أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022
1570
التاريخ: 5-1-2023
1295
التاريخ: 2024-05-06
647
التاريخ: 28-1-2023
1298
|
ترجمة منذر بن سعيد البلوطي عن المغرب
وساق ابن سعيد في المغرب هذه الحكاية فقال ما صورته (1) : منذر بن سعيد البلوطي، قاضي الجماعة بقرطبة، خطيب مصقع، وله كتب مؤلفة في القرآن والسنة والورع، والرد على أهل الأهواء والبدع، شاعر بليغ، ولد سنة خمس وستين ومائتين (2) ، وأول سببه في التعلق بعبد الرحمن الناصر لما احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قرطبة الاحتفال الذي اشتهر ذكره، أحب أن يقوم الخطباء والشعراء بين يديه، لذكر جلالة مقعده، ووصف ما تهيأ له من توطيد الخلافة، ورمي ملوك الأمم بسهام بأسه ونجدته، ويقدمه أمام إنشاد الشعراء، فتقدم الحكم إلى أبي علي البغدادي ضيف الخليفة وأمير الكلام وبحر اللغة، أن يقوم، فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم انقطع، وبهت ما وصل ولا قطع، ووقف ساكتا مفكرا، فلما رأى ذلك منذر بن سعيد قام قائما بدرجة من مرقاة أبي علي، ووصل افتتاحه بكلام عجيب بهر العقول جزالة، وملأ الأسماع جلالة، ثم ذكر الخطبة كما سبق، وقال بعد إيرادها ما صورته: فصلب العلج وغلب على قلبه، وقال: هذا كبير القوم، أو كبش القوم، وخرج الناس يتحدثون عن حسن مقامه، وثبات جنانه، وبلاغة لسانه، وكان الناصر أشدهم تعجبا منه،وأقبل على ابنه الحكم - ولم يكن يثبت معرفته - فسأله عنه، فقال له: هذا منذر بن سعيد البلوطي، فقال: والله لقد أحسن ما شاء، لئن أخرني الله بعد لأرفعن من ذكره، فضع يدك يا حكم عليه، واستخلصه، وذكرني بشأنه، فما للصنيعة مذهب عنه، ثم ولاه الصلاة والخطابة في المسجد
(372)
الجامع بالزهراء، ثم توفي محمد بن عيسى (3) القاضي فولاه قضاء الجماعة بقرطبة، وأقره على الصلاة بالزهراء.
ومن شعره في هذه الواقعة قوله (4) :
مقال كحد السيف وسط المحافل ... فرقت به ما بين حق وباطل
بقلب ذكي ترتمي جنباته (5) ... كبارق رعد عند رعش الأنامل
فما دحضت رجلي ولا زل مقولي ... ولا طاش عقلي يوم تلك الزلازل
وقد حدقت حولي عيون إخالها ... كمثل سهام أثبتت في المقاتل
لخير إمام كان أو هو كائن ... لمقتبل أو في العصور الأوائل
ترى الناس أفواجا يؤمون بابه ... وكلهم ما بي راج وآمل
وفود ملوك الروم وسط فنائه ... مخافة بأس أو رجاء لنائل
فعش سالما أقصى حياة مؤملا ... فأنت غياث كل (6) حاف وناعل
ستملكها ما بين شرق ومغرب ... إلى درب قسطنطين أو أرض بابل انتهى كلام ابن سعيد، وهو يؤيد كلام ابن خلدون أن المأمور بالخطبة هو القالي.
وذكر أن الناصر قال لابنه الحكم بعد أن سأله عنه (7) : لقد أحسن ما شاء، فلئن كان حبر خطبته هذه وأعدها مخافة أن يدور ما دار فيتلافى الوهي فإنه
(373)
لبديع من قدرته واحتياطه، ولئن كان أتى بها على البديهة لوقته فإنه لأعجب وأغرب.
قال ابن سعيد: ولما فرغ منذر من خطبته أنشد (8) :
هذا المقام (9) الذي ما عابه فند ... لكن قائله أزرى به البلد
لو كنت فيهم غريبا كنت مطرفا ... لكنني منهم فاغتالني النكد ويروى بدل هذا الشطر:
ولا دهاني له بغي ولا حسد ...
لولا الخلافة أبقى الله حرمتها ... ما كنت أرضى (10) بأرض ما بها أحد قلت: كأنه عرض بابي علي القالي، وتقديمهم إياه في هذا المقام، والله أعلم.
ومن نظم منذر بن سعيد قوله:
الموت حوض وكلنا نرد ... لم ينج مما يخافه أحد
فلا تكن مغرما برزق غد ... فلست تدري بما يجيء غد
وخذ من الدهر ما أتاك به ... ويسلم الروح منك والجسد
والخير والشر لا تذعه فما ... في الناس إلا التشنيع والحسد ول وقد آذاه شخص فخاطبه بالكنية، فقيل له: أيؤذيك وأنت تخاطبه بالكنية؟ فقال:
لا تعجبوا من أنني كنيته ... من بعد ما قد سبنا وأذانا
فالله قد كنى أبا لهب وما ... كناه إلا خزية وهوانا
(374)
__________
(1) لم ترد ترجمة لمنذر بن سعيد في المغرب المطبوع.
(2) صوابه: 273.
(3) الصواب: محمد بن أبي عيسى؛ وهو محمد بن عبد الله بن أبي عيسى الذي زظل قاضيا للجماعة حتى سنة 339 (انظر تجمته في الجذوة: 69 وبغية الملتمس رقم: 218 وابن الفرضي 2: 61 والخشني: 172 والمرقبة العليا: 59، وسيترجم له المقري في الراحلين رقم: 3).
(4) المطمح: 40.
(5) ك: جمراته.
(6) ك: رجاء الكل.
(7) أزهار الرياض 2: 276.
(8) الجذوة: 326.
(9) الجذوة: المقال.
(10) الجذوة: أبقى.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|