أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2022
1780
التاريخ: 14-8-2022
1187
التاريخ: 19/11/2022
893
التاريخ: 25-5-2021
2579
|
المعركة على الجزيرة رقم 10
تولى الجنرال جون بوب John Pope قيادة جيش اتحادي قوامه 20000 جندي، يدعمهم الأسطول النهري الاتحادي بقيادة الضابط فوت Nevin 1994) Foote)، وسارت هذه القوة المشتركة لتنفيذ مهمة فتح الامتداد الشمالي لنهر الميسيسبي إلى ممفيس. ولم يكن هذا النوع من العمليات غريبة على فوت؛ فقد كان قائدة بحرية نجح في الاستيلاء على حصتي هنري ودونلسون بالإضافة إلى حصن جرانت في فبراير 1862_Catton) (1989. ومع أن تعداد القوات الاتحادية فاق عدد المتمردين، فإن اجتماع التحصينات مع المزايا الجغرافية شكل عقبات مادية هائلة. والطريق البري العملي الوحيد إلى الحصن كان على طول الضفة الغربية لنهر الميسيسبي عبر نيو مدريد، ولكن للوصول إلى الحصن، كان جيش بوب بحاجة إلى وسائل نقل لعبور الميسيسبي وزوارق حربية لإسكات المدافع على شاطئه. ولكن التحصينات القوية على الجزيرة رقم 10 حالت بين الجيش الاتحادي والأسطول النهري.
وبدأت المعركة جيدة بالنسبة إلى بوب، فقد استولى على نيو مدريد في 14 مارس، وأراد إرسال جنوده عبر النهر جنوب الجزيرة رقم 10 لتطويق حاميتها والاستيلاء عليها (1897 Dodge). إلا أن هذا كان صعبا لأن الجزيرة رقم 10 ستبقى آمنة مالم يعبر النهر بسبب بقاء سبيلين مفتوحين لإمداد المتمردين وفرارهم. وقرر الضابط فوت من جهته أنه من الخطير جدا أن يضع زوارقه المدرعة ووسائل نقله في مرمى نيران المدفعية الثقيلة للحصن (1884Official Records). واقتضت خطة فوت شن عملية قصف بعيد المدى (انظر الشكل 8-6)، ولكن سرعان ما تبين أنها عملية غير مجدية (1884Official Records).
في هذه الأثناء، قامت قوات مشاة الجنرال بوب بعدة محاولات لعبور النهر، ولكنها لم تحقق نجاحا يذكر. وبعد عدة أسابيع، تعب بوب من عملية القصف غير المجدية التي يشنها فوت، وقرر أن يحاول وضع خطة جديدة لتجاوز الجزيرة، فقضت خطته بفتح قناة عبر قاعدة التعرج المغمور بالمياه شمالي المنعطف الذي يكون على شكل حرف "s" (انظر الشكل 5-8). ومن ثم، فإن القناة المقترحة ستصل بشكل مباشر النهر من المنطقة الواقعة بين الجزيرتين 8 و9، ونيو مدريد. وهذه الطريق المختصرة ستستفيد من جغرافية التعرج لتجاوز الجزيرة بوسائل المواصلات اللازمة لعبور النهر (1883The War of Rebellion).
وقام المهندسون وفوج من المشاة بحفر القناة عبر الحقول المغمورة بالمياه والأراضي المنخفضة المتشابكة، واخترعوا أدوات مبتكرة لقطع الأشجار تحت مستوى مياه الفيضان (1883The War of Rebellion). وفي نهاية المطاف حفر نحو 600 جندي قناة بعرض 50 قدما، وطول 8 أميال في غضون ثلاثة أسابيع. وأخيرة، وفي يوم 4 إبريل، تم اختراق الحاجز الواقع فوق الجزيرة رقم 9، وركبت زوارق النقل موجة الفيضان بسلام نحو نیو مدريد. وفي الوقت ذاته، نجحت اثنتان من سفن الاتحاد المدرعة في العبور لي" متجاوزة مدفعية الجزيرة رقم 10. وأصبح الجنرال بوب يمتلك الوسائل النقل جيشه والمدافع الكبيرة الموجودة على السفينتين المدرعتين "كاروندلت" و"بيتسبرغ" عبر النهر لدحر المدفعية الموجودة على الشاطئ وتغطية عبوره للنهر (1897 Dodge).
بدأت الحملة للاستيلاء على الجزيرة رقم 10 من الخلف بشكل جدي. وفي 6 إبريل، قامت السفن المدرعة بتطهير مدفعيات المتمردين على شاطئ تينيسي، وتلك الموجودة قبالة بوينت بليزنت (انظر الشكل 8-5). وهاجمت السفينتان المدرعتان: "كاروندلت" و"بيتسبرغ"، رصيف واطسون في صباح 8 إبريل، ثم غطت عبور جيش بوب إلى الضفة الشرقية للنهر. وسرعان ما قامت قوات بوب بإغلاق منافذ الهروب من خلال الاستيلاء على تيبتونفيل والبرزخ الضيق بين الميسيسبي وبحيرة ریلفوت. وفي الظهيرة، كانت حامية الجزيرة رقم 10 معزولة، وفي الساعة 21:00 استسلم كثير منهم. وفي وقت مبكر من يوم 8 إبريل (بعد نهاية معركة شيلوه مباشرة)، استسلمت آخر القوات الكونفيدرالية أمام جنود بوب (1994 Nevin). وكان ذلك انتصارا مذهلا، قام خلاله جيش الاتحاد بعكس اتجاه المزايا الجغرافية للأرض وأجبر القوات الكونفيدرالية على الاستسلام. ووقع في الأسر أكثر من 5000 جندي كونفيدرالي، بالإضافة إلى الاستيلاء على أكثر من 100 مدفع وكمية هائلة من الذخيرة (1958 Foote). ولم يكن الثمن الذي دفعته القوات الاتحادية لسحق ركيزة الجناح الأيسر للقوات الكونفيدرالية في الغرب باهظة ؛ إذ إنها لم تخسر إلا عدد قليلا جدا من جنودها.
موجز العوامل الجغرافية
لا شك في أن الجغرافيا كان لها أثر عميق في المعركة من أجل الجزيرة رقم 10. ويبدو أن الأرض المغمورة بالمياه وتعرجات نهر الميسيسبي منحت القوات الكونفيدرالية حصنا مثالية وشبه منيع ضد الهجمات البرية. فقد كانت قناة النهر واسعة وفي أعلى مستوياتها منذ سنوات. ولكي تعبر نهر الميسيسبي، احتاجت قوات مشاة الجنرال بوب إلى وسائل النقل التي كانت محتجزة على الجانب الآخر من التعرج. ولمساعدة بوب، اضطر قادة البحرية الاتحادية إلى مقارعة التيارات القوية والحواجز الرملية بالإضافة إلى محاربة التحصينات الهائلة. ومن هنا، فقد أضفى التعرج خدعة جغرافية شيطانية على خطة الاتحاد الساعية للاستيلاء على الحصن، لأن وسائل المواصلات الحساسة بقيت محصورة شالي الجزيرة لا يفصلها عن نيو مدريد سوى 10 أميال، حيث بقي جنود المشاة من دون حراك. وتمكن قادة قوات مشاة الاتحاد من الحراك فقط حول محيط الحصن، حيث صدتهم الأرض المنخفضة التي تغمرها مياه النهر. ولم يكن بالإمكان الوصول إلى الجزيرة رقم 10 إلا من طريق واحد عبر تیبتونفيل، وهنا تكمن إحدى مفارقات هذه المعركة. فحالما حصل جنود بوب على موطئ قدم على طول ضفة ميسوري، انعكس تأثير هذه المزية الجغرافية، وأصبح طريق الدخول الوحيد عبر تیبتونفيل هو نقطة ضعف المدافعين.
من الواضح أن نهر الميسيسبي كان أهم تأثير جغرافي في المعركة. فقد شكل موقعه واتجاهه المتعرج لغزة تكتيكية فريدة لجيش الاتحاد. وعلاوة على ذلك، كان موقع الجزيرة رقم 10 في قاعدة التعرج موقعة محصنة بالنسبة للمتمردين؛ لأن التيار النهري من شأنه أن يجبر سفن الضابط فوت الحربية الثقيلة على الوقوف بشكل مباشر قبالة بطاريات المدفعية الموجودة على النهر (انظر الشكل 8-5). وتفاقمت هذه المشكلة؛ لأن فيضان النهر كان في أعلى مستوى له في تاريخه حتى ذلك الحين (1883The War of Rebellion). وأدى ارتفاع منسوب المياه إلى توليد تيار قوي جدا بحيث اضطرت سفن الاتحاد المدرعة إلى الرسو على الشاطئ لأن محركاتها لم تكن قوية كفاية للحفاظ على موقعها في النهر. إلا أن أكبر مشكلة واجهها الضابط فوت كانت اتجاه التيار، فعند حصتي هنري ودونلسون، تدفقت الأنهار باتجاه الشمال، ومن ثم، فإن أي سفينة تتعطل بفعل إصابتها بقذيفة ستنجرف إلى الوراء باتجاه خطوط الاتحاد. وعند الجزيرة رقم 10 كان الوضع معكوسا، حيث اضطر الضابط فوت أن يتعامل مع تيار ذي اتجاه جنوبي، سيجرف أي سفينة معطلة باتجاه الجنوب ويجعلها في متناول القوات الكونفيدرالية. وأدى هذا العامل دورة أكثر من أي عامل آخر في جعله يعتمد على قصف الجزيرة قصفة بعيد المدى، ولكنه ضعيف على ما يبدو (1883The War of Rebellion).
كانت الضفاف المغمورة بالفيضان والمستنقعات تشكل عامل أمان رئيسيا للقوات الكونفيدرالية المحتشدة على الجزيرة رقم 10. وكان الهجوم من النهر من ناحية ولاية تینیسي غير وارد بسبب المستنقعات غير السالكة. وقد تعززت هذه الأرض المغمورة ببحيرة ریلفورت التي ارتبطت مع نهر الميسيسبي على بعد نحو 14 ميلا نحو الجنوب، ولم يكن من السهل عبور بحيرة ریلفوت لأنها كانت مغلقة تماما. بالإضافة إلى ذلك، فقد أحبطت أيضأ الجهود التي بذلها بوب لاحتلال المنعرج المقابل للجزيرة رقم 10 بفعل الأرض المغمورة بالفيضان والمستنقعات العميقة (1883The War of Rebellion).
لكن الأمان الذي وفرته الأرض المغمورة بالفيضان المجاورة للنهر وأسلوب الطريق الواحد سرعان ما استحال ضررا كبيرا للقوات الكونفيدرالية. فبعد الاستيلاء على نیو مدريد يوم 14 مارس، وضع الجنرال بوب المدفعية في ريدلز بوينت على طول جنوب الحاجز الطبيعي (انظر الشكل 8-5)، مما أدى في نهاية المطاف إلى عكس تأثير المزية النسبية التي أتاحتها التضاريس، وكانت مهمة لسببين: الأول، أن بطاريات مدفعية الاتحاد في ریدلز بوينت سيطرت على النهر عند الجزيرة رقم 10، ومنعت تقريبا عمليات إعادة التزود بالإمدادات بوساطة المراكب النهرية، وأنها أجبرت المتمردين على سحب أسطول زوارقهم الحربية الصغير من المنعطف النهري، مما سهل لاحقة مرور سفن الاتحاد المدرعة مساء يومي 5 و6 إبريل (1996 Coombe). ثانيا، سيطرت مدفعيات ريدلز بوينت على الطرق البرية إلى تيبتونفيل من الجنوب. وبما أن الأرض جنوبي تيبتونفيل كانت مغمورة بالمياه، فلم يكن هناك مجال للحركة إلا على طريق مرتفعة وحيدة أو على طول الحاجز الطبيعي الذي كان هدفا سهلا ضمن مدى مدفعية قوات الاتحاد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|