- نمط الزراعة المدارية (Tropical Agricultur):

يعد هذا النمط أهم ظاهرة حضارية تميز البيئات المدارية الحارة الموسمية ، و شبة المدارية في أفريقيا وأسيا وأمريكا الوسطى وجزر الهند الغربية، حيث تقوم الزراعة المتخصصة على نطاق كبير وعلى اساس علمي. خريطة (خريطة 15) وقد تشات هذه المزارع في المناطق المدارية على يد الأوروبيين حيث اقيمت مزارع كبيرة المساحة معتمدة على رؤوس الأموال الخاصة بالأفراد والشركات والخبرات والأساليب الزراعية المقدمة الأوروبية في هذه المناطق، إذ لا يمكن زراعة هذه المحاصيل خارج هذا النطاق  تزرع في هذه المزارع أو هذا الإقليم كثير من الغلات مثلى الأمن والكاكاو ونصبه السكر والمطاط والقطن وزيت النخيل، كما تخصص بعض المساحات في هذا النمل لزراعة أو إنتاج الغذاء العمال، وتهدف المزارع هنا باتساعها وقلة السكان فيها صورة (8) ولكون هذه المزارع تحتاج إلى رؤوس أموال وخبرات فنية علمية خاصة لذا فان هذه المزارع تدار من قبل الأوروبيين في البداية أصحاب الخبرة في هذا المجال، لكن بعد حصوله أغلب الدول على استقلالها السياسي أصبحت هذه المزارع تدار من قبل السكان المحلين أو المشرفين الوطنيين. إلا أن تمويلها في بعض الدول لا يزال من قبل الأوروبيين تتشابه هذه المزارع مع المزارع الموجودة في إقليم الزراعة الواسعة من حيث ان اغلب الإنتاج يذهب للأسواق العالمية، لكنه بصورة عامة يتصف بضعف المرونة، وسبب ذلك أن أغلب المحاصيل هنا هي من نوع الشجري الذ يحتاج إلى فترة طويلة لكي يبدأ في الإنتاج. أزدهر هذا النوع من المزارع في القارة الآسيوية إذ كانت اوروبا تستورد عدة محاصيل هامة مثل البن من سيلان والهند والسكر من جاوة حتى منتصف القرن التاسع عشر. وبعد التغير الذي حصل بعد فتح قناة السويس 1869م وتقصير مسافة الرحلات البحرية. زاد الاهتمام بأنشاء هذه المزارع في آسيا مستفيدة من توفر الأيدي العاملة الرخيصة والمساحات الواسعة الموجودة في هذه القارة معتمدة على رؤوس أموال أوربية من بريطانيا أو فرنسا.

أما القارة الأفريقية فقد كان لها نصيب من هذه المزارع على الرغم من تأخرها، وهي تنتج الأن ما يقارب 16٪ من المحاصيل المدارية المصدرة. وبع الغاء قوانيين تجارة العبيد مع توفر رؤوس الأموال قام المستعمرون الأوروبيين في إنشاء هذه المزارع مستفيدين من توفر الأيدي العاملة الموجودة في القارة . فأقام الألمان الكثير من المزارع لا سيما في الكاميرون وعمل الفرنسيين مثلهم في السنغال. وأقام البريطانيون مزارعهم الخاصة في جنوب نيجيريا وكينيا وغانا.