المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

فضائل وكرامات زيارة الإمام الحسين (عليه ‌السلام)
2024-08-20
خطبته في القوم يوم عاشوراء
3-04-2015
كيفية تكوين المنعطفات
7/9/2022
التوجيه
28-4-2016
‏عوامل ثلاثة لنزول المطر
18-5-2016
التربية البيئية في المؤسسات التربوية
2023-09-19


خطب الامام علي عليه السّلام في وصف اللّه تعالى  
  
42265   02:25 صباحاً   التاريخ: 6-08-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص66 - 68
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات - مواضيع عامة /

في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة الوسيلة : الحمد للّه الذي أعجز الأوهام أن تنال إلا وجوده ، و حجب العقول عن أن تتخيل ذاته في امتناعها من الشبه‌ و الشكل، بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته و لم يتبعض بتجرية العدد في كماله، فارق ‌الأشياء لا على اختلاف الأماكن ، وتمكن منها لا على الممازجة، و علم بها لا بإرادة لا يكون العلم إلا بها و ليس بينه و بين معلومه علم غيره، إن قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود، و إن قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العدم. وعنه عليه السّلام أنه خطب في مسجد الكوفة فقال: الحمد للّه الذي لا من شي‌ء كان و لا من شي‌ء كوّن ما قد كان المستشهد بحدوث الأشياء على أزليته، و بما و سمها به من العجز على قدرته، و بما اضطرها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية، و لا له شبح مثال فيوصف بكيفية، و لم يغب عن شي‌ء ليعلم بحيثية، مباين لجميع ما أحدث في‌ الصفات و ممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات، و خارج بالكبرياء و العظمة من ‌جميع تصرف الحالات، محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده، وعوامق ثاقبات الفكر تكييفه، و على غوائص سابحات النظر تصويره، لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تذرعه ‌المقادير لجلاله، و لا تقطعه المقاييس لكبريائه، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه، و عن ‌الأفهام ان تستغرقه، و عن الأذهان أن تمثله، قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح‌ العقول، و نضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحارة العلوم، و رجعت بالصغر عن السمو إلى ‌وصف قدرته لطائف الخصوم. واحد لا من عدد و دائم لا بأمد و قائم لا بعمد، ليس بجنس فتعادله الأجناس، و لا بشبح فتعارضه الأشباح، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات، قد ضلت العقول في أمواج تيار ادراكه، و تحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف ‌قدرته، وغرقت الأفلاك في لجج أفلاك ملكوته، مقتدر بالآلاء و ممتنع بالكبرياء و ممتلك ‌على الأشياء، فلا دهر يخلقه و لا وصف يحيط به، قد خضعت له رواتب الصعاب في محل ‌تخوم قرارها، واذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها، مستشهد بكلية الأجناس على ربوبيته، وبعجزها على قدرته، وبفطورها على قدمه، وبزوالها على بقائه، فلا لها محيص عن إدراكه، ولا خروج عن إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع عن قدرته عليها، كفى باتقان الصنع لها آية و بمركب الطبع عليها دلالة و بحدوث‌ الفطر عليها قدمه و بإحكام الصنعة لها عبره، فلا إليه حد منسوب و لا له مثل مضروب و لا شي‌ء عنه بمحجوب، تعالى عن ضرب الأمثال و الصفات المخلوقة علوا كبيرا. وقال عليه السّلام: أول الدين معرفته، و كمال معرفته التصديق به، و كمال التصديق به‌ توحيده، و كمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل‌ صفة أنها غير الموصوف، و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه، و من قرنه فقد ثناه، و من ثناه فقد جزاه، و من جزاه فقد جهله، و من أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده، و من قال فيم فقد ضمنه، ومن قال علام فقد أخلى منه، كائن لاعن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شي‌ء لا بمقارنة، و غير كل شي‌ء لا بمزايلة، فاعل‌ لا بمعنى الحركات و الآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحد إذ لا سكن يستأنس به ‌ولا يستوحش لفقده، أنشأ الخلق إنشاء، وابتدأه ابتداء بلا روية آجالها و لا تجربة استفادها ولا حركة أحدثها و لا همامة نفس اضطرب فيها، أحال الأشياء لأوقاتها و لاءم بين ‌مختلفاتها و غرز غرائزها و الزمها اشباحها، عالما بها قبل ابتدائها، محيطا بحدودها و انتهائها عارفا بقرائنها و احنائها. و قال عليه السّلام : ما وحّده من كيّفه، و لا حقيقته أصاب من مثّله، ولا إياه عنى من‌ شبّهه، ولا صمده من أشار إليه و توهمه، كل معروف بنفسه مصنوع، و كل قائم في سواه‌ معلول، فاعل لا باضطراب آلة، مقدر لا بجول فكره، غني لا باستفادة، لا تصحبه ‌الأوقات و لا ترفده الأدوات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بتشعيره‌ المشاعر عرف أن لا مشعر له، و بمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له، و بمقارنته بين ‌الأشياء عرف أن لا قرين له. 

و من كلامه عليه السّلام: لم تحط به الأوهام بل تجلى لها بها، و بها امتنع منها و إليها حاكمها، ليس بذي كبر امتدت به النهايات فكبرته تجسيما، و لا بذي عظم تناهت به‌ الغايات فعظمته تجسيدا، بل كبر شأنا و عظم سلطانا. وقال عليه السّلام: بطن خفيات الأمور، و دلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين‌ البصيرة فلا عين من لم يره تنكره. ولا قلب من أثبته يبصره، سبق في العلو فلا شي‌ء أعلامنه، و قرب في الدنو فلا شي‌ء أقرب منه. وسأله عليه السّلام حبر من الأحبار فقال متى كان ربك، فقال: ويلك إنما يقال متى كان‌ لما لم يكن، فأما ما كان فلا يقال متى كان، كان قبل القبل بلا قبل، و بعد البعد بلا بعد، و لا منتهى غاية لتنتهي غايته. إلى غير ذلك من كلامه عليه السّلام و كلام أولاده الطاهرين. و لو اجتمع الإنس و الجن لما وحّدوا اللّه بمثل توحيدهم عليهم السّلام و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا ولولاهم عليهم السّلام لما علم الناس كيف يسلكون سبيل التوحيد.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.