المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تحويرات بعد الترجمة Post-translational Modifications
12-9-2019
أبو طالب في روايات غير الشيعة
28-5-2021
Arteriovenous Anastomoses
18-1-2017
الجرعة dosage = dose
8-9-2018
العلاقة بين الحرارة والحركة عند الرواقيون القرن (4 ق.م.)
2023-04-30
حجّة الوداع
23-12-2015


الحكم بن هشام  
  
1610   02:04 صباحاً   التاريخ: 7/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1،ص:338-343
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-06 575
التاريخ: 2023-09-27 1289
التاريخ: 2-5-2022 2198
التاريخ: 2024-03-11 903

الحكم بن هشام

وولي بعده ابنه الحكم (1) بعهد منه إليه، فاستكثر من المماليك، وارتبط

 (338)

الخيل، واستفحل ملكه، وباشر الأمور بنفسه، وفي خلال فتنة كانت بينه وبين عميه اغتنم العدو الكافر الفرصة في بلاد المسلمين، وقصدوا (2) برشلونة فملكوها سنة خمس وثمانين، وتأخرت عساكر المسلمين إلى ما دونها، وبعث الحكم العساكر مع الحاجب عبد الكريم بن مغيث (3) إلى بلاد الجلالقة، فأثخنوا فيها، وخالفهم العدو إلى المضايق، فرجع على التعبية، وظفر بهم، وخرج إلى بلاد الإسلام ظافرا.

وكانت له الواقعة الشهيرة مع أهل الربض (4) من قرطبة لأنه في صدر ولايته كان قد انهمك في لذاته، فاجتمع أهل العلم والورع بقرطبة، مثل يحيى بن يحيى الليثي (5) صاحب مالك وأحد رواة الموطإ عنه وطالوت الفقيه (6) وغيرهما، فثاروا به، وخلعوه، وبايعوا بعض قرابته، وكانوا بالربض الغربي من قرطبة، وكان محلة متصلة (7) بقصره، فقاتلهم الحكم فغلبهم وافترقوا وهدم دورهم ومساجدهم، ولحقوا بفاس من أرض العدوة، وبالإسكندرية من أرض المشرق، ونزل بها جمع منهم، ثم ثاروا بها، فزحف إليهم عبد الله بن طاهر صاحب مصر للمأمون بن الرشيد، وغلبهم، وأجازهم إلى جزيرة أقريطش، فلم يزالوا بها إلى أن ملكها الإفرنج من أيديهم بعد مدة.

 (339)

وكانت في أيام الحكم حروب وفتن مع الثوار المخالفين له من أهل طليطلة وغيرهم.

وفي سنة ثنتين وتسعين (8) جمع لذريق (9) بن قارله ملك الفرنج جموعه، وسار إلى حصار طرسونة (10) ، فبعث الحكم ابنه عبد الرحمن في العساكر، فهزمه، ففتح الله على المسلمين، وعاد ظافرا.

ولما كثر عيث الفرنج في الثغور بسبب اشتغال الحكم بالخارجين عليه سار بنفسه إلى الفرنج سنة ست وتسعين (11) ، فافتتح الغثور والحصون، وخرب النواحي، وأثخن في القتل والسبي والنهب، وعاد إلى قرطبة ظافرا.

وفي سنة مائتين (12) بعث العساكر مع ابن مغيث إلى بلاد الفرنج فخرب وهدم عدة حصون، وأقبل عليه أليط (13) ملك الجلالقة وفي جموع عظيمة، وتنازلوا على نهر، واقتتلوا عليه أياما، ونال المسلمون منهم أعظم النيل، وأقاموا كذلك ثلاث عشرة ليلة، ثم كثرت الأمطار، ومد النهر، وقفل المسلمون ظافرين ظاهرين.

وهو أول من جند الأجناد، واتخذ العدة، وكان أفحل (14) بني أمية بالأندلس، وأشدهم إقداما ونجدة، وكان يشبه بأبي جعفر المنصور من خلفاء بني العباس في شدة الملك وتوطيد الدولة وقمع الأعداء، وكان يؤثر الفقيه زياد بن عبد الرحمن (15) ، وحضر يوما عنده، وقد غضب فيه على خادم له لإيصاله

 (340)

إليه كتابا كره وصوله، فأمر بقطع يده، فقال له زياد: أصلح الله الأمير، فإن مالك بن أنس حدثني في خبر رفعه أن " من كظم غيظا يقدر على إنفاذه ملأه الله تعالى أمنا وإيمانا يوم القيامة " ، فأمر أن يمسك عن الخادم، ويعفى عنه، فسكن غضبه، وقال:آلله إن مالكا حدثك بهذا؟ فقال زياد: ألله إن مالكا حدثني بهذا (16) .

وكانت المجاعة الشديدة سنة سبع وتسعين ومائة (17) ، فأكثر فيها مواساة أهل الحاجات، وفي ذلك يقول عباس بن ناصح الجزيري فيه (18) :

نكد الزمان فآمنت أيامه ... من أن يكون بعصره عسر

ظلع الزمان بأزمة فجلا له ... تلك الكريهة جوده الغمر وكان نقش خاتمه " بالله يثق الحكم ويعتصم " .

وذكور ولده عشرون، وإناثهم عشرون، وأمه جارية اسمها زخرف.

وكان أسمر، طوالا، وأشم، نحيفا.

ومدة ملكه ست وعشرون سنة، سامحه الله.

وقال غير واحد: إنه أول من جعل للملك بأرض الأندلس أبهة، واستعد بالمماليك حتى بلغوا خمسة آلاف: منهم ثلاثة آلاف فارس، وألفا راجل.

ثم توفي الحكم بن هشام آخر سنة ست ومائتين لسبع وعشرين سنة من ولايته، ومولده سنة 154.

وقال ابن خلدون وغير واحد (19) : إنه أول من جند بالأندلس الأجناد

 (341)

والمرتزقة، وجمع الأسلحة والعدد، واستكثر من الخدم والحواشي والحشم، وارتبط الخيول على بابه، واتخذ المماليك، وكان يسميهم الخرس لعجمتهم، وحكى في عدتهم ما تقدم، ثم قال: وكانت له عيون يطالعونه بأحوال الناس، وكان يباشر الأمور بنفسه، ويقرب الفقهاء والعلماء والصالحين، وهو الذي وطأ الملك لعقبه بالأندلس، انتهى.

وكان له - فيما حكى غير واحد - ألفا فرس مرتبطة على شاطئ النهر بقبلي قصره يجمعها داران. وهو القائل لما قتل أهل الربض وهدم ديارهم وحرثها (20) :

رأبت صدوع الأرض بالسيف راقعا ... وقدما لأمت الشعب مذ كنت يافعا

فسائل ثغوري هل بها اليوم ثغرة ... أبادرها مستنضي السيف دارعا

تنبيك أني لم أكن في قراعهم ... بوان، وقدما كنت بالسيف قارعا

وهل زدت أن وفيتهم صاع قرضهم ... فوافوا منايا قدرت ومصارعا

فهذي بلادي، إنني قد تركتها ... مهادا، ولم أترك عليها منازعا وقال ابن حزم في حقه (21) : إنه كان من المجاهرين بالمعاصي، السافكين الدماء، ولذلك قام عليه الفقهاء والصلحاء. وقال غيره (22) إنه تنصل أخيرا، وتاب، سامحه الله.

ومن نظمه قوله متغزلا (23) :

قضب من البان ماست فوق كثبان ... ولين عني وقد أزمعن هجراني

 (342)

ومنها:

من لي بمقتضبات الروح من بدني ... يغصبنني في الهوى عزي وسلطاني وقيل: إنه كان يمسك أولاد الناس ويخصيهم، ونقلت عنه أمور، ولعله تاب منها كما قدمنا، والله أعلم بحقيقة أمره.

ومن بديع أخبار الحكم (24) أن العباس الشاعر وتوجه إلى الثغر، فلما نزل بوادي الحجارة سمع امرأة تقول: واغوثاه بك يا حكم، لقد أهملتنا حتى كلب العدو علينا، فأيمنا وأيتمنا، فسألها عن شأنها، فقالت: كنت مقبلة من البادية في رفقة، فخرجت علينا خيل عدو، فقتلت وأسرت، فصنع قصيدته التي أولها:

تململت في وادي الحجارة مسهرا ... أراعي نجوما ما يردن تغورا (25)

إليك أبا العاصي نضيت مطيتي ... تسير بهم ساريا ومهجرا

تدارك نساء العالمين بنصرة ... فإنك أحرى أن تغيث وتنصرا فلما دخل عليه أنشده القصيدة، ووصف له خوف الثغر واستصراخ المرأة باسمه، فأنف ونادى في الحين بالجهاد والاستعداد، فخرج بعد ثلاث إلى وادي الحجارة ومعه الشاعر، وسأل عن الخيل التي أغارت من أي أرض العدو كانت، فأعلم بذلك، فغزا بتلك الناحية وأثخن فيها، وفتح الحصون، وخرب الديار، وقتل عددا كثيرا، وجاء إلى وادي الحجارة فأمر بإحضار المرأة وجميع من أسر له أحد في تلك البلاد، فأحضر، فأمر بضرب رقاب الأسرى بحضرتها، وقال للعباس: سلها: هل أغاثها الحكم؟ فقالت المرأة، وكانت نبيلة: والله لقد شفى الصدور، وأنكى العدو، وأغاث الملهوف، فأغاثه الله، وأعز نصره؛

 (343)

فارتاح لقولها، وبدا السرور في وجهه وقال:

ألم تر يا عباس أني أجبتها ... على البعد أقتاد الخميس المظفرا

فأدركت أوطارا وبردت غلة ... ونفست مكروبا وأغنيت معسرا فقال عباس: نعم، جزاك الله خيرا عن المسلمين، وقبل يده.

ومما عيب به أنه قتل الفقيه أبا زكريا يحيى بن مضر القيسي، وكان قدوة في الدين والورع، سمع من سفيان ومالك بن أنس،وروى عنه مالك وقال: حدثنا يحيى بن مضر عن سفيان الثوري أن الطلح المنضود هو الموز، وكان قتل المذكور مع جماعة من العلماء وغيرهم.

 

 

__________

 (1) ابن خلدون 4: 125.

(2) في الأصول: وقصد.

(3) الصواب: عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث.

(4) انظر تفصيل الخبر عن هيج أهل الربض أولا سنة 189 وثانيا سنة 202 في ابن عذاري 2: 106، 113 وابن القوطية: 72 والحلة السيراء 1: 44 وأوجز ابن خلدون الخبر عن وقعتهم 4: 126.

(5) يحيى بن يحيى الليثي: مصمودي سمع مالك وعاد إلى الأندلس بعلم كثير وأصبح يفتي فيها برأي مالك (توفي سنة 233 أو 234) راجع ترجمته في ابن الفرضي 2: 176 والجذوة: 359 وبغية الملتمس رقم 1497 وابن خلكان 5: 194؛ وسيترجم له المقري في الراحلين إلى المشرق رقم: 2.

(6) راجع ترجمة طالوت بن عبد الجبار في الذيل والتكملة 4: 149 وابن القوطية: 75 - 77 والتكملة: 345.

(7) في الأصول: محله متصلاص، والتصويب عن ابن خلدون.

(8) ابن عذاري 2: 108 وتاريخ الحملة 193.

(9) هكذا في الأصول ودوزي ولعل الأصوب لذويق - بالواو - وهو تعريب (Ludovico).

(10) البيان المغرب: طرطوشة.

(11) أثبت دوزي سنة 194 ولا خلاف فإن الغزو اتصل بين عامي 194 - 196 كما ورد عند ابن عذاري.

(12) ابن عذاري 2: 112.

(13) أليط: وردت في الأصول، ولم يرد الاسم في ابن عذاري وأسقطه دوزي.

(14) هذه العبارة إلى قوله " وقمع الأعداء " في المغرب 1: 38.

(15) زياد بن عبد الرحمن الملقب بشبطون (199 و 204) قيل إنه أول من أدخل الأندلس فقه مالك وكانوا قبله على مذهب الأوزاعي (الجذوة: 203).

(16) انظر المقتطفات (الورقة: 83).

(17) يذكر ابن عذاري أنها كانت سنة 199.

(18) عباس بن ناصح الجزيري، ثقفي بالولاء، رحل إلى المشرق غير مرة، وكان شاعرا كثير المدح للأمير الحكم، ثم ولي قضاء الجزيرة الخضراء وشذونة (راجع ترجمته في ابن الفرضي 1: 340 وطبقات الزبيدي: 284 والمغرب 1: 324 وبغية الوعاة 2: 28).

(19) انظر ابن خلدون 4: 127 والمغرب 1: 39.

(20) الأبيات في ابن عذاري 2: 107 وأخبار مجموعة: 132 والحلة 1: 47 ومخطوط الرباط: 107 والمغرب 1: 44.

(21) ورد هذا في نقط العروس: 73 (نشر الدكتور ضيف) وانظر المغرب 1: 44 ومخطوط الرباط: 106.

(22) ك: غير واحد.

(23) انظر الحلة 1: 50 ومخطوط الرباط: 106.

(24) ورد هذا الخبر نصا في مخطوط الرباط 107 - 108 وفي المقتطفات الورقة: 83.

(25) في الأصول ودوزي: تغيرا.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.