المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

توظيف القدرات
25-4-2018
كثرة السؤال وروحية الاستطلاع
18-4-2016
قصة القرية الخاوية
2-06-2015
السيد محمد سعيد ابن السيد محمود حبوبي
1-2-2018
خطوات مـنطـق المـعالجـة فـي نـظام MRP
8-3-2021
طـرق اثبات وثاقة الـراوي.
28-8-2016


كلام الزهراء (عليها السّلام ) في حقّ الإمامة وظلامة أهل البيت ( عليهم السّلام )  
  
2276   04:49 مساءً   التاريخ: 17-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص166-168
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

عن محمود بن لبيد قال : لمّا قبض رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) كانت فاطمة ( عليها السّلام ) تأتي قبور الشهداء وتأتي قبر حمزة وتبكي هناك ، فلمّا كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها ( عليها السّلام ) تبكي هناك ، فأمهلتها حتى سكنت ، فأتيتها وسلّمت عليها وقلت : يا سيّدة النسوان قد واللّه قطّعت أنياط قلبي من بكائك ، فقالت : « يا أبا عمر ! لحقّ لي البكاء ، فلقد أصبت بخير الآباء رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) واشوقاه إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) » ! ثم أنشأت تقول :

« إذا مات ميّت قلّ ذكره * وذكر أبي مذ مات واللّه أكثر »

قلت : يا سيّدتي إنّي سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري ، قالت :

« سل » . قلت : هل نصّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قبل وفاته على عليّ ( عليه السّلام ) بالإمامة ؟

قالت : « واعجباه ! أنسيتم يوم غدير خم ؟ » قلت : قد كان ذلك ولكن أخبريني بما أسرّ إليك ، قالت : « اشهد اللّه تعالى لقد سمعته يقول : علي خير من اخلّفه فيكم ، وهو الإمام والخليفة بعدي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، لئن اتّبعتموهم وجدتموهم هادين مهديّين ، ولئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة » .

قلت : يا سيّدتي فما باله قعد عن حقّه ؟ قالت : « يا أبا عمر ، لقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتى ولا تأتي - أو قالت مثل علي - ثم قالت : أما واللّه لو تركوا الحقّ على أهله واتّبعوا عترة نبيّه لما اختلف في اللّه اثنان ، ولورثها سلف عن سلف وخلف عن خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين ، ولكن قدّموا من أخّره اللّه وأخّروا من قدّمه اللّه ، حتى إذا ألحدوا المبعوث وأودعوه الجدث المجدوث اختاروا بشهوتهم ، وعملوا بآرائهم ، نبّا لهم ، أولم يسمعوا اللّه يقول : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ بل سمعوا ولكنّهم كما قال اللّه سبحانه : فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ، ونسوا آجالهم ، فتعسا لهم وأضلّ أعمالهم ، أعوذ بك يا ربّ من الحور بعد الكور »[1].

وقالت ( عليها السّلام ) في جواب عائشة بنت طلحة :

« أتسأليني عن هنة حلّق بها الطائر ، وحفي بها السائر ، رفعت إلى السماء أثرا ، ورزئت في الأرض خبرا ؟ إنّ قحيف تيم ، واحيول عدي جاريا أبا الحسن في السباق ، حتى إذا تفرّيا في الخناق فأسرّا له الشنآن ، وطوياه الإعلان ، فلمّا خبأ نور الدين وقبض النبيّ الأمين نطقا بفورهما ، نفثا بسورهما ، وأدالا فدكا ، فيالهاكم من ملك ملك ، إنّها عطية الربّ الأعلى للنجيّ الأوفى ، ولقد نحلينها للصبية السواغب من نجله ونسلي ، وإنّها لبعلم اللّه وشهادة أمينه ، فإن انتزعا مني البلغة ومنعاني اللمظة فأحتسبها يوم الحشر ، وليجدن آكلها ساعرة حميم في لظى جحيم »[2].

 


[1] عوالم المعارف : 11 / 444 .

[2] رياحين الشريعة : 2 / 41 ، وأمالي الطوسي : 204 مجلس 7 حديث 350 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.