المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الطريق الذي يؤدّي إلى السعادة
28-12-2019
التقلبات في CMBR
24-3-2022
مبعوثو قريش يمشون إلى بني قريظة
1-6-2017
بلاد خيتا.
2024-08-31
ديانات اهل اليمن قبل الاسلام
12-11-2016
الروايات غير الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / لزوم حفظ كرامة الفقراء.
2024-10-17


الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في مجلس يزيد  
  
2096   03:34 مساءً   التاريخ: 5/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص63-68
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3432
التاريخ: 30-3-2016 3059
التاريخ: 15-04-2015 26380
التاريخ: 30-3-2016 3674

ادخل رأس الحسين ( عليه السّلام ) ونساؤه ومن تخلّف من أهله على يزيد وهم مقرّنون في الحبال وزين العابدين ( عليه السّلام ) مغلول ، فلمّا وقفوا بين يديه على تلك الحال تمثّل يزيد بشعر حصين بن حمام المرّي قائلا :

نفلّق هاما من رجال أعزّة * علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما[1]

فردّ عليه الإمام عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) بقوله تعالى : ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ[2].

وتميّز يزيد غضبا ، فتلا قوله تعالى : ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ[3].

وينقل المؤرّخون عن فاطمة بنت الحسين ( عليه السّلام ) قولها : فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية - يعنيني - فأرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم فأخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون .

فقالت عمّتي للشامي : كذبت واللّه ولؤمت واللّه ، ما ذاك لك ولا له !

فغضب يزيد وقال : كذبت إنّ ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت !

قالت : كلّا واللّه ما جعل اللّه لك ذلك إلّا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها ، فاستطار يزيد غضبا ، وقال : إيّاي تستقبلين بهذا ؟ إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك !

قالت : بدين اللّه ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلما ، قال : كذبت يا عدوّة اللّه !

قالت : أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك ، فكأنّه استحيى وسكت .

فعاد الشاميّ فقال : هب لي هذه الجارية ، فقال يزيد : اعزب ، وهب اللّه لك حتفا قاضيا[4].

ويبدو أنّ اعتماد يزيد لهجة أقلّ قسوة وشراسة من لهجة ابن زياد في الكوفة يعود إلى أنّ الأخير كان يريد أن يدلّل على إخلاصه لسيّده ، بينما لا يحتاج يزيد ذلك ، ولعلّ يزيد أدرك أنّه قد ارتكب خطأ كبيرا في قتله الحسين ( عليه السّلام ) وسبيه أهل بيت النبوّة ، من هنا فإنّه أراد تخفيف مشاعر السخط تجاهه .

وفي تلك الأيام أو عز يزيد إلى خطيب دمشق أن يصعد المنبر ويبالغ في ذمّ الحسين وأبيه ( عليهما السّلام ) فانبرى اليه الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) فصاح به :

« ويلك أيّها الخاطب ، اشتريت رضاء المخلوق بسخط الخالق فتبوّأ مقعدك من النار » .

واتّجه الإمام نحو يزيد فقال له : « أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلّم بكلمات فيهنّ للّه رضى ، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب . . . » .

وبهت الحاضرون وعجبوا من هذا الفتى العليل الذي ردّ على الخطيب والأمير وهو أسير ، فرفض يزيد إجابته ، وألحّ عليه الجالسون بالسماح له فلم يجد بدّا من إجابتهم فسمح له ، واعتلى الإمام أعواد المنبر ، وكان من جملة ما قاله :

« أيّها الناس ، أعطينا ستا ، وفضّلنا بسبع : أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين ، وفضّلنا بأن منّا النبيّ المختار محمّدا ( صلّى اللّه عليه واله ) ومنّا الصّدّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسد اللّه وأسد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنّا سبطا هذه الأمّة وسيّدا شباب أهل الجنّة » .

وبعد هذه المقدّمة التعريفية لأسرته أخذ ( عليه السّلام ) في بيان فضائلهم ، قائلا :

« فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي .

أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حجّ ولبّى ، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أسرى ، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى اليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمّد المصطفى ، أنا ابن عليّ المرتضى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا : لا إله إلّا اللّه .

أنا ابن من ضرب بين يدي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بسيفين ، وطعن برمحين ، وهاجر الهجرتين ، وبايع البيعتين ، وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر باللّه طرفة عين .

أنا ابن صالح المؤمنين ، ووارث النبيّين ، وقاطع الملحدين ، ويعسوب المسلمين ، ونور المجاهدين ، وزين العابدين ، وتاج البكّائين ، وأصبر الصابرين ، وأفضل القائمين من آل ياسين ورسول ربّ العالمين .

أنا ابن المؤيّد بجبرئيل ، المنصور بميكائيل ، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، والمجاهد أعداءه الناصبين ، وأفخر من مشى من قريش أجمعين ، وأوّل من أجاب واستجاب للّه من المؤمنين ، وأقدم السابقين ، وقاصم المعتدين ، ومبير المشركين ، وسهم من مرامي اللّه ، وبستان حكمة اللّه ، . . . ذاك جدّي عليّ بن أبي طالب .

أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيّدة النساء ، أنا ابن الطهر البتول ، أنا ابن بضعة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، أنا ابن المرمّل بالدماء ، أنا ابن ذبيح كربلاء ، أنا ابن من بكى عليه الجنّ في الظلماء ، وناحت عليه الطير في الهواء » .

ولم يزل الإمام يقول : أنا أنا حتى ضجّ الناس بالبكاء ، وخشي يزيد من وقوع الفتنة وحدوث ما لا تحمد عقباه ، فقد أوجد خطاب الإمام انقلابا فكريا إذ عرّف الإمام نفسه لأهل الشام وأحاطهم علما بما كانوا يجهلون .

فأوعز يزيد إلى المؤذّن أن يؤذّن ليقطع على الإمام كلامه ، فصاح المؤذن « اللّه أكبر » فالتفت إليه الامام فقال له : « كبّرت كبيرا لا يقاس ، ولا يدرك بالحواس ، لا شيء أكبر من اللّه » ، فلمّا قال المؤذّن : أشهد أن لا إله إلّا اللّه قال الإمام ( عليه السّلام ) : « شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظمي » ، ولمّا قال المؤذّن : أشهد أنّ محمدا رسول اللّه التفت الإمام إلى يزيد فقال له :

« يا يزيد ! محمّد هذا جدّي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت ، وإن قلت : أنّه جدّي فلم قتلت عترته[5] » ؟ !

ووجم يزيد ولم يجر جوابا ، فإنّ الرسول العظيم ( صلّى اللّه عليه واله ) هو جدّ سيّد العابدين ، وأمّا جدّ يزيد فهو أبو سفيان العدوّ الأوّل للنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وتبيّن لأهل الشام أنّهم غارقون في الإثم ، وأنّ الحكم الامويّ قد جهد في إغوائهم وإضلالهم ، وتبيّن بوضوح أنّ الحقد الشخصيّ وغياب النضج السياسيّ هما السببان لعدم إدراك يزيد عمق ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) ممّا أدّى إلى توهّمه بأنّها لن تؤدّي إلى نتائج خطيرة على حكمه .

ولعلّ أكبر شاهد على هذا التوهّم هو رسالة يزيد في بدايات تسلّمه الحكم لواليه على المدينة والتي أمره فيها بأخذ البيعة من الحسين ( عليه السّلام ) أو قتله وبعث رأسه إلى دمشق إن رفض البيعة .

وفي سياق الحديث عن حسابات يزيد الخاطئة نشير أيضا إلى عملية نقل أسرى أهل البيت ( عليهم السّلام ) إلى الكوفة ، ومن ثمّ إلى الشام ، وما تخلّل ذلك من ممارسات إرهابية عكست نزعته الإجرامية ، ولم يلتفت يزيد إلى خطورة الجريمة التي ارتكبها إلّا بعد أن تدفّقت عليه التقارير التي تتحدّث عن ردود الفعل والاحتجاجات على قتله ريحانة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، ولذلك حاول أن يلقي مسؤولية الجريمة البشعة على ابن مرجانة ، قائلا للإمام السجاد ( عليه السّلام ) : لعن اللّه ابن مرجانة ، أما واللّه لو أنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلّا أعطيته إيّاها ، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ، ولكن اللّه قضى اللّه ما رأيت ، كاتبني من المدينة وأنه كلّ حاجة تكون لك[6] .

والتقى الإمام السجاد ( عليه السّلام ) خلال وجوده في الشام بالمنهال بن عمرو ، فبادره قائلا : كيف أمسيت يا ابن رسول اللّه ؟ فرمقه الإمام بطرفه وقال له :

« أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبّحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، أمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّدا منها ، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمّدا منها ، وأمسينا أهل بيته مقتولين مشرّدين ، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون »[7].

وعهد يزيد إلى النعمان بن بشير أن يصاحب ودائع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وعقائل الرسالة فيردّهنّ إلى يثرب[8] وأمر بإخراجهنّ ليلا خوفا من الفتنة واضطراب الأوضاع[9].

 

[1] الارشاد : 2 / 119 و 120 ، ووقعة الطف لأبي مخنف : 168 و 271 ، والعقد الفريد : 5 / 124 .

[2] الحديد ( 57 ) : 22 - 23 .

[3] الشورى ( 42 ) : 30 .

[4] الإرشاد : 2 / 121 ، ووقعة الطف لأبي مخنف : 271 ، 272 .

[5] نفس المهموم : 448 - 452 ط قم عن مناقب آل أبي طالب : 4 / 181 عن كتاب الأحمر عن الأوزاعي : الخطبة بدون المقدمة . والمقدمة عن الكامل للبهائي : 2 / 299 - 302 ، وانظر حياة الإمام زين العابدين للقرشي : 175 - 177 .

[6] تاريخ الطبري : 5 / 462 ، والارشاد : 2 / 122 .

[7] اللهوف في قتلى الطفوف : 85 مرسلا ورواه ابن سعد في الطبقات مسندا عن المنهال بن عمرو الكوفي في الكوفة وليس الشام ، والخبر أكثر من هذا وإنّما هذا مختصر الخبر .

[8] الطبري : 5 / 462 ، والارشاد : 2 / 122 وعنهما في وقعة الطف لأبي مخنف : 272 .

[9] عن تفسير المطالب في أمالي أبي طالب : 93 ، والحدائق الوردية : 1 / 133 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.