلى خاتم الأوصياء والأئمة ( عليهم السّلام ) .
وقد أولى الإمام الباقر ( عليه السّلام ) الإمامة من بعده أهمية خاصة ووجّه أنظار أصحابه إليها ، في شروطها وخصائصها ، وفي تشخيصها في الواقع ، فأعلن عنها تارة إعلانا جليا وآخر خفيا ، ابتداءا من أول مراحل إمامته ، حتى أواخر أيامه الشريفة ، وكان يستثمر الفرص المناسبة للإشارة إليها وتأكيد الاقتداء بها .
وكان الاعلان عن إمامة الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) مصحوبا بالسريّة ، وفي نطاق محدود لم يخبر بها إلّا أصحابه المخلصين المقرّبين له ، حفاظا على سلامة الإمام من بعده .
روي عن محمد بن مسلم أنّه قال : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السّلام ) ، إذ دخل جعفر ابنه وعلى رأسه ذؤابة ، وفي يده عصا يلعب بها ، فأخذه وضمّه اليه ضما ، ثم قال : بأبي أنت وأمي لا تلهو ولا تلعب .
ثم قال : « يا محمد هذا إمامك بعدي ، فاقتد به ، واقتبس من علمه ، واللّه انه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . . . »[1].
وعن همام بن نافع قال : قال أبو جعفر لأصحابه يوما : « إذا افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه الإمام بعدي » ، وأشار إلى ابنه جعفر ( عليه السّلام )[2].
وسئل الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن القائم فضرب بيده على أبي عبد اللّه جعفر ابن محمد ( عليه السّلام )[3].
وعن فضيل بن يسار ، قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السّلام ) فأقبل أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) فقال : « هذا خير البريّة بعدي »[4].
وعن عبد الغفار بن القاسم - في حديث طويل - جاء فيه قوله للإمام الباقر ( عليه السّلام ) : « انّي قد كبرت سنّي ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسره ، أراكم مقتّلين مشردين خائفين ، وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول : يخرج اليوم أو غدا .
فقال له - الإمام الباقر ( عليه السّلام ) - : « يا عبد الغفار انّ قائمنا ( عليه السّلام ) هو السابع من ولدي ، وليس هو أوان ظهوره ، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : انّ الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ، والتاسع قائمهم ، يخرج في آخر الزمان فيملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما » .
قلت : فإن كان هذا كائن يا ابن رسول اللّه ، فإلى من بعدك ؟ .
قال ( عليه السّلام ) : إلى جعفر وهو سيد أولادي وأبو الأئمة ، صادق في قوله وفعله[5].
وعن أبي الصباح الكناني ، قال : نظر أبو جعفر إلى أبي عبد اللّه يمشي ، فقال : ترى هذا ؟ . هذا من الذين قال اللّه تعالى : وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ[6] [7].
وعن زرارة قال : انّ أبا جعفر ( عليه السّلام ) أحضر أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) وهو صحيح لا علّة به ، فقال له : اني أريد أن آمرك بأمر ، فقال له : مرني بما شئت ، فقال : ايتني بصحيفة ودواة ، فأتاه بها ، فكتب له وصيته الظاهرة ، ثم أمر أن يدعو له جماعة من قريش ، فدعاهم وأشهدهم على وصيته اليه[8].
فهذا الاعلان أمر طبيعي لأنه وصية ظاهرة مألوفة عادة وهي أن يوصي الموصي إلى أحد أبنائه وخصوصا الأكبر منهم ، فعن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) أنّه قال : إنّ أبي استودعني ما هناك ، وذلك أنّه لما حضرته الوفاة قال : « ادع لي شهودا فدعوت له أربعة ، منهم : نافع مولى عبد اللّه بن عمر ، فقال : اكتب : هذا ما أوصى به يعقوب بنيه ، يا بني إنّ اللّه اصطفى لكم الدين فلا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون وأوصى محمد بن عليّ ابنه جعفر وأمره أن يكفّنه في بردته - التي كان فيها يصليّ الجمعة - وقميصه وأن يعمّمه بعمامته وان يرفع قبره مقدار أربع أصابع ، وأن يحلّ أطماره عند دفنه .
ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم اللّه .
فقلت : يا أبت ما كان في هذا حتى يشهد عليه ؟ قال : يا بني كرهت أن تغلب ، وأن يقال : لم يوص ، فأردت أن يكون ذلك الحجّة »[9].
وأدخل الإمام الباقر ( عليه السّلام ) الأمل في قلوب أصحابه وأتباعه وجميع افراد الجماعة الصالحة فأخبرهم بقرب زوال حكم بني أمية[10].
وبالفعل بعد استشهاد الإمام ( عليه السّلام ) بثمانية عشر عاما سقطت الدولة الأموية وانتهى حكم الأمويين على يد بني العباس .
وكان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) هو القائم بالأمر من بعده ، وكما وصفه المستشار عبد الحليم الجندي : الإمام جعفر الصادق نتاج قرن كامل من العظائم يحني لها الوجود البشري هاماته ويدين بحضارته . . . [11].
وقال أيضا : شجرة باسقة تترعرع في كل ورقة من أوراقها خصيصة من خصائص أهل البيت في عصر جديد للعلم ، تعاونت فيه أجيال ثلاثة متتابعة منه ومن أبيه وجده[12].
[1] كفاية الأثر : 253 .
[2] المصدر السابق : 254 .
[3] اثبات الوصيّة : 152 .
[4] المصدر السابق : 155 .
[5] كفاية الأثر : 252 .
[6] القصص ( 28 ) : 5 .
[7] الكافي : 1 / 306 .
[8] اثبات الوصيّة : 155 .
[9] الفصول المهمة : 222 . وفي الكافي : 1 / 307 أن تكون لك الحجة .
[10] مناقب آل أبي طالب : 4 / 203 ، الصواعق المحرقة : 307 .
[11] الإمام جعفر الصادق : 4 .
[12] المصدر السابق : 63 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|