الحدود السياسية فى المستنقعات:

تتميز المستنقعات عن الأنهار والبحيرات فى أنها ليست عامل اتصال، وإنما تعد عامل فصل بين الدول وخصوصا عقب سقوط الأمطار وازدياد مساحتها فعندما تمتد المستنقعات لمساحات كبيرة فإنها تعد منطقة دفاع عن الدولة حيث تقف عقبة أمام الجيوش المهاجمة؛ ولذلك كانت تفضل كحدود سياسية فى الماضي مثل مستنقعات البربت التى اتخذت كحدود سياسية بين روسيا القيصرية وبولندا، ومثل مستنقعات بحيرة كيوجا التى تعد حدودا طبيعية حامية لمملكة بوجندا القديمة فى الشمال. كما كانت مستنقعات شواطئ أفريقيا الغربية عاملا مساعدا على حماية هذا الجزء لفترة طويلة حيث صرفت عنه الأنظار. وقد كان العامل الأساسي لاستخدام المستنقعات كحدود سياسية فى الماضي هو صعوبة عبورها، وعدم جاذبيتها، وقلة سكانها، وإذا ما قضى على هذه المبررات فإنها تفقد أهميتها، ويبدو ذلك بعد أن أمكن تجفيف هذه المستنقعات واستخدام الجيوش الحديثة للأسلحة التي لا تقف أمامها هذه المستنقعات، كما أن هذه المستنقعات كانت تفقد أهميتها شتاء في المناطق الباردة حيث تتجمد المياه ويصبح الانتقال فوقها فى هذه الحالة ممكنا.