أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
1374
التاريخ: 2-4-2018
1247
التاريخ: 3-4-2018
18249
التاريخ: 6-08-2015
1116
|
في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة الوسيلة : الحمد للّه الذي أعجز الأوهام أن تنال إلا وجوده ، و حجب العقول عن أن تتخيل ذاته في امتناعها من الشبه و الشكل، بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته و لم يتبعض بتجرية العدد في كماله، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن ، وتمكن منها لا على الممازجة، و علم بها لا بإرادة لا يكون العلم إلا بها و ليس بينه و بين معلومه علم غيره، إن قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود، و إن قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العدم. وعنه عليه السّلام أنه خطب في مسجد الكوفة فقال: الحمد للّه الذي لا من شيء كان و لا من شيء كوّن ما قد كان المستشهد بحدوث الأشياء على أزليته، و بما و سمها به من العجز على قدرته، و بما اضطرها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية، و لا له شبح مثال فيوصف بكيفية، و لم يغب عن شيء ليعلم بحيثية، مباين لجميع ما أحدث في الصفات و ممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات، و خارج بالكبرياء و العظمة من جميع تصرف الحالات، محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده، وعوامق ثاقبات الفكر تكييفه، و على غوائص سابحات النظر تصويره، لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تذرعه المقادير لجلاله، و لا تقطعه المقاييس لكبريائه، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه، و عن الأفهام ان تستغرقه، و عن الأذهان أن تمثله، قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول، و نضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحارة العلوم، و رجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم. واحد لا من عدد و دائم لا بأمد و قائم لا بعمد، ليس بجنس فتعادله الأجناس، و لا بشبح فتعارضه الأشباح، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات، قد ضلت العقول في أمواج تيار ادراكه، و تحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته، وغرقت الأفلاك في لجج أفلاك ملكوته، مقتدر بالآلاء و ممتنع بالكبرياء و ممتلك على الأشياء، فلا دهر يخلقه و لا وصف يحيط به، قد خضعت له رواتب الصعاب في محل تخوم قرارها، واذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها، مستشهد بكلية الأجناس على ربوبيته، وبعجزها على قدرته، وبفطورها على قدمه، وبزوالها على بقائه، فلا لها محيص عن إدراكه، ولا خروج عن إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع عن قدرته عليها، كفى باتقان الصنع لها آية و بمركب الطبع عليها دلالة و بحدوث الفطر عليها قدمه و بإحكام الصنعة لها عبره، فلا إليه حد منسوب و لا له مثل مضروب و لا شيء عنه بمحجوب، تعالى عن ضرب الأمثال و الصفات المخلوقة علوا كبيرا. وقال عليه السّلام: أول الدين معرفته، و كمال معرفته التصديق به، و كمال التصديق به توحيده، و كمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه، و من قرنه فقد ثناه، و من ثناه فقد جزاه، و من جزاه فقد جهله، و من أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده، و من قال فيم فقد ضمنه، ومن قال علام فقد أخلى منه، كائن لاعن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بمقارنة، و غير كل شيء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده، أنشأ الخلق إنشاء، وابتدأه ابتداء بلا روية آجالها و لا تجربة استفادها ولا حركة أحدثها و لا همامة نفس اضطرب فيها، أحال الأشياء لأوقاتها و لاءم بين مختلفاتها و غرز غرائزها و الزمها اشباحها، عالما بها قبل ابتدائها، محيطا بحدودها و انتهائها عارفا بقرائنها و احنائها. و قال عليه السّلام : ما وحّده من كيّفه، و لا حقيقته أصاب من مثّله، ولا إياه عنى من شبّهه، ولا صمده من أشار إليه و توهمه، كل معروف بنفسه مصنوع، و كل قائم في سواه معلول، فاعل لا باضطراب آلة، مقدر لا بجول فكره، غني لا باستفادة، لا تصحبه الأوقات و لا ترفده الأدوات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، و بمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له، و بمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له.
و من كلامه عليه السّلام: لم تحط به
الأوهام بل تجلى لها بها، و بها امتنع منها و إليها حاكمها، ليس بذي كبر امتدت به
النهايات فكبرته تجسيما، و لا بذي عظم تناهت به الغايات فعظمته تجسيدا، بل كبر
شأنا و عظم سلطانا. وقال عليه السّلام: بطن خفيات الأمور، و دلت عليه أعلام
الظهور، وامتنع على عين البصيرة فلا عين من لم يره تنكره. ولا قلب من أثبته
يبصره، سبق في العلو فلا شيء أعلامنه، و قرب في الدنو فلا شيء أقرب منه. وسأله
عليه السّلام حبر من الأحبار فقال متى كان ربك، فقال: ويلك إنما يقال متى كان لما
لم يكن، فأما ما كان فلا يقال متى كان، كان قبل القبل بلا قبل، و بعد البعد بلا
بعد، و لا منتهى غاية لتنتهي غايته. إلى غير ذلك من كلامه عليه السّلام و كلام
أولاده الطاهرين. و لو اجتمع الإنس و الجن لما وحّدوا اللّه بمثل توحيدهم عليهم السّلام
و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا ولولاهم عليهم السّلام لما علم الناس كيف يسلكون سبيل
التوحيد.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|