ينجم عن تشكيل الأسرة بروز مجموعة من الحقوق والواجبات التي يتعهد بموجبها كل من الزوج والزوجة ازاء بعضهما ويمسي كل منهما مسؤولاً عن اداء اعمال معينة واتباع سلوك خاص. وهذه الحقوق لها طرفان ويمكن دراستها من جانبين مختلفين؛ احداهما من حيث الزوجة في مقابل الزوج والاخرى من حيث الزوج في مقابل الزوجة.

اما ما يتعلق بالزوجة فصيانة عفافها وايمانها في مقابل ذاتها ومقابل زوجها، والاهتمام بجمال البيت وشموله بالعطف والحنان وادارة شؤونه والعناية بالاطفال، وايجاد السكينة والاستقرار لها وللزوج، والمحافظة على اموال البيت وممتلكاته، واخيراً تحفيز الزوج على العمل والنشاط وتوفير ملاذ له في معترك الحياة.

فالمرأة، وبالاضافة إلى كونها زوجة، فهي بمثابة الأم لزوجها أيضاً، تعينه في اوقات الشدة وساعات اليأس.

فقد ورد في سيرة الامام علي عليه السلام انه حينما عمدت بعض الفئات إلى ابعاده عن الساحة السياسية آنذاك، وحينما كانت الآلام والهموم تحاصره من كل صوب، كان يقول:

لقد حان وقت الذهاب إلى فاطمة لأتحدث معها واستشعر السكينة.

اما بخصوص واجبات الزوج في مقال الزوجة فيمكن القول انها تتمثل في ادارة جميع شؤون الحياة العائلية واحترام الزوجة وتوفير مستلزماتها المادية والروحية. وفي ضوء هذه الحقوق والواجبات يستطيع الزوجان الانطلاق في حياتهما المشتركة صوب التكميل والتكامل والاتجاه نحو تربية الذرية الصالحة.