المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

هل كانت ثورة الحسين (عليه السّلام) ناجحة ومحقّقة لأهدافها ؟
24-6-2019
أين يصنع العسل؟
7-10-2014
مواراة جثمان النبي المقدّس
10-10-2017
مفهوم النينو وكيفية حدوثه
2-1-2016
تفسير ظاهرة المد والجزر عند جورج آيري
2023-07-17
Theodorus,s Constant Digits
2-4-2020


علاقات الأبوين مع بعضهما  
  
1280   08:20 صباحاً   التاريخ: 6-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص15 ـ 17
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2238
التاريخ: 16-3-2022 2171
التاريخ: 12-7-2018 1649
التاريخ: 2023-04-18 1064

ان العلاقات العائلية في المجتمعات الصناعية في العصر الحاضر مصيرها الى الانهيار، ولو كانت هناك علاقات فهي في اكثر الحالات علاقات ترتبط بالعمل فقط، وليست علاقات عاطفية وقلبية، وقد سرى ذلك تدريجياً الى سائر المجتمعات بسبب نفوذ الثقافة الغربية اليها، بنحو آل أمر العلاقات العائلية في المدن الكبيرة من مجتمعنا الى نوع من الانحلال، وصار الحوار فيها من جانب واحد، حيث يلاقي الانسان في تفاهمه مع الآخرين صعوبات شتى، اذ أن الأب والام وسائر افراد العائلة كل واحد منهم مشغول بعمله، فصارت فرص المجالس العائلية قليلة جداً هذا ومن جهة اخرى فإن التلفزيون في برامجه المتنوعة له الاثر الخطير في الحد من العلاقات بين افراد العائلة، إذ حتى لو تهيأت فرصة - ولو يسيرة في مناسبات معينه - لأفراد العائلة فالعلاقات فيها تكون ناقصة، لعدم إدراك بعضهم أحاسيس ومشاعر البعض الآخر، ولذا تكون علاقاتهم من جانبٍ واحد، فتصاب علاقات الام والأب بنوع من التوتر العاطفي، فهم في الظاهر معاً. إلا أن أكثر تلك العلاقات تتجاوز كونها علاقات سطحية، قبل أن تكون علاقات عاطفية وودّية، إذ أن كل واحد من الأبوين غارق الى أم رأسه في مشاكله، ويحاول التخلص منها بأي نحو كان. فالآباء في أعمالهم اليومية يواجهون مختلف الضغوط النفسية، وعندما يحصلون على فرصة لاستراحتهم ويعودوا الى منازلهم، تراهم قليلاً ما يتكلمون أو يستمعون لحديث الآخرين، وإذا أرادوا شيئاً يستعينوا بجملٍ مقطعةٍ وناقصة، أو كلمات مفردة، كقولهم مثلاً: طعام، أي اجلبوا لنا الطعام، أو شاي وفي هذه الاثناء، ترى الزوجة تنتظر زوجها يعود لتتحدث معه، وإذا بها تواجه المزاج الحاد لزوجها، فتضطر الى أن تخبئ حديثها في صدرها، وقد لا تتمكن من التعبير عن مشاعرها ورغباتها التي تريد تحقيقها وان كانت قليلة المؤونة.

ان الزوج وبعد كل هذه المشاكل وضغوط الحياة ليس له رغبة استماع حديث الطرف المقابل، هذا ومن جهة اخرى فإن الزوجة تريد عن طريق الكلام التعبير عن مشاعرها، لعل زوجها بسماع ذلك يداوي جرحها، ويخفف عن آلامها وهمومها، ويدخل على قلبها السرور ويحيي فيه الأمل، لكن وللأسف فان زوجها ليس له ذلك الاستعداد لقبول مثل هذا الكلام، وعدم رغبة كل واحد منهما لاستماع حديث الآخر يكون سبباً في عدم الانسجام والتفاهم، مما يجر الامر الى الاختلاف في نهاية المطاف، وقد يؤدي ذلك الى مجادلة لفظية حادة بينهما، ومثل هذه التشنجات تؤدي الى بروز خلل كبير من الناحية النفسية يضر بشبكة العلاقة العائلية، وهذه المشكلة سيالة، حيث تنتقل مضارها الى الأبناء ايضاً، وتخلف آثار سوءٍ على علاقاتهم وسلوكهم في المستقبل.

وحسب نتائج التحقيقات في هذا المجال، اتضح أن مثل هذه العوائل تكون ساخطة على حياتها، ويكون سلوكها الخاطئ سبباً في بروز امراض جسمية مختلفة، وعقد نفسية، واضطرابات اخرى تحد من الصحة النفسية، حيث يكون أبناء الكثير من هذه العوائل فاقدي الثقة بالنفس، إذ أنهم يحاولون - التعويض عن شعورهم بالعزلة، وعدم المسؤولية - اسناد فشلهم في أعمالهم الى الآخرين، وهؤلاء دائماً هم من المتخلفين علمياً ومن الفاشلين، خلافاً لأبناء العوائل التي يحكمها التفاهم والانسجام بين الأبوين، حيث يتمكن ابناؤها من اغتنام الفرص في تبادل المشاعر والعواطف والمعلومات فيما بينهم، مما يؤدي ذلك الى تثبيت المودة والانسجام بين افراد العائلة، ويمهد ارضية نجاح أبنائهم من الناحية الاخلاقية والدراسية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.