أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-03-2015
![]()
التاريخ: 20-10-2015
![]()
التاريخ: 6-4-2016
![]()
التاريخ: 6-03-2015
![]() |
إنّ السخاء الحقيقي هو بذل الخير بداعي الخير ، وبذل الإحسان بداعي الإحسان ، وقد تجلّت هذه الصفة الرفيعة بأجلى مظاهرها وأسمى معانيها في الإمام أبي محمد الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) حتى لقّب بكريم أهل البيت .
فقد كان لا يعرف للمال قيمة سوى ما يردّ به جوع جائع ، أو يكسو به عاريا ، أو يغيث به ملهوفا ، أو يفي به دين غارم ، وقد كانت له جفان واسعة أعدّها للضيوف ، ويقال : إنّه ما قال لسائل « لا » قطّ .
وقيل له : لأيّ شيء لا نراك تردّ سائلا ؟ فأجاب : « إنّي للّه سائل وفيه راغب ، وأنا أستحي أن أكون سائلا وأردّ سائلا ، وإنّ اللّه عوّدني عادة أن يفيض نعمه عليّ ، وعوّدته أن أفيض نعمه على الناس ، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة »[1] .
واجتاز ( عليه السّلام ) يوما على غلام أسود بين يديه رغيف يأكل منه لقمة ويدفع لكلب كان عنده لقمة أخرى ، فقال له الإمام : ما حملك على ذلك ؟ فقال الغلام : إنّي لأستحي أن آكل ولا أطعمه .
وهنا رأى الإمام فيه خصلة حميدة ، فأحبّ أن يجازيه على جميل صنعه ، فقال له : لا تبرح من مكانك ، ثم انطلق فاشتراه من مولاه ، واشترى الحائط ( البستان ) الذي هو فيه ، وأعتقه وملّكه إيّاه[2].
وروي أنّ جارية حيّته بطاقة من ريحان ، فقال ( عليه السّلام ) لها : أنت حرّة لوجه اللّه ، فلامه أنس على ذلك ، فأجابه ( عليه السّلام ) : « أدّبنا اللّه فقال تعالى : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] وكان أحسن منها إعتاقها »[3].
ومن مكارم أخلاقه أنّه ما اشترى من أحد حائطا ثمّ افتقر البائع إلّا ردّه عليه وأردفه بالثمن معه .
وجاءه فقير يشكو حاله ولم يكن عنده شيء في ذلك اليوم فعزّ عليه الأمر واستحى من ردّه ، فقال ( عليه السّلام ) له : إنّي أدلّك على شيء يحصل لك منه الخير ، فقال الفقير يا ابن رسول اللّه ما هو ؟ قال ( عليه السّلام ) : اذهب إلى الخليفة ، فإنّ ابنته قد توفيت وانقطع عليها ، وما سمع من أحد تعزية بليغة ، فعزّه بهذه الكلمات يحصل لك منه الخير ، قال : يا ابن رسول اللّه حفّظني إيّاها ، قال ( عليه السّلام ) :
قل له : « الحمد للّه الذي سترها بجلوسك على قبرها ، ولم يهتكها بجلوسها على قبرك » ، وحفظ الفقير هذه الكلمات وجاء إلى الخليفة فعزّاه بها ، فذهب عنه حزنه وأمر له بجائزة ، ثم قال له : أكلامك هذا ؟ فقال : لا ، وإنّما هو كلام الإمام الحسن ، قال الخليفة : صدقت فإنّه معدن الكلام الفصيح ، وأمر له بجائزة أخرى[4].
لقد كان ( عليه السّلام ) يمنح الفقراء برّه قبل أن يبوحوا بحوائجهم ويذكروا مديحهم ، لئلا يظهر عليهم ذلّ السؤال[5].
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|