أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
3976
التاريخ: 26-06-2015
2524
التاريخ: 21-2-2018
1877
التاريخ: 24-7-2016
2658
|
ابن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم المعروف بابن القوطية الإشبيلي الأصل القرطبي أبو بكر اللغوي النحوي الأديب الشاعر. كان أعلم أهل زمانه باللغة والعربية إماما مقدما فيهما وأروى أهل عصره للأشعار والأخبار لا يشق في ذلك غباره ولا يلحق شأوه وكان مع ذلك فقيها متمكنا حافظا للحديث والآثار غير أنه لم يكن له في ذلك أصول يرجع إليها فلم يكن ضابطا للرواية وكان ما يسمع منه من ذلك إنما يحمل على المعنى دون اللفظ وكان كثيرا ما يقرأ عليه ما لا رواية له على سبيل الضبط والتصحيح. وكان مضطلعا بأخبار الأندلس راوية لسير ملوكها وأمرائها وعلمائها وشعرائها حافظا لأخبارهم يملي ذلك عن ظهر قلبه وكان أكثر ما يؤخذ عنه ويقرأ عليه كتب اللغة.
ولما دخل أبو علي القالي الأندلس اجتمع به وكان
يبالغ في تقديمه وتعظيمه حتى قال له الخليفة المستنصر الحكم بن عبد الرحمن من أنبل
من رأيته ببلدنا في اللغة فقال أبو بكر ابن القوطية ومما كان يزيد علمه وفضله
اتصافه بالزهد والتقوى والنسك وكان في أول أمره ينظم الشعر بالغا فيه حد الإجادة مع الإحسان في المطالع والمقاطع وتخير الألفاظ الرشيقة والمعاني
الشريفة ثم ترك ذلك وأقبل على النسك والانفراد.
قال الثعالبي: أخبرني أبو سعيد بن دوست قال
أخبرني الوليد بن بكر الفقيه أن أبا بكر يحيى بن هذيل الشاعر زار يوما ابن القوطية
في ضيعة له بسفح جبل قرطبة وكان منفردا فيها عن الناس فألفاه خارجا منها فلما رآه
ابن القوطية استبشر به فبادره يحيى بن هذيل ببيت حضره على البديهة فقال: [البسيط]
(من أين أقبلت يا من لا شبيه له ... ومن هو
الشمس والدنيا له فلك)
فتبسم وأجابه مسرعا بقوله: [البسيط]
(من منزل يعجب النسّاك خلوته ... وفيه ستر على
الفتّاك إن فتكوا)
قال ابن هذيل: فما تمالكت أن قبلت يده إذ كان
شيخي وأستاذي وكان الشعر أقل صنائعه لكثرة علومه وغرائبه سمع أبو بكر ابن القوطية
من قاسم بن أصبغ وابن الأغبش وأبي الوليد الأعرج ومحمد بن عبد الوهاب بن مغيث وسمع
بقرطبة من طاهر بن عبد العزيز وسمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله بن الفرق وسعيد
بن جابر وحسن بن عبد الله الزبيدي وغيرهم ولقي أكثر مشايخ عصره بالأندلس فأخذ عنهم
وأكثر النقل من فوائدهم وروى عنه الشيوخ والكهول وطال عمره فسمع الناس منه طبقة
بعد طبقة ومن تصانيفه كتاب تصاريف الأفعال وهو أول مصنف في ذلك ثم تبعه ابن القطام
السعدي فوضع كتابه على منواله كتاب المقصور والممدود جمع فيه فأوعى فأعجز من بعده
عن أن يأتوا بمثله وفاق به من تقدمه وله شرح أدب الكتاب وتاريخ الأندلس وغير ذلك.
مات ابن القوطية يوم الثلاثاء لسبع بقين من ربيع
الأول سنة سبع وستين وثلاثمائة بمدينة قرطبة ودفن يوم الأربعاء وقت صلاة العصر
بمقبرة قريش. والقوطية نسبة إلى القوط وهم ينسبون إلى قوط بن حام بن نوح كانوا
بالأندلس من أيام إبراهيم عليه السلام ومن شعر أبي بكر ابن القوطية: [البسيط]
(ضحى أناخوا بوادي الطلح عيسهم ... فأوردوها
عشاء أي إيراد)
(أكرم به واديا حل الحبيب به ... ما بين رند
وخابور وفرصاد)
(يا واديا سار عنه الركب مرتحلا ... بالله قل
أين سار الركب يا وادي)
(أبالغضا نزلوا أم للوى عدلوا ... أم عنك قد
رحلوا خلفا لميعادي)
(بانوا وقد أورثوا جسمي الضنا وكأن ... كان
النوى لهم أو لي بمرصاد)
وقال: [الكامل]
(ضحك الثرى وبدا لك استبشاره ... واخضر شاربه
وطرّ عذاره)
(وربت حدائقه وآزر نبته ... وتبسمت أنواره وثماره)
(واهتز قد الغصن لما أن كُسِي ... ورقا كديباج
يروق إزاره)
(وتعممت صلع الربى بنباتها ... وترنمت في لحنها أطياره)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 112 من مجلة حيدرة للفتيان
|
|
|