المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



الصدق أشرف الصفات النفسية  
  
2196   08:48 صباحاً   التاريخ: 15-6-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص47ــ49
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-12-2021 2141
التاريخ: 2023-10-07 1209
التاريخ: 20-4-2016 2830
التاريخ: 2023-06-01 1078

لا شك أن صفتي الصدق والأمانة تعتبران من أبرز علائم الشخصية، بل لا يمكن تسمية أحد إنساناً واقعياً بدونها. وهاتان الصفتان متفرعتان من أصل مشترك واحد؛ لأن الصدق ليس إلا الأمانة في الحديث، كما أن الأمانة ليست سوى الصدق في العمل. وسنرى لاحقاً أن آثارهما الاجتماعية متشابهة أيضاً.

ولعل هذا هو السر في ذكر «صدق الحديث» و«أداء الأمانة» معاً في أحاديث الأئمة المعصومين عليهم السلام.

* أهمية الصدق: 

وكما ذكرنا يعتبر الصدق من الصفات البارزة في شخصية المرء ومن علائم عظمة فكره وطهارة روحه.

ويمتاز الصادقون بالشجاعة والصراحة والإخلاص والقناعة والتنزه عن العصبيات الجاهلية الخاطئة، والحب والبغض المفرطَين؛ لأن الصدق لا يتجرد عن هذه الصفات.

وعلى عكس ذلك الكاذبون فغالباً ما يمتازون بالجبن والرياء والطمع والتعصب واللجاجة أو التورط في الحب والبغض المفرطين.

فالصادقون يلتزمون في حياتهم بعقائد متينة ويندر أن يكونوا متلونين ومداجين ومتغيري المزاج ومنافقين؛ لأن الصدق ينافي كل هذه الرذائل، وكما سيأتي في شرح دوافع الكذب، نجد أنه ينبع من إحدى هذه الرذائل المذكورة أعلاه، لهذا يمكن اعتبار الصدق مفتاحاً لمعرفة باطن الأفراد من النواحي المختلفة، وقد اعتبر الأئمة المعصومون، من خلال أحاديثهم، صدق الحديث وسيلة لتقييم ماهية الأفراد.

قال الصادق عليه السلام: «لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده؛ فإن ذلك شيء قد اعتاده، ولو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته»(1).

وقال تعالى في محكم كتابه الكريم: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30].

* آثار الصدق العظيمة:

إن أكبر خدمة يقدمها الصدق للناس هي خلق الثقة والاطمئنان في المجتمع، ومن البديهي أن جميع التطورات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية التي توصل إليها الإنسان كانت نتيجة لحياته الاجتماعية.

لكن التعاون ووحدة التفكير، اللذان هما أساس الحياة الاجتماعية يتيسران في حالة وجود الثقة والاطمئنان بين الأفراد بصورة تامة. ولولا ذلك لحدثت مشاكل اجتماعية كالتنازع والتنافس والتخريب، إضافة للحرمان من فوائد الحياة الاجتماعية!

إن الصدق أفضل وسيلة لخلق الثقة والاطمئنان في المجتمع، ونقيض ذلك الكذب.

فلو كذبت مؤسسة اقتصادية معينة في تعريف أحد منتجاتها لظن الناس سوءاً بأحسنها.

ولو كذب المسؤولون السياسيون لما صدق الناس بوعودهم وتحذيراتهم ولخسروا القاعدة الشعبية العريضة.

ولو راج الكذب في المجالات العلمية، لانعدمت الثقة بين العلماء وطلابهم، بكلام ونصوص وآراء بعضهم. ولوجب على كل طالب علم أن يتحمل كافة الجهود، اللازمة لإتمام مشروع علمي معين شخصياً، ولحُرِمَ من ثمرة جهود آلاف السنين من أعمار الآخرين، ويُعَد الكذب في هذا المجال من أقبح وأقذر أنواع الكذب.

____________________________________

(١) سفينة البحار – نقلاً عن الكافي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.