المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تحرّك مسلم بن عقيل نحو الكوفة  
  
1832   04:29 مساءً   التاريخ: 16-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص156-158
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3877
التاريخ: 25-3-2016 3801
التاريخ: 17-3-2016 3582
التاريخ: 19-10-2015 4718

لقد أكّد المؤرّخون أنّ الإمام الحسين ( عليه السّلام ) أرسل مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبد اللّه السلولي وعبد اللّه وعبد الرحمن ابني شدّاد الأرحبي إلى الكوفة ، بعد أن أمره « بالتقوى وكتمان أمره واللطف بالناس ، فإن رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجّل إليه بذلك »[1].

وفي النصف من شهر رمضان انطلق مسلم من مكة نحو الكوفة ، فعرّج على المدينة فصلّى في مسجد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وودّع من أحبّ من أهله وواصل مسيره إلى الكوفة .

وتعدّدت أقوال المؤرّخين بشأن المكان الذي نزل فيه مسلم بن عقيل بعد أن وصل إلى الكوفة ، فثمّة من قال : إنّه نزل في دار المختار بن أبي عبيدة[2] ، وقيل : نزل في بيت مسلم بن عوسجة[3] ، وقيل : في بيت هانيء بن عروة[4].

وعندما علم الكوفيّون بوصول مبعوث الحسين ( عليه السّلام ) إلى مدينتهم ؛ ازدحموا للقائه وبيعته ، وحسب قول بعض المؤرّخين فقد أقبلت الشيعة تختلف إليه ، فلمّا اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السّلام ) وهم يبكون وبايعه الناس ، حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا[5].

رسالة مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين ( عليه السّلام ) :

ظلّ مسلم بن عقيل يجمع القواعد الشعبية ويأخذ البيعة للإمام ( عليه السّلام ) وتوالت الوفود تقدم ولاءها ، والجماهير تعلن عن استبشارها . وقد لا حظنا كيف أنّ الناس كانوا يبكون وهم يسمعون مسلما يقرأ عليهم رسالة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) التي فيها يحيّيهم ، ويعلن استعداده للقدوم إليهم وقيادة الثورة على الحكم الطاغي .

وبعد أن لاحظ مسلم كثرة الأنصار ؛ بادر بالكتابة إلى الإمام ( عليه السّلام ) ناقلا اليه صورة حيّة للأحداث والوقائع التي تجري أمام عينيه في الكوفة ، وقيّم له الموقف وأعرب عن تفاؤله وسأله القدوم .

وقد جاء في رسالة مسلم للإمام ( عليه السّلام ) : « أمّا بعد ، فإن الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا ، فعجّل حين يأتيك كتابي ، فإنّ الناس كلّهم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى »[6].

 

[1] الفتوح : 5 / 36 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 196 .

[2] الإرشاد : 2 / 41 ، وإعلام الورى : 1 / 437 .

[3] الإصابة : 1 / 332 .

[4] تهذيب التهذيب : 2 / 349 .

[5] الإرشاد : 2 / 41 ، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 90 ، وتذكرة الخواص : 220 .

[6] حياة الإمام الحسين : 2 / 348 ، عن تأريخ الطبري : 6 / 224 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.