الضوابط الدولية لاستخدامات الأراضي داخل المدن

أن مفهوم استخدامات الأرض من المفاهيم الواسعة والمعقدة ، ومهما تعددت الآراء فأنها تحدد العلاقة المتفاعلة بين الانسان والأرض ، وقد عرفت بأنها التوزيعات المكانية لوظائف المدينة المتعددة ممثلة بالوظيفة السكنية والصناعية والتجارية والخدمية والترفيهية . وتخضع استخدامات الأرض في المدينة إلى متغيرات متعددة تؤثر بشكل أو بأخر في ترتيب وهيكلية هذه الاستخدامات مكانية وعلى امتداد حقب زمنية متباعدة ، إذ تعمل منفردة أو في معظم الأحيان مجتمعة ، وقد يبرز أحد العوامل أكثر من غيره في موضع معين من المدينة ويضمحل في مواضع أخرى بتأثير خصوصيات الموضع من جهة وتأثير متغيرات النمو والتخطيط من جهة أخرى ، ومن هذه المحددات اقتصادية كالمنافسة التي تحدث بين الاستخدامات من أجل أن تكون في مكان معين كالاستخدام التجاري الذي ينافس الاستخدامات الأخرى عندما يكون قادرة على أن يوفر مردودات اقتصادية كذلك قيمة الأرض التي تتيح الاستعمال أن يحتل المكان الذي يستطيع من خلاله أن يتلاءم مع استغلاله إلى الأرض ، فالاستخدامات الصناعية تتطلب مساحات واسعة لا تستطيع أن تحتل اراضي غالية الثمن ، لذلك نجده يميل للتجمع في أطراف المدينة كذلك عامل النقل ، وماله من مردودات اقتصادية يوفرها ، وهناك محددات ذات جذور اجتماعية مثل التمركز والتشتت وكذلك الهيمنة والتدرج والغزو والتعاقب ولهذه المحددات دور في تكوين استخدامات الأرض .

لذلك يمثل مفهوم استخدامات الأرض الحضرية مجمل الفعاليات والأنشطة التي يمارسها او يقوم بها الانسان على الأرض ، أي التغير المستمر في علاقة الإنسان بالأرض وإيجاد حالة من التوازن فيما بينهما ويزداد اعتماد الانسان على الأرض بمرور الزمن بسبب النمو السكاني لكونها البعد المكاني الذي يستقر عليها ويستغل ثرواتها ومواردها في سبيل سد احتياجاته وتحقيق رفاهيته .

لذلك تتنوع استخدامات الأرض داخل المدينة ويبدو كل جزء منها قد تخصص في استخدام معين يميزه عن أجزاء المدينة الاخرى بهذا الاستخدام و تشكل مجمل هذه الاستخدامات الهيكل العام للمدينة ، حيث أصبح أن من أهم الأمور الأساسية عند دراسة المدن تقسيمها حسب نمط استخدام الأرض فيها ، وحسب تركيبها الوظيفي ويرتبط التركيب الوظيفي للمدن بمراحل نموها وبالعوامل الرئيسة التي أدت إلى هذا النمو فكل مرحلة تتميز بوجود وظيفة جديدة أو اختفاء وظائف سابقة .

وتتميز استخدامات الأرض الحضرية بالديناميكية والتغير السريع إلى جانب أنها تمتاز بالتنوع والتعقد مقارنة باستخدامات الأرض الريفية ، ويرتبط هذا التنوع في النشاطات الحضرية وسرعة تغيرها بطبيعة المجتمع الحضري الذي يخضع دائما للتطور نتيجة التغير في حاجات المجتمع ومتطلباته ، وبالتالي فإن أنماط استخدام الأرض الحاضرة ما هي الإنتاج لعملية النمو الحضاري أو الأنشطة الحضرية السابقة .