أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2021
2933
التاريخ: 2-06-2015
1804
التاريخ: 4-2-2016
2145
التاريخ: 4-12-2015
2236
|
على عكس «التوراة» الموجود اليوم والتي صوّرت «سليمان» أحد السلاطين الجبابرة وباني معابد الأوثان الضخمة ومستهتر النساء (1) ـ يعدّ القرآن الكريم «سليمان» من أنبياء الله العظام ونموذج للحكومة والقدرة المنقطعة النظير ، وقد أعطى القرآن الكريم بعرضه البحوث المختلفة المتعلّقة بسليمان دروساً للبشر هي الأساس من ذكر قصّته.
قرأنا في هذه الآيات الكريمة ، أنّ الله تعالى أعطى لهذا الرّسول العظيم مواهب عظيمة ، فمن وسيلة النقل السريعة جدّاً والتي إستطاع بواسطتها التنقّل في مملكته الواسعة في مدّة قصيرة ، إلى المواد المعدنية المختلفة الكثيرة ، إلى القوى العاملة الفعّالة الكافية لتصنيع تلك المعادن.
1 ـ في الحالة الاُولى يكون إعراب الآية كما يلي : «تبيّنت» فعل و «الجنّ» فاعل وجملة «أن لو كانوا ...» في محلّ مفعول به ، وفي الحالة الثّانية «تبيّنت» فعل و «أمر الجنّ» فاعل ثمّ حذف المضاف وأصبح «المضاف إليه» في محلّه ، وأن لو كانوا ... بيان وتوضيح للجملة. وقد قام سليمان (عليه السلام) بالإستفادة من المواهب المذكورة ، ببناء المعابد الضخمة ، وترغيب الناس بالعبادة ، وكذلك فقد نظّم برامج واسعة لإستضافة أفراد جيشه وعمّاله وسائر الناس في مملكته. ومن الأواني التي مرّ ذكرها يمكننا تخيّل أكثر من ذلك.
وفي قبال ذلك طالبه الله تعالى بأداء الشكر على هذه النعم ، مع تأكيده سبحانه على أنّ أداء شكر النعم يتحقّق من فئة قليلة نادرة.
ثمّ اتّضح كيف أنّ رجلا بكلّ هذه القدرة والعظمة كان أمام الموت ضعيفاً لا حول له ولا قوّة ، بحيث فارق الدنيا فجأةً وفي لحظة واحدة. نعم .. كيف أنّ الأجل لم يعطه حتّى فرصة الجلوس أو الإستلقاء على سريره. ذلك حتّى لا يتّوهم المغرورون العاصون حينما يبلغون مقاماً أو منصباً أن قد أصبحوا مقتدرين حقيقة ، فإنّ المقتدر الحقيقي الذي كان الجنّ والإنس والشياطين خدماً بين يديه ، والذي كان يجول في الأرض والسماء وقد بلغ قمّة الهيبة والحشمة .. ثمّ في لحظة قصيرة فارق الدنيا.
وإتّضح كذلك كيف أنّ عصاً تافهةً ، أقامت جثمانه مدّة ، وجعلت الجنّ يعملون بجد وإجتهاد وهم يلحظون جثمانه الواقف أو الجالس. ثمّ كيف أسقطته الأرضة على الأرض ، وكيف إضطربت بسقوطه الدولة بكلّ مسؤوليها. نعم ، عصاً تافهة أقامت دولةً عظيمة ، ثمّ حشرة صغيرة أوقفت تلك الدولة!!
الجميل هو ما ورد في الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) إذ قال : «أمر سليمان بن داود الجنّ فصنعوا له قبّة من قوارير فبينا هو متكيء على عصاه في القبّة ينظر إلى الجنّ كيف ينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبّة قال له : من أنت ، قال : أنا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك أنا ملك الموت. فقبضه وهو قائم متكيء على عصاه في القبّة والجنّ ينظرون إليه. قال : فمكثوا سنة يدأبون له حتّى بعث الله عزّوجلّ الأرضة فأكلت منسأته ـ وهي العصا ـ فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين» الحديث (2).
ويجب أن نذكّر هنا أيضاً ، بأنّ قصّة النّبي سليمان (عليه السلام) ككثير من قصص الأنبياء ، إختلطت مع الأسف بروايات كثيرة موضوعة وخرافات شوّهت صورة هذا النّبي العظيم ، وأكثر هذه الخرافات أخذت من التوراة الرائجة اليوم ، ولو إقتنعنا بما ورد في القرآن الكريم حول هذا النّبي لما واجهتنا أيّة مشكلة.
_____________________
1- التوراة ، كتاب الملوك الاول ، الفصل 11و12 .
2 ـ تفسير البرهان ، ج3 ، ص345 ، علل الشرائع ، طبقاً لنقل الميزان ، ج16 ، ص391.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|