أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2022
1111
التاريخ: 30-12-2022
1330
التاريخ: 1-10-2014
5537
التاريخ: 6-05-2015
5105
|
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ ...}[آل عمران/169-170]
ما قوله أدام الله تمكينه في قول الله(عزوجل): { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }. أهم أحياء في الحقيقة على ما تقتضيه الآية الشريفة أم الآية مجاز؟ وهل أجسادهم الآن في قبورهم، أم في الجنة، فإن المعتزلة من أصحاب أبي هاشم يقولون: إن الله تعالى ينزع من جسد كل واحد منهم أجزاء قدر ما يتعلق به الروح، وأن الله تعالى يرزقهم على ما نطقت به الآية وما سوى هذا من أجزاء أبدانهم فهي في قبورهم كأجساد سائر الموتى.
الجواب: هو ما قدمناه في المسألة السابقة، وقد ثبت ما فيه ببيان يستغنى بوضوحه عن تكراره وإعادته.
وأما هذا المحكي عن أصحاب أبي هاشم(1) فلأن المحفوظ عنهم: أن الإنسان المخاطب المأمور المنهي هو البنية التي لا تصح الحياة إلا بها، وما سوى ذلك من الجسد فليس بإنسان، ولا يتوجه إليه أمر ولا نهي ولا تكليف.
وإن كان القوم يزعمون أن تلك البنية لا تفارق ما جاورها من الجسد فيعذب أو ينعم، فهو مقال يستمر على أصلهم إذا كانت البنية التي ذكروها هو المكلف المأمور المنهي، وباقي جسده في القبر، إلا أنهم لم يذكروا كيف يعذب من يعذب، ويثاب من يثاب أفي دار غير الدنيا أم فيها؟ وهل يحيى بعد الموت، أو يفارق الجملة في الدنيا فلا يلحقه موت؟ ثم لم يحك عنهم في أي محل يعذبون ويثابون.
وما قالوه من ذلك فليس به أثر، ولا يدل عليه العقل ، وإنّما هو مخرج منهم على الظن و الحسبان. ومن بنى مذهبه على الظن في مثل هذا الباب، كان بمقالته مضطرباً. ثم إنه يفيد قولهم من بعد: ما دل على أن الإنسان المأمور المنهي، هو الجوهر البسيط، وأن الأجزاء المؤلفة لا يصح أن تكون فعالة، ودليل ذلك يطول بإثباته الكتاب، وفيما أومأنا إليه منها كفاية فيما يتعلق به السؤال. وبالله التوفيق(2).
المسألة الخامسة والعشرون: وسأل عن قوله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }؛ وقال: فهل يكون الرزق بغير جسم؟ وما صورة هذه الحياة؟ فإنا مجمعون على أن الجواهر لا تتلاشي، فما حينئذ الفرق في الحياة بين الكافر والمؤمن؟
والجواب: أن الرزق عندنا لا يكون إلا للحيوان، والحيوان عندنا ليسوا بأجسام، بل هم ذوات أخرجوا في هذا الدار إلى الأجساد، وتعذر عليهم كثير من الأفعال إلا بها، وصارت آلة لهم في الله الأفعال والاكتساب، فإن أغنوا عنها بعد الوفاة، جاز أن يرزقوا مع عدمها رزقاً تحصل لهم به اللذات، وإن افتقروا إليها، كان الرزق لهم بحسبه في الدنيا على السواء.
فصل: فأما قوله: ما صورة هذه الحياة؟
فالحياة: لا صورة لها، لأنها عرض من الأعراض، وهي تقوم بالذات الفعالة دون الأجساد التي تقوم بها حياة النمو، دون الحياة التي هي شرط العلم والقدرة ونحوهما من الأعراض.
فصل: وقوله: إنا مجمعون على أن الجواهر لا تتلاشي، فليس ذلك كما ظن، ولو كان الأمر فيه كما توهم، لم يمتنع أن توجد الحياة لبعض الجواهر وترفع من بعض، كما توجد حياة النمو لبعض الأجسام وترفع من بعض على الاتفاق.
ولو قلنا إن الحياة بعد النقلة عن هذه الدار تعم أهل الكفر والإيمان، لم يفسده علينا أصلاً في الدين. وكانت الحياة لأهل الإيمان شرطاً في وصول اللذات إليهم، والحياة لأهل الكفر شرطاً في وصول الآلام إليهم بالعقاب(3).
وقد روي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال: " من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد بلغته". وقال(صلى الله عليه واله وسلم): "من صلى على مرة صليت عليه عشراً، ومن صلى علي عشراً صليت عليه مائة فليكثر امرؤ منكم الصلاة عليّ أو فليقل"(4) فبين أنه (صلى الله عليه واله وسلم) بعد خروجه من الدنيا يسمع الصلاة عليه، ولا يكون كذلك إلا وهو حي عند الله تعالى، وكذلك أئمة الهدى (عليهم السلام) يسمعون سلام المسلم عليهم من قرب ويبلغهم سلامه من بعد، وبذلك جاءت الآثار الصادقة عنهم.
وقد قال الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ }(5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أبو هاشم عبدالسلام بن محمد بن عبدالوهاب الجبائي من أعلام الطبقة التاسعة المعتزلة، وابن أبي على الجبائي المعروف. له آراء تفرد به. توفي سنة 321هـ (طبقات المعتزلة:94).
2- عدة رسائل (الرسالة التروية ): 35، والمصنفات 7: 66.
3- الرسالة العكبرية (الحاجبية): 130، والمصنفات 80:6
4- بحار الأنوار 58 : 83.
5- تصحح الاعتقاد: 72، والمصنفات 5: 91.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|