مشكلة البطالة
المؤلف:
د. محمد دلف احمد الدليمي
المصدر:
تخطيط المدن والاستدامة الحضرية
الجزء والصفحة:
ص 93 ـ 95
2025-11-26
35
تظهر مشكلة البطالة في المدن نتيجة للهجرة غير المنظمة للمدن لا سيما في الدول النامية ، ويعود النمو الديموغرافي في المدن إلى تركز المؤسسات والمشاريع الكبيرة والأنشطة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في تلك المراكز الحضرية ، كما أن الدول العربية المنتجة للنفط قد حققت معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي ويستثمر جزء كبير من عوائد النفط في مشاريع إنمائية طموحة يتركز اغلبها في المدن الرئيسة ، يؤدي النمو السريع للمدن إلى تزايد الضغط على البنية التحتية وتدهور الخدمات البيئية والاجتماعية ، وباتت مسالة النمو الحضري وازدحام المدن تشكل تهديدا للصحة العامة وتلوث البيئة وسببا في تراجع التعليم وارتفاع معدلات البطالة الحضرية والإصابة بالإمراض ووفيات الأطفال وتزايد المشاكل النفسية والاجتماعية كالإحباط والجريمة.
البطالة مشكلة اجتماعية تنتشر في كل المدن الكبرى في العالم ولا سيما المدن في الدول النامية وتعد مدن الدار البيضاء ، بغداد ، القاهرة ، الخرطوم، وصنعاء مثالا على هذه المشكلة نظرا لضخامة البطالة فيهما بدرجة كبيرة، وتظهر هذه المشكلة بصور شتى منها احتراف عدد من الوافدين للحرف الطفيلية كالباعة المتجولين وماسحي الأحذية، بينما تتحول الأغلبية إلى عاطلين يبحثون عن عمل وتصل نسبة البطالة في بعض المدن نسباً عالية تهدد الكيان الاجتماعي فيها بالنظر لما يتمخض منها من صور الجريمة المختلفة كالسلب والنهب والاغتصاب والتعدي على المال العام.
ان التنمية الريفية المتكاملة تؤدي الى استقرار سكاني في الريف وتحد من الهجرة الريفية إلى المدن ، لاسيما سياسة الاحتواء الحضري المخصصة لتقليل الهجرة من الريف إلى المدن قد فشلت مما ادى الى انتشار ظاهرة التريف الحضري في اغلب مدن الدول النامية والمدن العراقية منها نتيجة لحالة التمدن السريعة فضلاً عن انتشار ظاهرة العشوائيات نتيجة لموجات الهجرة في ضل ضعف الإدارة الحضرية من خلال دراسة قام بها الباحث عن دور التنمية الريفية وآثارها الايجابية في التوازن بين البيئة الريفية والبيئة الحضرية بجانبيها النظري والتطبيقي على قرية حصيبة الشرقية نستنتج الاتي:
1- ان الاسلوب الأمثل لتحقيق التنمية الاقتصادية هو اعطاء أولوية للتنمية الريفية المتكاملة لا سيما وان ابرز مرتكزاتها الاقتصادية الانتاج الزراعي والثروة الحيوانية فضلا عن الاسكان الريفي والخدمات العامة سوآءا كانت خدمات البنى التحتية أو الخدمات المجتمعية ، وهذا من شأنه ان يحقق تكاملا وتوازنا وظيفياً بين الريف والمدينة ويحقق امن انساني ومجتمعي اذ كلما كان ظهير المدينة مستقر ، نمت المدينة وتسرعت عملية التحضر الحقيقي.
2- ان المستقرات الريفية القريبة من المدن تكون ذات تأثير حضري نتيجة للعلاقات التجارية والرحلة اليومية لغرض التسوق والعمل بين الريف والمدينة قد سرع في عملية التحول الحضري والتمدن لسكان الريف المجاور وهذا ما حصل في قرية حصيبة الشرقية.
3- نتيجة لتوفر خدمات البنى التحتية والخدمات المجتمعية في قرية حصيبة الشرقية ساهمت في الحد من الهجرة الريفية منها الى المدن وخاصة مدينة الرمادي.
4- تبين ان من هاجر من سكان قرية حصيبة الشرقية إلى مدينة الرمادي قد عاد للاستقرار فيها اي ان هناك هجرة معاكسة من المدينة الى الريف المجاور ذلك لقربها من المدينة فضلاً عن لانخفاض سعر الأرض بالمقارنة مع المدينة.
5- ما يحدث في المدن من مشكلات اجتماعية وامنية ، واحد من اهم اسبابها الهجرة العشوائية وانتشار العشوائيات التي تسببت تريف المدن نتيجة لكثرة العاطلين عن العمل وانتشار الفقر الأمر الذي يؤدي الى انتشار الجريمة والسرقات.
الاكثر قراءة في جغرافية المدن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة