أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
![]()
التاريخ: 7-03-2015
![]()
التاريخ: 7-4-2016
![]()
التاريخ: 7-4-2016
![]() |
أ - قيس بن سعد بن عبادة :
اشتهر قيس بموالاة أهل البيت ( عليهم السّلام ) وكان أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) قد عيّنه واليا على مصر في أوائل خلافته وعندما سمع قيس بن سعد نبأ التوقيع على الصلح بين الإمام ( عليه السّلام ) ومعاوية غشيته سحب من الأحزان ، واستولت عليه موجة من الهموم ، لكنّه عاد إلى الكوفة في نهاية المطاف .
وكان معاوية بعد أن خدع عبيد اللّه بن العباس ؛ قد بعث رسالة إلى قيس يمنّيه ويتوعّده ، فأجابه قيس : « لا واللّه لا تلقاني إلّا بيني وبينك السيف أو الرمح . . . »[1]، فغضب معاوية لهذا الجواب القاطع فأرسل اليه رسالة يشتمه فيها ويتوعّده وجاء فيها : « أمّا بعد ، فإنّك يهودي تشقى نفسك ، وتقتلها فيما ليس لك ، فإن ظهر أحبّ الفريقين إليك نبذك وغدرك ، وإن ظهر أبغضهم إليك نكّل بك وقتلك ، وقد كان أبوك أوتر غير قوسه ، ورمى غير غرضه ، فأكثر الجذ ، وأخطأ المفصل ، فخذله قومه ، وأدركه يومه ، فمات بحوران غريبا ، والسلام »[2].
فأجابه قيس : « أمّا بعد ، فإنّما أنت وثن ابن وثن ، دخلت في الإسلام كرها ، وأقمت فيه خرقا ، وخرجت منه طوعا ، ولم يجعل اللّه لك فيه نصيبا ، لم يقدم إسلامك ، ولم يحدث نفاقك ، لم تزل حربا للّه ولرسوله ، وحزبا من أحزاب المشركين ، وعدوّا للّه ولنبيّه وللمؤمنين من عباده ، وذكرت أبي فلعمري ما أوتر إلّا قوسه ، ولا رمى إلّا غرضه ، فشغب عليه من لا تشقّ غباره ، ولا تبلغ كعبه ، وزعمت أنّي يهوديّ ابن يهودي وقد علمت وعلم الناس أنّي وأبي أعداء الدين الذي خرجت منه - يعني الشرك - وأنصار الدين الذي دخلت فيه وصرت اليه ، والسلام »[3].
ولمّا علم معاوية بعودة قيس إلى الكوفة دعاه إلى الحضور لمبايعته ، لكن قيس رفض لأنّه كان قد عاهد اللّه أن لا يجتمع معه إلّا وبينهما السيف أو الرمح ، فأمر معاوية بإحضار سيف ورمح ليجعل بينهما حتى يبرّ قيس بيمينه ولا يحنث ، ووقتذاك حضر قيس الاجتماع وبايع معاوية[4].
ب - حجر بن عدي :
وهو من كبار صحابة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، ومن أبدال عصره ، وحسب ابن الأثير الجزري في « أسد الغابة » وغيره ، أنّه وصل مقاما في القرب إلى اللّه تعالى بحيث أصبح مستجاب الدعوة ، وقد قتل شهيدا في « مرج عذراء » وهي إحدى قرى الشام ، بأمر معاوية وبواسطة أزلامه ، وقد اندلعت إثر شهادته موجة من الاحتجاجات على سياسات معاوية وحتى ندّدت عائشة وآخرون بالجريمة[5].
وبالرغم من الحبّ والولاء اللذين يكنهما « حجر » للإمام الحسن وأبيه ( عليهما السّلام ) ، إلّا أنّ الانفعالات دفعت به إلى ظلمات اليأس والقنوط في اللحظات التي تمّ فيها قرار الصلح ، من هنا خاطب الإمام ( عليه السّلام ) وفي حضور معاوية بقوله : « أما واللّه لوددت أنّك متّ في ذلك اليوم ومتنا معك ، ولم نر هذا اليوم ، فإنّا رجعنا راغمين بما كرهنا ، ورجعوا مسرورين بما أحبّوا » .
وحسب المدائني أنّ كلام « حجر » ترك في نفس الإمام بالغ الأسى والحزن ، فانبرى ( عليه السّلام ) وبعد أن فرغ المسجد مبيّنا له العلّة التي صالح من أجلها قائلا : « يا حجر ! قد سمعت كلامك في مجلس معاوية ، وليس كلّ إنسان يحبّ ما تحبّ ولا رأيه كرأيك ، وإنّي لم أفعل ما فعلت إلّا إبقاء عليكم ، واللّه تعالى كلّ يوم هو في شأن »[6].
ج - عدي بن حاتم :
وعدي من الشجعان والمخلصين لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وقد نقل أنّه قال للإمام وقد ذابت حشاه من الحزن والمصاب : « يا بن رسول اللّه ! لوددت أنّي متّ قبل ما رأيت ، أخرجتنا من العدل إلى الجور ، فتركنا الحقّ الذي كنّا عليه ، ودخلنا في الباطل الذي كنّا نهرب منه ، وأعطينا الدنيّة من أنفسنا ، وقبلنا الخسيس التي لم تلق بنا » فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « يا عدي ! إنّي رأيت هوى معظم الناس في الصلح وكرهوا الحرب ، فلم احبّ أن أحملهم على ما يكرهون ، فرأيت دفع هذه الحروب إلى يوم ما ، فإنّ اللّه كلّ يوم هو في شأن »[7].
د - المسيّب بن نجبة وسليمان بن صرد :
وعرفا بالولاء والإخلاص لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وقد تألّما من الصلح فأقبلا إلى الإمام وهما محزونا النفس فقالا : ما ينقضي تعجّبنا منك ! بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز » ، فقال الإمام للمسيّب : « ما ترى ؟ » قال : واللّه أرى أن ترجع لأنّه نقض العهد ، فأجابه الإمام : « إنّ الغدر لا خير فيه ولو أردت لما فعلت . . »[8].
وجاء في رواية أخرى أنّ الإمام ( عليه السّلام ) أجابه : « يا مسيّب ! إنّي لو أردت – بما فعلت - الدنيا لم يكن معاوية بأصبر عند اللقاء ولا أثبت عند الحرب منّي ، ولكن أردت صلاحكم وكفّ بعضكم عن بعض »[9]
[1] حياة الإمام الحسن : 2 / 267 .
[2] نفس المصدر : 2 / 267 - 268 .
[3] نفس المصدر : 268 .
[4] راجع لمزيد من التفصيل مقاتل الطالبيين . وحياة الإمام الحسن .
[5] أسد الغابة : 1 / 386 .
[6] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 15 .
[7] حياة الإمام الحسن : 2 / 274 .
[8] مناقب ابن شهرآشوب : 4 / 35 ، طبعة قم .
[9] حياة الإمام الحسن : 2 / 277 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
ضمن مؤتمر ذاكرة الألم في العراق مدير كرسي اليونسكو في جامعة الموصل يقدّم دراسةً تناقش استراتيجية الكرسي لنبذ التطرف وتعزيز ثقافة السلام
|
|
|