الإنتاج وإشكالية المصطلح

ان مصطلح إنتاج production من المصطلحات التي تختلف في تحديد مفهومها الكثيرون نظراً لاتساع دائرة استخدامه إذ يشمل أنشطة عديدة اقتصادية وصناعية وزراعية وحيوانية وحرفية وعلمية وفنية واتصالية إعلامية، بل وكثيراً ما يأتي الخلاف النتيجة رؤية سياسية أو إيديولوجية معينة تعطي المصطلح مفهوماً مختلفاً طبقاً لكل اتجاه.

جاءت أوسع التعريفات لتجعل من الإنتاج كل نشاط ساهم في إشباع الحاجات الإنسانية، وهذا أوضح ما يكون في حالة الزارع والخباز أو البناء أو الخياط، فإن نشاطهم يتمخض عن سلعة تشبع حاجتنا إلى الغذاء أو الوقاء أو الكساء، ولكنه يصدق أيضا بالنسبة العامل في مصنع الآلات، أو التاجر أو الطبيب أو المعلم أو الممثل أو الموسيقى، حيث يساهم كل هؤلاء جميعاً في إشباع حاجة أو أخرى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، غير أن تعريف الإنتاج لم يكن دائماً بهذا الشمول فالطبيعيون في القرن الثامن عشر كانوا يقصرون الإنتاج على الصناعة والتجارة من دائرته، وبعض الاشتراكيين يقصرون الإنتاج على الزراعة والصناعة، وينظرون بارتياب إلى التجارة والخدمات بأنواعها غير أن هذا التضييق لا يستند إلى أسس مقبولة.

وتتسع دائرة المصطلح أيضاً عندما يتضمن كافة نواحي الإنتاج المادي الذي يحصل عليه الإنسان كنتيجة مباشرة لعمل ما أن إنتاج الخبرات المادية هو أساس حياة المجتمع البشري في كل درجة من درجات التطور، وعليه فالإنتاج مفهوم واسع جدا إن تعاطي الناس أنواعاً ملموسة من الإنتاج منها البستنة (زراعة الفواكه في البساتين) وتربية المواشي وزراعة الحقول وزراعة الخضار هي أنواع من الإنتاج الزراعي، واستخدام الفحم والنفط والغاز هو من ميدان صناعة الاستخراج (التعدين)، أما إنتاج الآلات وسائر وسائل العمل فتقوم به الصناعات الثقيلة.