أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2018
1730
التاريخ: 11-4-2017
2064
التاريخ: 21/12/2022
1521
التاريخ: 2024-01-02
1128
|
إن النظرة المتشائمة هي أحد الأمراض الروحية الخطيرة، وهي منبع كثير من الخسران والضياع والشرود وخيبة الأمل، وهي شقاء مؤلم معذب للروح الإنسانية، وإن آثارها السيئة على الشخصية الإنسانية لا تمحى.
إن الآلام والمحن مواسم حساسة يمكن أن تنشأ عنها النظرة المتشائمة على أثر ثورة شديدة في العواطف والأحاسيس. إن النظرة المتشائمة التي تنبت في الفكر من هذا الطريق تؤثر أثرها المرّ غير المرضيّ في أفكار الإنسان.
إنه لا يتجلى جمال الخلقة في عين من تكدرت مرآة روحه بقتام التشاؤم، وليس هذا فحسب، بل حتى السعادة تظهر له وقد بدلت صورتها إلى ملال ونكبة وأنه بسوء ظنه لا يستطيع ان يتصور عمل أي شخص بريئاً عن الأغراض المريضة. إن هؤلاء الذين أصبحت أفكارهم سلبية سوف لا يبقى لديهم أية طاقة إيجابية، فإنهم بأوهامهم يخلقون لأنفسهم ما شاؤوا من المشاكل، ويهدرون طاقاتهم بالتفكير حتى في الحوادث التي لم يصابوا بها بعد ولا يصابون.
وكما أن آثار النظرة المتفائلة والخلاقة تسري إلى من حولها، فتحيي فيهم عظيم روح الأمل، كذلك النظرة المتشائمة تلقن من حولها الألم والاضطراب، وسوف تسلبهم مصباح الأمل الذي يضيء درب الحياة للسالكين.
وأن الآثار السيئة للتشاؤم لا تقتصر على الروح فحسب، بل تؤثر حتى في الجسم أيضاً، فتؤخر شفاء الأمراض، يقول أحد كبار الأطباء: (إن علاج من يسيء الظن بكل شيء وكل شخص، أصعب بكثير من محاولة إنقاذ من يلقي نفسه في البحر مصمماً على الانتحار إن إعطاء الدواء لمن يعيش في قلق واضطراب دائم في الحياة كمثل أن يريق أحدنا الماء في الزيت المغلي على النار، فإنه لا بد في تأثير اي دواء ان يكون المريض المعالج محتفظاً بروح الرضا والطمأنينة والاعتماد).
إن من يصاب بسوء الظن يرى منه حالة الانزواء والحذر من معاشرة الآخرين بشكل واضح، وأنه على أثر هذه الحالة غير المرضية سوف يحطم ما في نفسه من استعداد للتقدم والاطراد، وسوف تقدر له عيشة غير مرضية إن سوء الظن أحد عوامل الانتحار، فإن العزم على الانتحار ينشأ غالباً من سوء الظن بالحياة.
ونحن إذا عطفنا النظر إلى حيث شئنا من المجتمع البشري شاهدنا أن أكثر أحاديث الناس بعضهم في بعض نابع من سوء الظن بدون أي مطالعة أو تأمل، فإنهم مع ما هم عليه من ضعف في الموازنة والحكم يقطعون في أحكامهم على الآخرين قبل أن يطمئنوا إلى علم بالموضوع، فيصدقون بلا تصور، وقد يتعرف الإنسان على أغراضهم الشخصية من خلال كلامهم. إن هذا العيب الكبير يسبب انقطاع أواصر الوحدة والإلفة القلبية. ويسلب من الناس حسن اعتماد بعضهم على بعض، ويفسد أخلاقهم بل أرواحهم أيضاً.
إن كثيرا من موارد العداء والبغضاء والشحناء الذي يعود بالضرر على الفرد والمجتمع، ينشأ من سوء الظن على خلاف الحقيقة والواقع، فإن سوء الظن يسري في طبقات المجتمع حتى انه ليشغل احياناً افكار العلماء والفلاسفة، فإننا نجد في مختلف أدوار تاريخ الأمم علماء أخطأوا - بتشاؤمهم - في كثير من أفكارهم أخطاء فاحشه، فبدل أن يخدموا المجتمع البشري بعلومهم بنوا آراءهم على أساس النقد والبحث عن العيوب في نظام العالم، فسمموا بفكرهم الضار ومنطقهم الخاطئ روح المجتمع، وجعلوا مبادئ الأخلاق بل مباني العقائد مورداً للطعن والاستهزاء. وقد اشتد في بعضهم الخوف والقلق من الانفجار السكاني والفقر والفاقة حتى جوز كل ما يوجب تحديد نسل الإنسان حتى الحروب وسفك الدماء فلو كان الناس يتبعون هذه الأفكار المسمومة لما وجد اليوم أي أثر من حضارة البشر.
إن أحد الفلاسفة المتشائمين هو (أبو العلاء المعري)، الفيلسوف الشهير الذي كانت أفكاره تدور مدار التشاؤم، حتى أنه كان يرى أن الحياة كلها ألم وعذاب وكان يحرم على الإنسان النكاح والتوليد لينقرض نسل الإنسان فلا يعذب، ولما حضرته الوفاة أوصى أن ينحتوا على صخرة قبره أبياتاً من شعره، منها هذا البيت: (هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد)!.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|