أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/9/2022
948
التاريخ: 7/9/2022
916
التاريخ: 12/9/2022
1044
التاريخ: 11/9/2022
2659
|
على الرغم من هذه البدايات الواعدة في تطور علم الجيومورفولوجيا عند القدامى، فان بناء صرح هذا العلم قد استمر بعد ذلك في يزيد على ألف سنة. وما من شك في أن جذوره تتواجد فيما تركه الاقدمون من حصيلة علمية قيمة. لا فيما تركه بحاث العصور الوسطى التي امتدت حتى القرن الخامس عشر، تلك العصور التي أظلمت علميا, وتوقف اثناءها البحث في العلوم الطبيعية او كاد. ومع ان الاقدمين قد اتبعوا مناهج ووسائط بحث قيمة، كالدراسة المقارنة والبحث عن السبب ومعرفة الاصل والعلة مستندين على حصيلة الملاحظة الدقيقة والمشاهدة المدققة، فأننا لا نجد فيما تركوه من تراث علمي أية محاولة واضحة للكشف عن البناء الجيولوجي، وعن فكرة التطور. ومن الممكن ان ندخل القوى التي اقترحوها لاصل نشأة الاشكال الارضية ضمن نظرية الطفرة اي التغير المفاجئ لتضاريس سطح الارض.
ومع ذلك فأننا لا ينبغي ان نقلل من قدر دراسة جغرافية البلدان التي قام بها كل من هيكاتيوس ، وهيردوت، وبيثياس (القرن الرابع قبل الميلاد – جغرافي وملاح وعالم فلك يوناني ارتاد شواطئ أوروبا الاطلسية) وبولايبيوس (مؤرخ وجغرافي يوناني عاش فيما بين 200 – 118 ق.م)، واسترابو. ولكن كانت تنقص هؤلاء جميعا الخريطة الجغرافية، التي تصلح للدراسات الجيومورفولويجة.
ويمكن القول بأن المعرفة الجيومورفولوجية الحقيقة عند هؤلاء الاقدمين، تتواجد على الخصوص في المحيط العام الذي يضم المعارف الطبيعية، في مثل أسفار أرسطو، ونعلى وجه التحديد كتابه (المتيورولوجيا) وفي مؤلف استرابو (الجغرافيا)، وفي الكتاب الثاني من مؤلف بلينيوس (التاريخ الطبيعي), في كتاب (المسائل الطبيعية) للعالم سنيكا. ونكل هذه المؤلفات تعتبر (دوائر معارف) للجغرافيا الطبيعية عند هؤلاء العلماء القدامى.
ونقد اقتصرت الجغرافيا الطبيعية في العصور الوسطى على الاقتباس من معارف الاقدمين وأفكارهم، أضافة الى الاعتماد على ما جاء في الانجيل من معرفة طبيعية، كانت تعتبر كاملة صادقة لا تقبل الجدل. ولهذا فان فكرة التطور لم تكن مقبولة، بل لم يكن يسمح بإعلانها فضلا من اعتناقها والاخذ بها في الدراسات الجغرافية الطبيعية. وفي العصور الوسطى ساد الاعتقاد بالاختلاف في مناسيب الحبار، وان كان البعض قد نادى ولو نظريا بخطئه مثل ألبرت الكبير (1200-1280 م) الفيلسوف اللاهوتي الالماني، وحظيت فكرة اتصال الانهار الجوفية بالانهار السطحية بالانتشار، كما أضحت فكرة اعتبار (مياه الجنة) منبعا لكل الانهار مقبولة. لكن عادت المعتقدات القديمة الخاصة بتغذية البحار والمحيطات للأنهار بالمياه، الى الظهور والشيوع بالتدريج مرة أخرى، اضافة الى احياء الافكار الاخرى الخاصة بالمجاري الباطنية، والى ما ذكره البرت الكبير من تبخر مياه البحار، وسقوط الامطار، ونفاذ المياه الى جوف الارض، وتجمعها في مخازن جوفية كبيرة، وظهورها على السطح في عيون وينابيع.
ودون الخوض في ذكر تفاصيل معارف الجغرافيا الطبيعية في العصور الوسطى في أوربا يمكننا اختيار مؤلفين يمثلان تلك العهود المظلمة الطويلة. الأول اسودورس هيسبالينسيس وهو مجرد جامع للمعلومات الطبيعية، خصص سبعة أجزاء من مؤلفاته العشرين لذكر المعار ف الشائعة والخاصة بالهيدروجرافيا، واليابس، والجزر، والجبال، والبراكين، والزلازل. اما الثاني فهو ألبرت الكبير الذي يعد باحثا أعمل الفكر في تفسير الظواهر و الاشكال الارضية، وان المنفردة من خلق الزلازل. والجبال عنده على انواع منها الصخرى الصلد، ومنها المكون من التوفا، ومنها الحصوى التركيب المحتوى على أصداف وقواقع مما يدل على بنائه البحري. وهنا يعتقد البرت الكبير بوجود دورة للغلاف المائي حول الكرة الارضية، سببها حركة النجوم في السماء، وهي الاصل في تشكيل سطح الارض. فالجبال والوديان انعكاس لتبادل تكوين البحار وزوالها. ولعل في هذا ايحاء بعمليات الهبوط والارتفاع في قشرة الارض.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|