المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

سحلب هرمي، ذيل الثعلب Anacamptis pyramidalis
29-8-2019
Lewis Dot Symbols for CH2O Molecule
7-7-2020
تجاذب الكتل وتوازن الاجرام حول المركز
2023-03-25
أنواع الصخور - الصخور المتحولة - انوع التحول - التحول الديناميكي
12-9-2019
Map for Protein Synthesis
29-12-2021
محطات الرصد الجوي
19-6-2017


الإلقاء والتلقين  
  
2058   05:28 مساءً   التاريخ: 1-6-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص221ـ 226
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الطفل محدود بعالمه الخاص، لا يشخص وظيفته ومسؤوليته ولا يعلم ما يجب عليه فعله أو ما يجب الامتناع عنه، وتطغي رغبته على أفعاله، بعد ذلك يفترض تعليمه الانضباط والنظام.

من السبل المهمة في البناء وتعلم الضوابط هو أسلوب الإلقاء والتلقين والتذكرات الشفهية التي تصدر من مربيه لأجل تحديد فكرة معينة موجودة في ذهنه.

يمكن أن يحدث هذا الأمر أحيانا بصورة ذاتية كما في الكبار أو عند بعض الصغار أحياناً.

اساس التربية في المراحل الأولية للطفل هو الأسلوب العملي ابتداءً من بداية نطقه وفهمه للغة أبويه، وهنا من الممكن أيضاً زيادة أسلوب الإلقاء والتلقين ليختلط هذين الأمرين ويرسمان طريق حياة الطفل.

استقبال الأطفال

تُمثل حواس الانسان البوابات التي ترد منها المعلومات الخارجية إلى داخل وجوده، ومن الممكن إدخال الكثير جداً من رغبات الأولياء وأفكارهم إلى داخل فكر الطفل عن طريق تلك الحواس. يتجسد المعنى الحقيقي لحرية الطفل عندما يصبح لها معنى وواقعية في المجال العملي.

من الأساليب الداعية إلى إمكانية تربية الطفل من أول حياته هو جعله يتأثر بنفوذ الإلقاءات بحيث يستقبل الضوابط التي يلقن بها وتؤدي إلى تغيير حالة وسلوك الطفل وتساعد هذه الأساليب والاستعدادات في تعليم الطفل وتربيته، وقد يقف بنيان التربية عليها أحياناً.

عادة يكون للكبار تأثير أقوى في هذا المجال وخصوصاً الذين يقبل بهم الأطفال ويميلون إليهم ولعامل الخجل دور أساسي في عدم رفض كلامهم أو عدم الالتزام بأوامرهم وهذا له تأثير إيجابي في تربية الطفل.

بالإضافة إلى ذلك يتميز الطفل بحالة من المرونة وبساطة الرجوع وهذا يساعد على صرفه عن الأفعال الغريبة وعودته إلى حدود الضوابط التي يطمح لها الأولياء.

لا ننسى أن الاستقامة والتسليم والمرونة والرجوع كل ذلك موجود وممكن في جميع مراحل عمر الفرد ولكن فترة الطفولة اكتر ملائمة لذلك ويجب أن لا نضيع تلك الفرصة.

حاجة الطفل إلى الهداية

يحتم علينا جهل الطفل تقديم الموعظة والنصيحة له، وهذا ممكن متى ما أيقن الطفل أن أبواه يبغيان الخير له ويطمحان إلى سعادته، يجب أن يثبت هذا المفهوم في روح ووجود الطفل وإلا فسيفوته الكثير جداً من النصائح.

يستقبل الطفل عادة الإلقاءات المقنعة والمؤطرة بالعطف وحب الخير خصوصاً عندما يدرك الطفل مسألة معينة ويعرف قيمتها، مثلاً لو قال له أبواه بلطافة إن الغرفة ليست محلاً للعب، أو يجب عدم لمس السكينة لأنها خطرة، أو لا يجوز اللعب بالزجاج لاحتمال كسره وجرح يديه فإنه سيستقبل ذلك برحابة صدر.

عموماً استعمال الأساليب الفكرية في التربية يمنحنا فرصة توجيه الطفل إلى الجهة التي نبغيها أو نحفزه على البحث عن رأي أو جهة مناسبة، ويجب أن تكون هذه الأساليب تتناسب فكرياً معه وتتلائم مع وسعه ومستوى إدراكه.

النكتة المهمة في الإلقاء

نسعى من خلال ذلك إيجاد أبعاد إيجابية في شخصيته وإبعاد السلبي منها على سبيل المثال قول هذه العبارة (اهدأ) أفضل من ذكر عبارة (لا تصرخ)، وذكر عبارة (الأمانة شيء جيد) أفضل من عبارة (السرقة شيء قبيح) وعبارة (امشي على الأرض أأمن لك) أحسن من عبارة (لا تتسلق على الحائط أو تمشي عليه لعلك تسقط من عليه)(1).

والأمر المهم الآخر هنا هو التدرج وأخذ حجم الطفل ووسعه بنظر الاعتبار في تحديد حدود الحرية وتشخيص موارد المنع لكي يستطيع استثمارها في تطوره ونموه.

وان اقتران القدوة دائماً في مجال الإلقاء لأنه سيكون أكثر عبرة وفائدة له.

ويضاف إلى ذلك وجود الاتحاد بين الأبوين أو بصورة أوسع بين الأبوين والمربين وحتى أعضاء المجتمع، يجب أن تكون وحدة الكلمة والاتفاق بين الزوج والزوجة في محيط البيت لأن التفاوت في ذلك يسبب نفور الطفل وتشكيكه في شخصيته الانسانية بالإضافة إلى ضرره(2).

تقوية الإرادة

هناك الكثير من الأمور يفهمها الطفل ويشخص جوانب الخير فيها والشر ويستقبلها لكن إرادته بُنيت بصورة لا تجعله لتنفيذ ذلك وهذا ناتج من عدم نضوج التربية.

يسمع الطفل ابتداءً الأوامر ولكنه يفتقد إلى قدرة الإرادة والسيطرة على نفسه، ولهذا نراه يمكنها في ذاته ولا ينفذها وهذا خلاف توقعات الآباء، لهذا فإن تربية إرادة الطفل التي تعينه وتجعله منفذاً تعتبر من الواجبات المسلمة في التربية.

اساس تربية الإرادة هو تحويل مسؤولية صغيرة إلى الطفل، ودعمه لتنفيذ ذلك ونتدرج في ذلك من البسيط إلى الأصعب حسب وسعه وقدرته.

الصراحة

في أسلوب التلقين والإلقاء يشترط أن تكون هناك صراحة ووضوح في الأوامر لكي يعرف ما يجب فعله مع الموضوع المعني، ومتى يحد من نفسه ومن اي شيء يمنعها وقد ذكرنا هذا الموضع لان الابوان يتوقعان ان ما موجود في ذهنهما قد استلمه الطفل بصورة واضحة ويعتقدان بانتقال المفاهيم إليه من خلال الاسلوب المستعمل، ويغفلون عن إبهام ذلك وعدم فهمه من قبل الطفل مثلاً: لا يعلم الطفل مفهوم السيطرة، وما يعني الحد والحدود، والمكان الذي يجب ضبط نفسه فيه وعدم التكلم.

الإلقاء يختلف عن العمل، يجرب الطفل الأعمال (كاللعب) ويشخص بعد ذلك الصائب منها والخاطئ، والجانب الإيجابي والسلبي ومن خلال ذلك يستنتج الواجب فعله ولكن ذلك لا يعني الصراحة في الإلقاء.

الأساس هنا هو إدراك الموضوع المقصود، وبعد إجراء الإلقاء يجب السؤال منه بما يلي:

هل فهمت المقصود؟ ونطلب منه توضيح ما ذكرنا.

وعلى ضوء ذلك الأساس يمكننا إجراء مفاهيم العقاب والثواب.

تلقين النفس

تلقين النفس أمر مهم في الفرد، وان تكرار ذلك مع النفس يساعد في القبول به، يستنتج علماء النفس أن في ظل الإلقاء والتلقين يمكن القضاء على الخوف الموجود في النفس، وتحسين صورة شيء ما بعد أن كان مكروهاً بالنسبة إليه(3).

سر الارتجاز في المبارزات الفردية ينصب في هذا المعنى، فهو يستمد القوة من ذلك ويزرع الخوف في قلب العدو، يصرح عن نفسه وعن شجاعته وبصوت مؤثر أمام عدوه وهذا ما يحطم معنوية العدو ويثبتها في نفسه. يجب تفهيم الطفل أنه من خلال تلقينه لنفسه يمكنه أن يكون فرد ملتزم لا يذكر ولا يبرز مشاكله إلى الخارج، ولا ينطق بكل شيء ولا يذهب لأي مكان، ولا ينظر لكل شيء ولا يستمع إلى كل حديث، ولا يأكل كل طعام ويذكر نفسه بذالك دائماً وهذا ما سيؤدي حتماً إلى الحرية المشروطة والمنضبطة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نفي الأشياء يترك آثاراً سلبية في التربية.

2ـ يتعلم الأطفال النفاق من ذلك.

3ـ ديل كارنكي: كيف نبعد القلاقل والاضطرابات -عنّا. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.