نتائج وتداعيات الظاهرة

لتفشي ظاهرة أطفال الشوارع آثار ونتائج أمنية وخيمة، إذ يشكل أطفال الشوارع بيئة خصبة لتفريخ المجرمين والمنحرفين وانتشار الأفكار المنحرفة والهدامة، والتلوث بسموم المخدرات والجريمة والانحراف. وقد ينضم بعضهم إلى عصابات الشوارع التي تعتمد على نشاطات إجرامية كالسرقة والقتل. وغالباً ما يتعرض أطفال الشوارع إلى العوق الجسدي بسبب ممارستهم لأعمال خطرة، وعدم توفر عنصر الأمان في مساكنهم. وتكثر بينهم نسب الانتحار لعدم وجود ارتباط بين الطفل ومجتمعه فتقل هيمنة العقل الجمعي.

ويعد التسول Bgging أحد صور التشرد التي تنتشر بين أطفال الشوارع، والتسول يعني: الاستجداء أو طلب النقود من المتصدقين سواء كانوا متصدقين فعلاً أو محتملين. ويتم ذلك إما بمد اليد لطلب النقود، أو من خلال ارتداء ملابس رثة، أو إظهار حالات العوق، أو استصحاب الأطفال المعاقين، أو التلفظ بعبارات الدعاء، أو الجمع بين هذه الأساليب، أما الشكل غير المباشر للتسول فيتمثل ببيع المواد التافهة والبسيطة كعلب الكبريت أو المناديل الورقية أو صباغة الأحذية ومسح المركبات. وغالباً ما تكون هذه الأعمال مرحلة يمر بها أطفال الشوارع للدخول إلى عالم التسول(1). وعموماً، فإن التسول من التشوهات الاجتماعية التي تؤثر على بنية المجتمع وتعتبر انحرافاً عن السلوك القويم وخروجاً عن العادات والتقاليد السائدة، وهو نتاج طبيعي للفقر والبطالة والتشرد والنزاعات والحروب.

وتنتشر ظاهرة النشل في صفوف أطفال الشوارع، لاسيما في المدن الكبرى والمزدحمة، وتتميز جريمة النشل بعدد من السمات والخصائص، فضلاً عن كونها تعكس سلوكاً انحرافياً وقيمياً، وقد ارتبطت جريمة النشل بأطفال الشوارع لأن الجريمة، كإحدى أنواع السرقة، تتميز بطابع خاص تميزها عن غيرها، فهي تتطلب سرعة ونبوغاً خاصاً وخبرات مبكرة في هذا المجال، وهذا ما يتوفر لدى أطفال الشوارع(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) فاروق محمد الصالحي، ظاهرة التسول، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، جامعة القاهرة، صwww.kotobaiabia.com  14.

(1) مصطفى محمد بيطار، ظاهرة النشل وآثارها الاجتماعية، ط1، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2009، ص13.