المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



من تراث المجتبى ( عليه السّلام ) الأخلاق والتربية  
  
1790   04:10 مساءً   التاريخ: 23-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص205-207
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /

عن جابر ( رضي اللّه عنه ) قال : سمعت الحسن ( عليه السّلام ) يقول : « مكارم الأخلاق عشرة :

صدق اللسان ، وصدق البأس ، وإعطاء السائل ، وحسن الخلق ، والمكافأة بالصنائع ، وصلة الرحم ، والتذمّم على الجار[1] ، ومعرفة الحقّ للصاحب ، وقري الضيف ، ورأسهنّ الحياء »[2].

وعرّف الإمام المجتبى ( عليه السّلام ) مجموعة من ( مكارم الأخلاق ) في إجابته على أسئلة أبيه المرتضى ( عليه السّلام ) نختار منها ما يلي :

1 - السداد : دفع المنكر بالمعروف .

2 - الشرف : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة ( موافقة الإخوان )[3].

3 - المروءة : العفاف وإصلاح المرء ماله ( إصلاح الرجل أمر دينه ، وحسن قيامه على ماله ، وإفشاء السلام والتحبّب إلى الناس )[4].

4 - السماحة : البذل في العسر واليسر .

5 - الإخاء : الوفاء في الشدّة والرخاء .

6 - الغنيمة : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا .

7 - الحلم : كظم الغيظ وملك النفس .

8 - الغنى : رضى النفس بما قسم اللّه وإن قلّ ، فإنّما الغنى غنى النفس .

9 - المنعة : شدّة البأس ومقارعة أشد الناس .

10 - الصمت : ستر العيب وزين العرض ، وفاعله في راحة ، وجليسه آمن[5].

11 - المجد : أن تعطي في الغرم ، وأن تعفو عن الجرم .

12 - العقل : حفظ القلب كلّ ما استرعيته ( استوعيته ) أو حفظ القلب لكلّ ما استتر فيه[6].

13 - الثناء : إتيان الجميل وترك القبيح .

14 - الحزم : طول الأناة والرفق بالولاة والاحتراس من الناس بسوء الناس .

15 - الكرم : العطيّة قبل السؤال والتبرع بالمعروف والإطعام في المحلّ[7].

16 - النجدة : الذبّ عن الجار والمحاماة في الكريهة والصبر عند الشدائد[8].

وأجاب الإمام بكل استرسال وعدم تكلّف على مجموعة أخرى من أسئلة أبيه فيما يخصّ ( مساوئ الأخلاق ) ونختار منها ما يلي :

1 - الدنيئة : النظر في اليسير ومنع الحقير .

2 - اللؤم : احتراز المرء نفسه ( ماله ) وبذله عرسه ( عرضه )[9].

3 - الشحّ : أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا .

4 - الجبن : الجرأة على الصديق والنكول عن العدوّ .

5 - الفقر : شره النفس في كلّ شيء .

6 - الجرأة : موافقة الأقران .

7 - الكلفة : كلامك فيما لا يعنيك .

8 - الخرق : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك .

9 - السفه : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة .

10 - الغفلة : تركك المسجد وطاعتك المفسد .

11 - الحرمان : تركك حظّك وقد عرض عليك[10].

12 - شرّ الناس : من لا يعيش في عيشه أحد[11].

وتحدّث الإمام عن أصول الجرائم الأخلاقية وامّهات الرذائل قائلا :

هلاك الناس في ثلاث : الكبر ، الحرص ، الحسد .

الكبر : به هلاك الدين وبه لعن إبليس .

الحرص : عدو النفس وبه اخرج آدم من الجنّة .

الحسد : رائد السوء وبه قتل هابيل قابيل[12].

 


[1] أي : أخذه تحت حمايته .

[2] راجع تاريخ اليعقوبي : 2 / 206 .

[3] حياة الإمام الحسن : 1 / 343 .

[4] الجواب الثاني كان على سؤال معاوية ، راجع تاريخ اليعقوبي : 202 .

[5] الإمام المجتبى ( حسن المصطفوي ) : 245 عن مطالب السؤول .

[6] راجع حياة الإمام الحسن : 1 / 343 .

[7] المصدر السابق : 1 / 344 - 345 .

[8] المصدر السابق : 1 / 344 - 345 .

[9] المصدر السابق : 1 / 341 وأجاب في نص آخر عن الذلّ واللؤم قائلا : « من لا يغضب من الحقوة ولا يشكر على النعمة » .

[10] حياة الإمام الحسن : 1 / 341 - 344 ، عن تاريخ ابن كثير : 8 / 39 .

[11] تاريخ اليعقوبي : 2 / 202 .

[12] حياة الإمام الحسن : 1 / 345 ، عن نور الأبصار : 110 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.