المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أضرار النظرة المتشائمة  
  
2206   01:13 صباحاً   التاريخ: 14-6-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص41 ـ 43
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2018 1730
التاريخ: 11-4-2017 2064
التاريخ: 21/12/2022 1521
التاريخ: 2024-01-02 1128

إن النظرة المتشائمة هي أحد الأمراض الروحية الخطيرة، وهي منبع كثير من الخسران والضياع والشرود وخيبة الأمل، وهي شقاء مؤلم معذب للروح الإنسانية، وإن آثارها السيئة على الشخصية الإنسانية لا تمحى.

إن الآلام والمحن مواسم حساسة يمكن أن تنشأ عنها النظرة المتشائمة على أثر ثورة شديدة في العواطف والأحاسيس. إن النظرة المتشائمة التي تنبت في الفكر من هذا الطريق تؤثر أثرها المرّ غير المرضيّ في أفكار الإنسان.

إنه لا يتجلى جمال الخلقة في عين من تكدرت مرآة روحه بقتام التشاؤم، وليس هذا فحسب، بل حتى السعادة تظهر له وقد بدلت صورتها إلى ملال ونكبة وأنه بسوء ظنه لا يستطيع ان يتصور عمل أي شخص بريئاً عن الأغراض المريضة. إن هؤلاء الذين أصبحت أفكارهم سلبية سوف لا يبقى لديهم أية طاقة إيجابية، فإنهم بأوهامهم يخلقون لأنفسهم ما شاؤوا من المشاكل، ويهدرون طاقاتهم بالتفكير حتى في الحوادث التي لم يصابوا بها بعد ولا يصابون.

وكما أن آثار النظرة المتفائلة والخلاقة تسري إلى من حولها، فتحيي فيهم عظيم روح الأمل، كذلك النظرة المتشائمة تلقن من حولها الألم والاضطراب، وسوف تسلبهم مصباح الأمل الذي يضيء درب الحياة للسالكين.

وأن الآثار السيئة للتشاؤم لا تقتصر على الروح فحسب، بل تؤثر حتى في الجسم أيضاً، فتؤخر شفاء الأمراض، يقول أحد كبار الأطباء: (إن علاج من يسيء الظن بكل شيء وكل شخص، أصعب بكثير من محاولة إنقاذ من يلقي نفسه في البحر مصمماً على الانتحار إن إعطاء الدواء لمن يعيش في قلق واضطراب دائم في الحياة كمثل أن يريق أحدنا الماء في الزيت المغلي على النار، فإنه لا بد في تأثير اي دواء ان يكون المريض المعالج محتفظاً بروح الرضا والطمأنينة والاعتماد).

إن من يصاب بسوء الظن يرى منه حالة الانزواء والحذر من معاشرة الآخرين بشكل واضح، وأنه على أثر هذه الحالة غير المرضية سوف يحطم ما في نفسه من استعداد للتقدم والاطراد، وسوف تقدر له عيشة غير مرضية إن سوء الظن أحد عوامل الانتحار، فإن العزم على الانتحار ينشأ غالباً من سوء الظن بالحياة.

ونحن إذا عطفنا النظر إلى حيث شئنا من المجتمع البشري شاهدنا أن أكثر أحاديث الناس بعضهم في بعض نابع من سوء الظن بدون أي مطالعة أو تأمل، فإنهم مع ما هم عليه من ضعف في الموازنة والحكم يقطعون في أحكامهم على الآخرين قبل أن يطمئنوا إلى علم بالموضوع، فيصدقون بلا تصور، وقد يتعرف الإنسان على أغراضهم الشخصية من خلال كلامهم. إن هذا العيب الكبير يسبب انقطاع أواصر الوحدة والإلفة القلبية. ويسلب من الناس حسن اعتماد بعضهم على بعض، ويفسد أخلاقهم بل أرواحهم أيضاً.

إن كثيرا من موارد العداء والبغضاء والشحناء الذي يعود بالضرر على الفرد والمجتمع، ينشأ من سوء الظن على خلاف الحقيقة والواقع، فإن سوء الظن يسري في طبقات المجتمع حتى انه ليشغل احياناً افكار العلماء والفلاسفة، فإننا نجد في مختلف أدوار تاريخ الأمم علماء أخطأوا - بتشاؤمهم - في كثير من أفكارهم أخطاء فاحشه، فبدل أن يخدموا المجتمع البشري بعلومهم بنوا آراءهم على أساس النقد والبحث عن العيوب في نظام العالم، فسمموا بفكرهم الضار ومنطقهم الخاطئ روح المجتمع، وجعلوا مبادئ الأخلاق بل مباني العقائد مورداً للطعن والاستهزاء. وقد اشتد في بعضهم الخوف والقلق من الانفجار السكاني والفقر والفاقة حتى جوز كل ما يوجب تحديد نسل الإنسان حتى الحروب وسفك الدماء فلو كان الناس يتبعون هذه الأفكار المسمومة لما وجد اليوم أي أثر من حضارة البشر.

إن أحد الفلاسفة المتشائمين هو (أبو العلاء المعري)، الفيلسوف الشهير الذي كانت أفكاره تدور مدار التشاؤم، حتى أنه كان يرى أن الحياة كلها ألم وعذاب وكان يحرم على الإنسان النكاح والتوليد لينقرض نسل الإنسان فلا يعذب، ولما حضرته الوفاة أوصى أن ينحتوا على صخرة قبره أبياتاً من شعره، منها هذا البيت: (هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد)!. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.