أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2022
1414
التاريخ: 16-8-2022
1605
التاريخ: 28-10-2020
1772
التاريخ: 25-5-2018
1959
|
أدوار الجليد في البليستوسين:
من الخطأ الاعتقاد بأن ننظر إلى البليستوسين بأنه كان ثلجية باستمرار، ففي بعض الفترات هبطت درجات الحرارة وتراكم الجليد، واتصفت هذه الفترات بوجود أدوار الجليد Glacial Periods، وبين كل فترة (دور) جليدية وأخري تحسن المناخ وارتفعت درجات الحرارة وتوصف هذه الفترات بأدوار الدفء أو غير الجليدية Interglacial Periods.
وكان لجبال الألب الدور المهم في تصنيف العصر الجليدي وتقسيم أدواره، إذ اكتشفت في تلك الجبال أول آثار ثلاجات العصر الجليدي خارج مناطق تجمع الركامات النهائية End Moraines للثلاجات الحالية، وفيها أيضا أجريت أول الأبحاث والدراسات التي أدت إلى تقسيم العصر الجليدي، وبالتالي أدي الانتهاء بالرأي القائل بوحدة العصر الجليدي Monoglazialismus (جودة حسنين جودة، ۱۹۸۰ ، ص 51). وتتخذ الدراسات التي قام بها كل من الألماني " بينك " A. Penck والنمساوي " بركنر" E. Briieckner في جبال الألب نموذجا كلاسيكية يمكن تطبيقه في معظم مناطق العالم وخاصة في قارات العالم القديم (Chard, 1976, pp. 70-73).
وتتابع أدوار الجليد البليستوسيني من الأقدم إلى الأحدث على النحو التالي:
دور جونز Guenz وتحديده غير واضح، ودور مندل Mindel، الذي استغرق الفترة من 430,000 ق.م. - ۳۷۰,۰۰۰ ق.م. أي قرابة ستين ألف عام. ودور ریس Riss، وطوله نصف دور مندل تقريبا إذ استغرق الفترة من ۱۳۰,۰۰۰ ق.م. - ۰۰۰ر۱۰۰ ق.م. وأخيرا دور فورم Wuerm، وهو أقل أدوار الجليد الأربعة عمرة، إذ استغرق الفترة من 40,000 - ۱۸,۰۰۰ ق.م.، ويعبر الباحثون عن هذا التقسيم للعصر الجليدي في مرتفعات الألب بالتقسيم الرباعي Tetralgzialismus أو بالنظام البنكي نسبة إلي صاحبه، وأسماء هذه الأدوار هي أسماء النهيرات صغيرة تجري في المقدمات الشمالية لجبال الألب.
وبين أدوار الجليد في جبال الألب ظهرت فترات دفء ثلاث هي : جونز - مندل، ومندل - ريس ثم ريس – فورم.
ورغم أهمية هذا التقسيم الأدوار الجليد وأدوار الدفء في جبال الألب فأنه من الخطأ إهمال المحاولات الأخرى لتقسيم أدوار الجليد في مناطق أخري في أوروبا أو العالم ومن هذه المحاولات:
1- كان الألماني " ايبرت " B. Ebert أول من وجه الأنظار عام ۱۹۳۰ إلى فترات باردة سابقة لفترة جليد جونز أطلق عليها فترة الدانوب الجليدية وقسمها إلي ثلاث مراحل، كما أظهر L. Schaefer وجود ۱۲ فترة ومرحلة مستقلة لتقدم الجليد في منطقة إلر - ليش، ووصل العدد الآن إلي أربع عشرة فترة، وسوف تظهر الأبحاث مستقبلا عددا متزايدة من الفترات والمراحل (جودة حسنين جودة، ۱۹۹۰، ص 6).
۲- أمكن الجمع بين أدوار الجليد وأدوار الدفء في تقسيم آخر يضم أربعة عصور هي : العصر الجليدي الأقدم، ويضم الفترات الباردة الجليدية التي سبقت دور جونز وما يحتمل اكتشافه من فترات باردة تتبع أوائل البليستوسين، ثم العصر الجليدي القديم ويشتمل علي دوري جونز ومندل الجليديين وفترة الدفء بينهما، ثم العصر الجليدي الأوسط ويضم فترة الدفء الطويلة فيما بين دور مندل ودور ریس، كما يتضمن دور ریس، وأخيرا العصر الجليدي الحديث ويتضمن الفترة الدفيئة الأخيرة فيما بين دوري ریس وفورم، كما يتضمن دور فورم الجليدي (جودة حسنين، ۱۹۹۰، ص 6-7). ويعتمد هذا التقسيم على أساس أن لكل دور من أدوار الجليد أو بالنسبة لفترة الدفء النسبي الذي سبقته أو التي أعقبته أحوال مناخية لم تكن دائما ثابتة، بل كانت تطرأ عليها بعض الذبذبات في الحرارة التي تؤثر علي سرعة زحف الجليد أو انحساره خلال الدور الواحد أو حتي الفترة الدافعة الواحدة.
3- ظهر تقسيم آخر لأدوار الجليد في شمال أوروبا، فأراضي هذا القسم من القارة كانت مجالا للنحت واكتساح الجليد، لهذا فهو لا يحوي من مخلفات الجليد سوي ركامات التراجع الخاصة بالفترة الجليدية الأخيرة (فورم) أي مخلفات أدوار العصر الجليدي. ولهذا يأتي تقسيم العصر الجليدي في شمال أوروبا من واقع المناطق التي كانت عن هوامش الجليد البليستوسيني .
ففي شمال ألمانيا أمكن التعرف على ثلاث فترات (أدوار) جليدية هي من الأقدم إلى الأحدث: ألستر Elstre، وسالي Saale وفايكسل Weichsel، وهي أسماء لنهيرات صغيرة تجري في شمال ألمانيا. وتقسم الفترة الأخيرة أحيانا إلى عدد من المراحل الجليدية. أما عن فترات الدفء بين هذه الفترات الجليدية الثلاث فكانت غير واضحة، وإن كان قد عثر على أدلة فترة دفيئة تفصل بين فترتي سالي وفايكسل الجليديتين، وذلك بالقرب من نهر الهافل وحول نهر الاودر، كما عثر علي أدلة أخري تنسب إلي الفترة الدفيئة الأخيرة ترتكز على تكوينات الفترات الجليدية الثلاث في شمال هانوفر وأراضي نهر الامز.
وقد حاول بعض الباحثين الربط بين أدوار الجليد في شمال ألمانيا ومثيلتها في مرتفعات الألب، غير أن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج إيجابية ملموسة، إذ أن المراحل الجليدية في شمال ألمانيا لا تمثل سوي حدود الجليد أو أدوار توقف أو سكون للغطاء الجليدي.
وتشير الدراسات الجيولوجية والجيومورفولوجية الجليدية إلى إمكانية توسيع النظام الثلاثي في تصنيف العصر الجليدي في شمال أوروبا، إذ أظهرت شواهد عديدة عثر عليها حدوث فترات جليدية أقدم كما هي الحال في نظام البحر البلطي، إذ عثر علي ركامات تدل على حدوث فترة جليدية أقدم من فترة الستر الجليدية سميت بفترة " البلطي الجليدي ". وهناك أدلة عديدة أمكن العثور عليها أيضا في النطاق الواقع في جنوب بحر الشمال تشير إلى حدوث فترات جليدية قديمة سابقة الفترة الستر الجليدية وإن بدت غير واضحة وتحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث التأكيد حدوثها (جودة حسنين، 1980، ص105).
وإجمالا يمكن القول بان جميع الأدوار الجليدية في قارة أوروبا قد تشابهت في نظام انتشارها إذ بدأت جميعها من مرتفعات اسكينديناوة وامتدت نحو الشرق المسافات طويلة ونحو الجنوب حتي دائرة 50 شمالا وأحيانا إلى دائرة 40 شمالا.(شكل ۱-۱).
4- استطاع الجليد البليستوسيني في قارة أمريكا الشمالية أن يتراكم ويزحف في شكل غطاء عظيم، غطي القسم الشمالي من القارة، وامتدت منه ألسنة نحو الجنوب، وقد خلصت معظم الدراسات التي أجريت علي المناطق التي تأثرت بالجليد ومناطق الهوامش إلى وجود أربعة أدوار جليدية مرت بها القارة في البليستوسين، واتخذت هذه الأدوار مسمياتها من أسماء ولايات أو بعض المواقع في كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتتابع الأدوار الجليدية في أمريكا الشمالية من الأقدم إلى الأحدث على النحو التالي:
دور نبراسكا Nebraskan، ودور كإنسان Kansan، ودور اللينوي Illionian وأخيرا دور ويسكونسن Wisconsin، وقد أضاف البعض إلى تلك الأدوار الأربعة دور آخر باسم " أيوان "(1)، كما أن البعض الآخر لا يعترف بفترة نبراسكا، ويطلق علي هذه الدور في بعض الأحيان ما قبل الكانسان Pre-Kansan.
وتختلف فترات الدفء التي تخللت أدوار الجليد في قارة أمريكا الشمالية عن مثيلاتها في قارة أوروبا، إذ أمكن تمييزها بوضوح وأطلق عليها أسماء محددة وواضحة، فالفترة الدفيئة بين دوري جليد نبراسكا وكانسان عرفت بفترة أفتونیان Aftonian، والثانية بين جليد كانسان وجليد اللينوي بفترة يارموث Yarmouth وهو مكان في ولاية أيوا الأمريكية lewa، أما فترة الدفء الأخيرة فتعرف بسانجامون Sangamon. وتمتاز تكوينات الفترات الدفيئة في قارة أمريكا الشمالية بوفرة وجودها، وهي عبارة عن تكوینات نباتية متفحمة، وإرسابات رملية وحصوية تحتوي علي حفريات لحيوانات محبة للدفء، تدل على نوع المناخ الذي ساد القارة في وقت وجودها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|